لندن: قال المحققون البريطانيون انهم يعتقدون ان المادة المشعة التي استخدمت في قتل عميل الاستخبارات الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو كلفت اكثر من عشرة ملايين دولار، حسب ما ذكرت صحيفة quot;تايمزquot; البريطانية اليوم الاثنين. وقالت الصحيفة ان النتائج الاولية لتشريح جثة ليتيفينينكو اظهرت انه اعطي اكثر من عشر جرعات قاتلة من مادة البولونيوم-210 حيث وجدت كميات كبيرة منها في بوله.

واصيب ليتيفينينكو بالمرض في الاول من تشرين الثاني(نوفمبر) وتوفي في 23 من الشهر ذاته. والقى العديد من اصدقائه بمسؤولية مقتله على الكرملين، الا ان روسيا نفت مرارا اي ضلوع لها في وفاته. وصرح مصدر امني بريطاني طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة quot;لا يمكنك ان تشتري هذه الكمية (من البولونيوم) من الانترنت او تسرقها من احد المختبرات دون ان يتنبه اليك احد، ولذلك فان التفسيرين المعقولين الوحيدين هو انه تم الحصول على هذه المادة من مفاعل نووي او من مهربين يعملون في السوق السوداء ولهم صلات قوية جداquot;.

وقالت شركة quot;يونايتد نيوكلير ساينتفك سابلايزquot; للامدادات النووية العملية ومقرها نيومكسيكو والتي تعد احدى الشركات القليلة المخولة بيع البولونيوم210 على الانترنت، للصحيفة ان قتل شخص يتطلب 15 الف وحدة على الاقل من هذه المادة المشعة. وذكرت الصحيفة ان كل من هذه الوحدات تكلف 69 دولار مما يعني ان قتل اي شخص باستخدام هذه المادة يكلف عشرة ملايين دولار.

واشارت الصحيفة الى ان المحققين البريطانيين المتواجدين حاليا في موسكو يواصلون تحقيقاتهم ومن المقرر ان يعودوا الى بريطانيا في الاسابيع المقبلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية لم تكشف هويتها ان مسؤولين روس رفضوا توجيه اسئلة الى اندري لوغوفوي وديمتري كوفتون اللذان التقيا ليتفينينكو وقت اصابته بالمرض، رغم طلب المحققين البريطانيين الاجابة عليها.

واضافت الصحيفة ان المحققين لم يشتكوا علنا بسبب اهمية القضية على العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وروسيا. ورفضت المتحدثة باسم شرطة مدينة لندن الادلاء لوكالة فرانس برس باي تعليق على التحقيقات.