سمية درويش من غزة : دعت شخصية سياسية فلسطينية ، إلى وصاية دولية على الشعب الفلسطيني بعدما تحولت السلطة إلى رموز لا فعل لها , وأصبح الاحتلال الإسرائيلي هو الواقع الفعلي على الأرض. وتأتي هذه الدعوة بعد عدة دعوات مماثلة صدرت مؤخرا من بعض أعضاء المجلس التشريعي وعدد من قيادات السياسة الفلسطينية ، جراء مواصلة إسرائيل لعملياتها العسكرية في المناطق الخاضعة للسيادة الفلسطينية ، وعدم نجاح الجهود الداخلية ولا حتى الخارجية حتى اللحظة بتقريب وجهات النظر الفلسطينية حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف الصراع بين الحركتين المتنافستين.
وقال حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ، ما حاجتنا إلى سلطة لا تحمي نفسها ولا شعبها ، وما حاجتنا إلى حكومة تفرق لكي تسود والى فصائل لا تطعم إلا من والاها ولا تحمي إلا من هتف لها.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ، قد لوح في آب (أغسطس) الماضي أمام جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني الطارئة ، بحل السلطة الفلسطينية حين قال ، quot;علينا أن نناقش مستقبل السلطة الفلسطينيةquot; ، وهو ما اعتبر تهديدا بحلها في ضوء الحصار المضروب حول الحكومة واستمرار إسرائيل في حملات خطف واعتقال وزراء ونواب حماس بالضفة الغربية. وأوضح البرغوثي صاحب المقالة اليومية التي تحظي باهتمام القادة والسياسيين ، نحن عشنا كذبة كبيرة اسمها السلطة فقزمناها بدل تطويرها ، وكذبة اكبر اسمها الديمقراطية وكذبة تالية اسمها الحكومة ، مضيفا بان الحرية قبل الديمقراطية ، والسلطة بلا سيادة لا طعم لها ، والحكومة ان لم تكن تجمع ولا تفرق لا حاجة بها.

وطالب المحلل السياسي الفلسطيني ، بتدخل دولي لحماية الشعب من الاحتلال وحماية المواطن من حكومته وحماية الحكومة من نفسها وحماية المواطن من العشائرية والقبائلية. واستطرد قائلا ، أطالب بوضعنا تحت الوصاية الدولية بقرار دولي فما عدنا نستطيع تحمل أعباء أكثر من احتلال وأكثر من عدوان وأكثر من فشل وتجربة في حكم أنفسنا بأنفسنا ، فغير الحر لا يمكنه ان يحكم نفسه ، ونريد الحرية بقرار دولي مسنود بقوة الشرعية الدولية ، مبينا الخسارة في الوضع الراهن ، حيث تحولت السلطة الى مجرد رمز والحكومة إلى شعار ، والاحتلال هو الحقيقة المفروضة على الأرض.
ويشار إلى أن حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ، قد دعا أيضا قبل عدة أشهر إلى حل السلطة الفلسطينية مادامت إسرائيل تستمر في اعتقال الوزراء والنواب الفلسطينيين ، حيث قال quot;إسرائيل لم تعد تحترم الاتفاقيات التي أنشئت السلطة بموجبها ، فلا بد من بحث جدوى الإبقاء على هذه السلطة خاصة أن العالم الذي أشرف على الاتفاقيات لا يبالي بما تقوم به إسرائيلquot;.