الياس توما من براغ : اظهر استطلاع حديث للرأي اليوم أن 53% من المواطنين التشيك يدعمون استمرار العمل بمراسيم الرئيس التشيكوسلوفاكي السابق ادوار بينيتش التي تم بموجبها بعد الحرب العالمية الثانية إبعاد ومصادرة ممتلكات الألمان السوديت في الأراضي الحدودية التشيكية كنوع من العقاب الجماعي لهم على تعاونهم مع المحتل النازي لبلادهم .

ورأى 50% من التشيك أن إبعاد الألمان السوديت كان عادلا فيما قال 23% إن هذه الخطوة لم تكن عادلة غير انه من الضروري وضع نقطة الختام على هذه المسالة فيما اعتبر 9 % بان هذه الخطوة لم تكن عادلة وانه يتوجب على تشيكيا الاعتذار وتقديم التعويض للمتضررين من الألمان إما عن طريق التعويض المالي أو إعادة ممتلكاتهم التي صودرت منهم .

ويظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام أن عدد الذين يعتقدون بضرورة استمرارية العمل بهذه المراسيم قد تراجع بنسبة 11 % مقارنه بشهر شباط فبراير من العام الماضي فيما تبلغ نسبة الذين يعتقدون بضرورة إلغاء هذه المراسيم 13% أي بزيادة قدرها 6% أما عدد الذين قالوا بأنهم لا يعرقون الإجابة على هذا السؤال فقد ارتفع بنسبة 5% ووصل إلى 34%.

ويرى دانييل كونشتات الذي قام بالبحث بان النتيجة التي يمكن استخلاصها من هذا البحث هو أنه لا يزال هناك موقف انتقادي لدى البعض من استمرارية العمل بالمراسيم من جهة وان عدد الناس الغير قادرين عن التعبير حول هذه المسالة في تنامي من جهة أخرى .

وقد تم استطلاع الناس أيضا فيما إذا كانت مراسيم الرئيس بينيش تؤثر على علاقات تشيكيا بدول الجوار فرأى 55% أنها تؤثر بشكل غير ايجابي على العلاقات مع ألمانيا فيما رأى 25 % أنها تؤثر سلبيا على التعايش مع النمساويين أما 6% فقالوا أنها تؤثر بشكل طفيف جدا على العلاقات مع المجريين بينما قال 3% أنها تؤثر على العلاقات مع البولنديين والسلوفاك .

ويتزامن الإعلان عن نتائج هذا الاستطلاع في الوقت الذي عادت فيه قضية ممتلكات الألمان المبعدين من بولندا إلى الظهور من جديد بعد أن قدم عشرين من الألمان الأسبوع الماضي بدعاوى قضائية أمام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان لحصول على تعويضات .

وعلى الرغم من إعلان الحكومة الألمانية عدم تأييدها لهذا التوجه إلا أن رفع الدعاوى على بولندا أثار حالة متقدمة من الاستياء والرفض لدى البولنديين فوزير الخارجية البولندي السابق فلاديسلاف بارتوشوفسكي وصف هذه الدعاوى بأنها هوس غير عادي فيما كتب رئيس الحكومة ياروسلاف كاتشينيكي في صحيفة رجيتشبوسبولينا بأنه لاحظ في الفترة الأخيرة محاولة إعادة تقييم الأحداث التاريخية بشكل راديكالي وغير اعتيادي أما الرئيس البولندي فقد ذكر انه قد شكل عندما كان يشغل منصب محافظ العاصمة وارسو لجنة قدرت الخسائر التي ألحقها الاحتلال والتدمير النازيين لعاصمة بلاده وممتلكات سكانها وقد قدرت اللجنة الخسائر بمليارات الدولارات ولذلك لمح إلى أن المضي في هذه المسالة من قبل الألمان يمكن له أن يجعل وارسو تعود إلى إحياء نتائج هذه اللجنة وبالتالي تعميق حالة التوتر القائمة أصلا بين البلدين .