طالباني في طهران الجمعة... ويزور دمشق لاحقاً
بغداد : لا قمة عراقية سورية إيرانية

طالباني وبارزاني يتهمان الضاري بتغذية الإنتقامات الطائفية

واشنطن ترحب بالحوار بين العراق وايران وسوريا

انتهاء التحقيق مع أعضاء أنصار المهدي بالمغرب

أسامة مهدي من لندن: نفت الرئاسة العراقية وجود خطط لعقد قمة عراقية سورية ايرانية في طهران السبت المقبل لكنها اشارت الى ان الرئيس جلال طالباني سيتوجه الى طهران الجمعة المقبل في زيارة رسمية لايران ثم يقوم في وقت لاحق بزيارة مماثلة الى سوريا بدعوة من رئيسها بشار الاسد فيما يتوقع ان يعلن في دمشق وبغداد قبل انتهاء زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الحالية للعراق عن اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقطوعة منذ ربع قرن.

وقال كامران قره داغي الناطق الرسمي بأسم طالباني أن الرئيس العراقي سيتوجه في عطلة نهاية الأسبوع الحالي إلى العاصمة الإيرانية طهران تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد لعقد قمة ثنائية عراقية - إيرانية لبحث العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها.

وأضاف الناطق في بيان صحافي ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم أن الرئيس طالباني سيرأس وفدا يضم عددا من الوزراء والمستشارين. وتعليقا على تقارير أفادت بوجود دعوة لحضور قمة ثلاثية عراقية-إيرانية-سورية نفى الناطق الرسمي وجود مثل هذه الدعوة. وأشار إلى أن الرئيس بشار الأسد سبق أن وجه دعوة إلى الرئيس طالباني لزيارة دمشق وأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم جدد الدعوة أثناء لقائه الليلة الماضية مع الرئيس العراقي. وقال قرة داغي quot;الرئيس طالباني قبل الدعوة بامتنان وانه يتطلع إلى لقاء أخيه الدكتور بشار الأسد في دمشق في مستقبل قريبquot;. وفي دمشق قال مسؤول سوري مطلع على جدول اعمال الاسد عندما سئل ان كان الاسد سينضم الى طالباني واحمدي نجاد في طهران انه لا توجد أي خطط لعقد مثل هذه القمة الثلاثية.

وخلال اجتماهما بحث الرئيس طالباني والوزير المعلم تعزيز العلاقات الثنائية و ضرورة تقويتها لمصلحة البلدين. وتم التأكيد على اهمية التعاون المشترك من اجل القضاء على الارهاب والمساعدة على توفير الامن والاستقرار للعراق الذي سينعكس استقراره على امن و استقرار المنطقة.
وكان مقررا ان يقوم طالباني بزيارة الى طهران في الثامن من الشهر الحالي عقب زيارته الاخيرة لفرنسا لكنها تاجلت لاسباب لم تعرف. وقد سفير إيران لدي بغداد حسن كاظمي قمي الجمعة الماضي دعوة رسمية من الرئيس نجاد إلى الرئيس طالباني لزيارة طهران. وسبق لرئيس الوزراء العراق نوري المالكي قام بزيارة لطهران في الثاني عشر من ايلول (سبتمبر) الماضي تم خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون السياسي والاقتصادي والمساهمة في عملية إعادة إعمار العراق.

واشطن تدعو طهران لعدم دعم المليشيات العراقية
وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي في لقاء مع الصحافيين ان ما يقلق الولايات المتحدة هو انه quot;في الوقت الذي تصدر فيه تصريحات ايجابية عن الحكومة الايرانية حول الرغبة في لعب دور ايجابي في العراق فان هذه التصريحات لم تصحبها افعالquot;.

واعرب عن رغبة بلاده في ان تنأى ايران بنفسها عن أي quot;افعال سلبية قامت بارتكابها في العراقquot; لاسيما فيما يتعلق بدعم الميليشيات والانشطة التي تقوم بها هناك. كما دعا ايران الى مساعدة الحكومة العراقية في جهودها للمضي قدما في خططها مشيرا الى ان السفير الاميركي لدى بغداد زلماي خليل زاد مخول لاجراء اي مناقشات مع المسؤولين الايرانيين فيما يتعلق بالعراق وذلك في الوقت المناسب.

وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته الى بغداد والتي قال فيها ان دمشق تدعم الاستقرار في العراق قال كايسي ان quot;المهم هو الافعال وليس الاقوالquot;.. معربا عن رغبة بلاده في ان تقوم سوريا باتخاذ اجراءات لمنع المقاتلين الاجانب من القدوم الى العراق عبر الحدود بين البلدين. واضاف ان quot;هناك الكثير الذي بمقدور السوريين فعله الا انهم لا يفعلوا شيئاquot; مشيرا الى ان سوريا قد اصدرت تصريحات ايجابية سابقة بشأن العراق الا انها لم تتخذ خطوات على الارض لتحقيق ما تقول.

وامس أعلن الجنرال وليم كالدويل المتحدث بإسم القوات المتعددة الجنسيات فى العراق ان هذه القوات استطاعت بالتعاون مع القوات العراقية خلال الاشهر العشرة الماضية من قتل 425 مقاتلا اجنبيا وإعتقال 676 اخرين.

واشار في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الى ان نسبة السوريين والمصريين من بين هؤلاء كانت هي الأعلى حيث شكل كل منهما 23 بالمئة من العدد الكلي فيما كان 13 بالمئة منهم سوادنيون، و12 بالمئة سعوديون. واوضح ان معظم هؤلاء تسلل عن طريق الحدود السورية. واضاف انه تم خلال الاسابيع الثلاثة الماضية اعتقال 184عنصراquot; من اعضاء فرق الموت اضافة الى ثمانية من قادتها.. واكد ان مابين 70 و100 مقاتل اجنبي يدخلون الى العراق عبر الحدود السورية.

المعلم والمشهداني يؤكدان الحاجة للارتقاء بالعلاقات الثنائية
والليلة الماضية وبعد لقاءات حافلة مع كبار المسؤولين العراقيين طيلة نهار امس عقد المعلم اجتماعا مع رئيس مجلس النواب محمود المشهداني حيث بحثا المستجدات السياسية والامنية في الساحة العراقية والساحتين العربية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدبن وسبل تجاوز المعوقات التي تحول دون الارتقاء بها الى المستوى الذي يلبي طموح الشعبين الشقيقين.

وقال بيان صحافي للمكتب الاعلامي لمجلس النواب ارسل الى quot;ايلافquot; ان المعلم اوضح ان زيارته هذه لبغداد تأتي في اطار الجهود والمساعي للتأسيس لبداية جديدة في العلاقات الثنائية الاخوية بعد مرحلة من الركود لاتتناسب مع عمق الروابط الاجتماعية والجغرافية والتأريخية والاقتصادية التي تجمع البلدين. ونقل المعلم رسالة من الرئيس السوري السيد بشار الاسد تضمنت امنياته لجميع العراقيين بالامن والازدهار وحرصه على وحدة واستقرار العراق ودعمه للعملية السياسية واستعداد بلاده تقديم المساعدة اللازمة للشعب العراقي للخروج من محنته التي يمر بها. واضاف المعلم انه كان للزيارة التي قام بها المشهداني الى سوريا مؤخرا اثر كبير في كسر حالة الجمود التي سادت العلاقات بين البلدين وترطيب الاجواء ودفعها بالاتجاه الصحيح.

ومن جانبه عبر المشهداني عن ارتياحه لزيارة المعلم معربا عن امله في ان تكون بداية لصفحة ومرحلة جديدة مضيئة في العلاقات بين البلدين الشقيقين. وجدد التأكيد على ان استقرار العراق مرهون بمساعدة ودعم اشقائه لاسيما سوريا. وقد وتبادل الجانبان الرأي حول اهمية تكثيف اللقاءات بين مسؤولي البلدين للاسراع في حل الملفات العالقة.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد دعا سوريا واي دولة اخرى لها خلافات مع الولايات المتحدة الى تسويتها بعيدا عن العراق وان لاتكون ممرا للارهاب الى بلاده فيما قال زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم ان بلاده تريد من سوريا مساعدة بلاده في مواجهة الارهاب وذلك عقب مباحثات اجرياها في بغداد خلال اجتماعين منفصلين مع المعلم امس.

وفال المالكي quot;كنا نتوقع ان تكون سوريا اكثر تفهما لنا كما كنا في مرحلة معارضة النظام الدكتاتوري وان تكون اول المبادرين لدعم الوضع السياسي الجديدquot;. واكد ان مايحصل في العراق هو خطر يهدد الجميع وليس العراق وحده وقال ان من مصلحة سوريا ان تسهم في استقرار وامن العراق خصوصا وان دولا عدة سبقتها في هذا المجال , واضاف اذا كانت لهذه الدولة او تلك خلافات مع الولايات المتحدة الاميركية فهذا شأن يخصها على ان تسوية هذا الخلاف يجب ان لايكون على حساب العراق.

من جانبه قال وزير الخارجية السوري ان بلاده تدعم حكومة الوحدة الوطنية وتدين الارهاب الذي يستهدف الشعب العراقي ومؤسساته ,و ان الخطر على العراق هو خطر على المنطقة برمتها.

ومن ناحيته قال الحكيم اثر اجتماعه مع المعلم ان العراق يريد من سوريا الكثير في معركته لمواجهته الارهاب بهدف اقامة افضل العلاقات بين شعبي وحكومتي البلدين ولتعود هذه العلاقات الى طبيعتها كما كانت. واضاف ان العراق يريد من جميع دول الجوار علاقات من الترابط الحقيقي والتعاون الامني تقوم على ضبط الحدود وتبادل المعلومات الامنية وتبادل المجرمين.

وقد اكد المعلم للحكيم ادانة سوريا لجميع عمليات الارهاب الموجهة ضد الشعب العراقي واضاف quot; ونحن في سوريا نتالم لكل قطرة دم عراقية تسالquot;. واشار الى اهمية تحقيق المصالحة بين جميع القوى السياسية العراقية من اجل البقاء على العراق حرا مزدهرا وموحدا. وشدد المعلم في اجابته على سؤال فيما اذا كانت زيارته للعراق جاءت لارضاء الاميركيين او للوساطة بينهم وبين ايران على ان سوريا ليست عرابا لاحد وقال quot; لسنا وسيطا للولايات المتحدة.. ولكن تربطنا علاقات وثيقة مع ايران نظرا لموقفها من التطورات في المنطقة وخاصة من الصراع مع اسرائيل quot;. واكد ان سوريا لاتجري حاليا أي حوار مع الولايات المتحدة quot; وقال quot;لم ناتي لبغداد لارضائها وانما تلبية لرغبة شعبي سوريا والعراقquot;.

ويطالب العراقيون نظرائهم السوريون بتطوير العلاقات الامنية ومنع عبور مقاتلين عرب الى العراق عبر الحدود السورية المشتركة اضافة الى تسليم عددا من القادة البعثيين السابقين الذين تؤكد الحكومة العراقية انهم يمولون من دمشق عمليات ارهابية ينفذها رفاقهم في العراق. وقد ظلت هذه المسالة تعيق تحسن علاقات البلدين خلال السنوات الثلاث الماضية اذافة لما تسببه من اتهامات متبادلة بينهما.

وتاتي زيارة المعلم الحالية للعراق في وقت تخلت واشنطن عن معارضتها التي اصرت عليها خلال السنوات الثلاث الاخيرة التي اعقبت سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين العراق وسوريا وفتح سفارتين وتعيين سفراء في العاصمتين اللتين ترتبطان حاليا بمكتبين دبلوماسيين يديرهما قائمان بالاعمال. وتأتي موافقة واشنطن هذه اثر دعوة مسؤولين وسياسيين اميركان وبريطانيين للادارة الاميركية الى اجراء محادثات مع دمشق وطهران حول الاوضاع في العراق من اجل تحقيق الامن والاستقرار فيه.

علاقات سورية عراقية متقلبة
وكان نظام صدام حسين قطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) عام 1980 احتجاجا على تسليم سوريا اسلحة الى ايران التي كانت تخوض حربا ضد العراق وفي التاسع من نيسان (ابريل) عام 1982 اغلقت السلطات السورية الحدود مع العراق وانبوب النفط بين كركوك وبانياس وحرمت العراق بذلك منفذا على البحر المتوسط.

ويرى عراقيون متابعون للعلاقات العراقية السورية ان لزيارة المعلم اهمية كبيرة لتحسين العلاقات بين البلدين والعمل على تحقيق تنسيق امني بينهما بالاضافة الى اعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ نحو ربع قرن. وعلى الرغم من ان سوريا اعلنت مرارا دعمها للعملية السياسية في العراق وقدمت تسهيلات كبيرة لمشاركة اللاجئين العراقيين في الانتخابات العراقية الاخيرة الا انها تعرضت الى اتهامات من اطراف سياسية وحكومية عراقية واميركية بايوائها متمردين عراقيين وفتح حدودها مع العراق للارهابيين لكن دمشق تنفي ذلك بشدة.

وتشير احصاءات اخيرة لمنظمة الهجرة الدولية الى ان حوالي الف عراقي يتدفقون على سوريا يوميا هربا من عمليات العنف والتهجير الطائفي التي تضرب البلاد. وتقول ان في سوريا الان اكثر من نصف مليون عراقي وصلوها منذ سقوط النظام السابق لكن وتيرة الهجرة اليها قد تصاعدت بشكل خطير خلال الاشهر الماضية بسبب الانهيار الامني. وتوضح المنظمة ان حوالي 40 الفا من الاطفال والاحداث العراقيين قد سجلوا في المدارس السورية خلال العام الدراسي الحالي وهم يتابعون دراستهم هناك الان.

وكانت دمشق اكدت العام الماضي انها نشرت 7000 جندي على طول الحدود السورية ndash; العراقية البالغة 750 كم ووضعت 547 مخفراً يبعد من واحد كيلو متر إلى ثلاثة كيلومتر لتغطية الحدود بالكامل كما نشرت دوريات بين المخافر لمنع محاولة أي تسلل. ويقول المسؤولون السوريون ان بلادهم تبذل كل ما بوسعها وأنها خسرت عدد من القتلى أثناء عمليات ضبط حدودها حيث تتعرض القوات السورية إلى إطلاق نار من قبل متسللين ومهربين الأمر الذي جعلها ترمم السواتر الترابية على طول حدودها مع العراق بارتفاع 4 متر إضافة إلى وضع الأسلاك الشائكة الدائرية الثلاثية الهرمية في عدة مناطق متل وادي الجرش كما صبت مكعبات أسمنتية وأغلقت كل الثغرات لمنع عبور أية آلية من سوريا إلى العراق وبالعكس.