اعتدال سلامه من برلين: منذ تسلم المحافظين سدة الحكم في الولايات المتحدة الاميركية والعلاقات بين واشنطن وبرلين عرضة للهزات المتواصلة، حتى ان المستشارة الالمانية انجيلا ماركل اقرب الالمان الى الرئيس جورج بوش سياسيا تواجه بين الحين والاخر صعوبة في التفاهم خاصة فيما يتعلق بالتفاوت في السياسية الامنية الدولية والحرب في العراق والوزن السياسي الاميركي ضمن حلف شمال الاطلسي وتفنيد العلاقة الاطلسية مع روسيا.
لكن هل بفوز الديمقراطيين في الانتخابات في السابع من شهر تشرين الثاني( نوفمبر) سيطرأ تغيرا على بعض القضايا مثل الحربين في العراق وافغانتسان وتفتح صفحة جديدة بين واشنطن وبرلين بعيدة عن الضغط والمطالب؟

في هذا الصدد قال النائب الاشتراكي كارستن فوغت منسق العلاقات الاطلسية بان فوز الديمقراطيين سيزيد المطالب الاميركية للمساهمة عسكريا اكثر في مناطق التأزم وعدم تحميل الجيش الاميركي لوحده المسؤوليات. ومن وجهة نظره سوف يمثل الديمقراطيون بعد فوزهم المصالح والاهتمامات الاميركية لذا سيقول كل ديمقراطي انتقد الرئيس بوش عليكم انتم الالمان الان مساعدتنا في الاماكن التي يمكنكم زيادة مساعدتكم فيها.وهذا يعني بالتحديد المطالبة بارسال المزيد من الجنود الى افغانستان والمزيد من الدعم المالي من اجل استتباب الامن في العراق.

وذكر فوغت بان الديمقراطيين انتقدوا جورج بوش لعدم تقربه من الحلفاء الاطلسيين لكنهم في المقابل سيطالبون هؤلاء الحلفاء بالمزيد من التقليل من أعباء اميركا المالية والعسكرية، ونتيجة لذلك فقد يتوجهون الى برلين ليس فقط من اجل ارسال المزيد من الجنود الى افغانستان بل المطالبة بتمركزهم في المناطق حيث المعارك على اشدها كمناطق الجنوب. الا ان ذلك سيواجه برفض الصف السياسي الالماني ولن يحظى قرار يتطابق مع رغبة الديمقراطيين على الاغلبية في البرلمان الالماني. مع ذلك سوف يصر الاميركيون على مطالبهم ويتمسك الديمقراطيون بها. اما فيما يتعلق بالعراق فلن يتغير الوضع مع فوز الحزب الديمقراطي ويستعبد منسق العلاقات الاطلسية تماما ان يطالب برلين بارسال جنود الى هناك.