واشنطن، البصرة:أكد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ان القوات الاميركية quot;لن تنسحبquot; من العراق رغم ضغوط الكونغرس بتحديد جدول زمني للانسحاب. وفي كلمة امام رابطة المحامين المحافظة القوية، قال تشيني ان الانسحاب سيشجع quot;الارهابيينquot; على مزيد من العنف. واضاف quot;البعض في بلادنا قد يعتقدون بنية حسنة ان الانسحاب من العراق سيجعل اميركا اكثر امنا. علمتنا التجارب مؤخرا درسا مناقضا لذلكquot;. وتابع ان quot;الخروج من العراق قبل انهاء المهمة سيقنع الارهابيين مرة اخرى بان الشعوب الحرة ستغير سياساتها، وباننا سنتخلى عن اصدقائنا وعن مصالحنا في اي وقت نواجه فيه العنف والابتزازquot;.

وجاءت كلمة تشيني بعد عشرة ايام من فوز الديموقراطيين باغلبية مقاعد الكونغرس بمجلسيه في الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية التي لعبت فيها الحرب في العراق دورا كبيرا. وفور الفوز في الانتخابات بدأ الديموقراطيون بمساندة بعض الجمهوريين بالضغط على البيت الابيض لوضع جدول زمني للانسحاب.

واكد تشيني ان الانسحاب من العراق سيكون خطأ. وقال ان quot;اميركا ستكمل مهمتها، وستكملها بالطريقة الصحيحة وتعيد قواتنا الى وطنهم منتصرينquot;. واضاف quot;لا يزال امامنا الكثير من العمل الاصعب، وفيما يغير العدو تكتيكاته، نغير تكتيكاتنا (...) المهم هو اشراك العراقيين في القتال، وسنواصل تدريب القوات المحلية حتى تستطيع تولي القيادة في الدفاع عن بلادهاquot;.

وزير المالية البريطاني يقوم بزيارة مفاجئة للعراق

من جهته سافر وزير المالية البريطاني جوردون براون الى العراق للمرة الأولى يوم السبت في زيارة مفاجئة لآلاف الجنود البريطانيين فيخطوة منه لتعزيز أوراق اعتماده لخلافة رئيس الوزراء توني بلير. وقال براون quot;إنني هنا لكي أشيد بالعمل المهم الذي تقوم به قواتنا وللاجتماع مع الوزراء العراقيين لبحث التحديات التي تواجههمquot;. واضاف quot;نحن ملتزمون بدعم العراقيين في بناء أمة ديمقراطية تجلب الأمن والرفاهية لشعبها وتقوم بدور كامل في اقتصاد المنطقة والعالمquot;. وتعهد براون بتقديم مبلغ 100 مليون جنيه استرليني اضافي (188.7 مليون دولار) للمساعدة في تنشيط اقتصاد البلاد. وسيجتمع براون الذي يسافر مع قائد القوات المسلحة البريطانية السير جوك ستيراب مع نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ومسؤولين عراقيين كبار خلال زيارته للمنطقة.

ولبريطانيا التي شاركت في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 نحو 7200 جندي في جنوب العراق معظمهم متمركزون في البصرة وحولها. لكن المدينة ما زالت خطرة حيث تتصارع جماعات شيعية مع بعضها بعضًا من أجل السيطرة وتجد القوات البريطانية في بعض الاحيان نفسها محصورة بين هذه الجماعات. وهذه الزيارة هي أحدث مبادرة من جانب براون لتوسيع خبراته أكثر من منصب وزير المالية وهو يقترب أكثر من أي وقت مضى من خلافة بلير.

وقال بلير في رضوخ لضغوط من حزب العمال الذي يتزعمه بسبب عدم شعبية حرب العراق إنه سيتنحى من منصبه خلال عام لكن يتوقع أن يرحل في ايار / مايو . ويعتبر براون من المرشحين المفضلين لخلافة بلير لكنه قد يواجه انتخابات صعبة مع صعود حزب المحافظين المعارض الذي يتزعمه ديفيد كاميرون. ومع بقاء نحو ثلاث سنواتحتى الانتخابات فإن حزب العمال الحاكم الذي يتولى السلطة منذ عام 1997 يحتل المرتبة الثانية بعد المحافظين في استطلاعات الرأي بسبب معالجته لحرب العراق كما أصابت الفضائح المالية الحكومة. وأعلنت الحكومة في الشهر الماضي ان الجنود الذين يخدمون لمدة ستة اشهر في العراق وأفغانستان سيتلقون مكافأة معفاة من الضرائب قيمتها 2240 جنيه استرليني لتقترب رواتبهم من رواتب الجنود الأمريكيين الذين يخدمون هناك.