خلف خلف من رام الله - واشنطن: قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الجمعة ان نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي التي منحت الديمقراطيين الاغلبية للمرة الاولى منذ 12 عاما لن تغير شيئا سواء في سياسة اسرائيل او الولايات المتحدة حيال قضية الشرق الاوسط. وقال اولمرت الذي يستعد للالتقاء بالرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع المقبل في حديث لشبكة quot;ان بي سيquot;التلفزيونية ان اسرائيل والولايات المتحدة ستظلان على صداقة قوية بغض النظر عمن يسيطر على الكابيتول هيل مقر الكونغرس. واضاف quot;بامكاني القول ان اسرائيل على علاقة قوية بالكونغرس للعديد والعديد من السنوات عندما كان يقوده الجمهوريون وعندما كان يقوده الديمقراطيون فاميركا صديق لاسرائيل واسرائيل صديق عظيم لاميركاquot; حسب قوله.

وخسر الجمهوريون الاغلبية في مجلس الشيوخ والنواب للمرة الاولى منذ عام 1994 بعد اعلان نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس هذا الاسبوع مما يعرض ادارة الرئيس بوش لعدد من الصعوبات في تنفيذ عدد من سياساتها الشرق اوسطية خاصة في العراق. ومن المتوقع ان يدفع الديمقراطيون وهم على علاقة قوية باسرائيل باتجاه المزيد من الجهود الامريكية في عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط.

ومن المقرر ان يجتمع اولمرت الى بوش الثلاثاء المقبل في البيت الابيض وسيعقد بعدها عدة اجتماعات مع قادة الكونغرس.

أولمرت سيسمع كلاماً غير بسيط من بوش

هذا و توقعت مصادر إسرائيلية أن يكون اجتماع أولمرت مع بوش ساخناً، واستندت هذه المصادر إلى ما قاله محفل دبلوماسي اميركي بأن أولمرت قد يسمع كلاماً غير بسيط من بوش بسبب السياسة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين التي بدأت تزعج الإدارة الاميركية، وهذا ما نقله أيضاً المراسلون السياسيون للصحف الإسرائيلية عن أوساط سياسية في واشنطن.

وفي مداولات طارئة في مجلس الأمن في الأمم المتحدة في أعقاب الحدث في بيت حانون أعرب المندوب الإسرائيلي نائب السفير داني كرمون عن الأسف على مقتل المدنيين، ولكنه شدد على أن المسؤولية تقع على عاتق حماس. وحسبما قالت صحيفة يديعوت اليوم فأن أولمرت في لقائه مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض سيعرض مبادرته السياسية الجديدة، والتي تستهدف إعادة تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأفادت أوساط مقربة من أولمرت أن الأخير مستعد لان يستجيب فورا لاثنين من المطالب الرئيسة الثلاثة للزعيم الفلسطيني. وسيقول أولمرت لبوش انه مستعد لان يصادق على دخول لواء فلسطيني يوجد في الأردن - لواء بدر - إلى قطاع غزة، لتعزيز قوات الحرس الرئاسي الفلسطيني. كما أن إسرائيل مستعدة للسماح بإدخال آلاف البنادق والوسائل القتالية الأخرى التي سيزود بها المصريون القوات المتماثلة مع الرئيس الفلسطيني ومع فتح.

وحسب المصادر الإسرائيلية فأن أولمرت يشترط رده الايجابي على المطلب الثالث لابو مازن - تحرير ألاف السجناء - بتحرير مسبق للجندي المخطوف جلعاد شليت. وجاء أن مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي رئيس الطاقم يورام تروبوبيتش والمستشار السياسي شالوم ترجمان، نقلا في هذه المسائل رسائل قاطعة الوضوح لرئيس مكتب أبو مازن، رفيق الحسيني، اللذان التقيا به في الأسابيع الأخيرة عدة مرات.

وأشارت المصادر أن خلافا لموقف رئيس الوزراء السابق اريئيل شارون، فان أولمرت أعرب عن استعداده لتحرير سجناء من كل المنظمات بمن فيهم سجناء حماس وكذا سجناء قدامى قضوا أكثر من 20 سنة في السجون الإسرائيلية quot;مع دم على الأيديquot;. وسيلمح أولمرت للرئيس بوش بأنه مع استئناف المفاوضات مع أبو مازن سيكون مستعدا لان يحث المحادثات بهدف الوصول في غضون اشهر إلى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة.

و كان أولمرت قال الخميس في مناسبة علنية انه quot;حتى الآن بعثت لابو مازن عشرين مرة رسائل باني معني بلقائه، ولكنه ببساطة لا يريد. وسيفاجأ إذ يتبين كم بعيدا مستعد أنا للسير، لدي الكثير مما اعرضه عليهquot;. وفي مؤتمر رئيس الوزراء للتصدير في تل أبيب أضاف اولمرت أن quot;المفاوضات مع الفلسطينيين تتعرقل عقب ضغط منظمات الإرهاب عليه وليس لديه القوة لمقاومتها والتغلب عليهاquot;.

وسيشرح أولمرت في واشنطن بان خطة الانطواء مع أنها شطبت عن جدول الأعمال إلا أن إسرائيل ستكون مستعدة لمواصلة إخلاء المستوطنات من مراكز السكان الفلسطينية والتفاوض على بقاء الكتل الاستيطانية بيد إسرائيل. كما سيشدد أولمرت أمام بوش على أن حكومة إسرائيل لن تجري أي اتصال مع محافل حماس بما في ذلك مع حكومة برئاسة حماس.

وفي المسألة الإيرانية، قالت محافل في محيط أولمرت أن رئيس الوزراء يتوقع أن يسمع من الرئيس بوش بان الولايات المتحدة ستمنح إسرائيل مظلة نووية في حالة تهديد إيران إسرائيل ومحاولة مهاجمتها. هذا فيما قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس أن إسرائيل ملزمة بالمبادرة الى quot;رزمة سياسيةquot; جديدة تقود المسيرة السلمية إلى الأمام بحذر وعلى مراحل، وفي اجتماع لمجلس كديما في بيتح تكفا قالت لفني أن الوضع في السلطة الفلسطينية لا يمكنه أن يشكل ذريعة لرفض كل مسيرة سياسية. وعللت الأمر بقولها quot;محظور الاستخفاف بالثقة التي تلقيناها من الجمهورquot;. وأشارت لفني إلى أن على إسرائيل أن تساعد المحافل المعتدلة في السلطة مثل أبو مازن. وقالت: quot;يجب أن نفهم المصالح المشتركة بيننا وبين الفلسطينيينquot;. وحسب لفني لا توجد أي رغبة في الجمود السياسي بل على كل السياقات السياسية أن تتم على مراحل كي تنجح.