المرجع اليعقوبي يحذر من تفكك الائتلاف الشيعي الموحد
السيستاني يرفض دعم تحالف سياسي جديد
أسامة مهدي من لندن :
في وقت تجري فيه زعامات سياسية شيعية عراقية لقاءات في مدينة النجف العراقية مع المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني أكد مكتبه اليوم ان المرجع لا يدعم أي تكتل سياسي جديد يجري الإعداد له حاليا بينما حذر آية الله الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة الاسلامية من تفكك الائتلاف الشيعي في وقت اعلنت مرجعية النجف الشيعية ان اليوم الجمعة هو اول ايام شهر ذي الحجة وعليه سيكون اليوم الاخير من العام الميلادي الحالي اول ايام عيد الاضحى .
وحول الاجتماعات التي يعقدها ممثلون عن الكتل السياسية الشيعية في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) قال حامد الخفاف الناطق باسم مكتب اية الله السيد علي السيستاني ان المرجع لايدعم أي تحالفات جديدة وان ما نقل عن تأييده لتكتل جديد يجري الاعداد له حاليا غير صحيح موضحا ان المرجعية الدينية لم تطلع على مواقف جميع الفرقاء السياسيين حول هذا الموضوع لكي تعطي رأيها حوله .
ووصف مصدر عراقي سياسي في تصريح لquot;إيلافquot; موقف المرجعية هذا بأنه رصاصة الرحمة التي أطلقت على التحالف الجديد المنوي تشكيله وقبل ان يرى النور . واكد ان الوضع العراقي لا يحتاج الى تكتلات جديدة بقدر ما هو بحاجة الى تفاهمات داخل القوى المنخرطة في العملية السياسية وحكومتها الحالية من اجل فرض الامن وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين الذي يعانون سوءها البالغ .

واليوم قال فالح الفياض القيادي في الائتلاف العراقي الشيعي عقب اجتماع مع السيستاني إنه تم التباحث مع المرجع في التطورات السياسية والامنية في العراق . واضاف انه ابدى نصائحه حول التعامل مع هذه التطورات مؤكدا اهمية استلام العراقيين للمسؤوليات الامنية في البلاد كما قال في تصريح لفضائية العراقية الرسمية لكنه امتنع عن الاجابة على سؤال عن موقف المرجع من تحالف سياسي جديد تبحث قوى سياسية شيعية وسنية وكردية تشكيله من قوى وصفت بالمعتدلة في العملية السياسية لعزل المتشددين فيها في اشارة الى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي تعزا لجيش المهدي التابع له الكثير من اعمال العنف التي تشهدها المدن العراقية والذي تقول أطراف ضمن الائتلاف الشيعي الحاكم انه اصبح يشكل عبئا على الحكومة وجهودها لحل الميليشيات المسلحة التي يشكل هذا الجيش ابرزها . واكد الفياض انه تحدث مع السيستاني عن الجهد المبذول من قبل الحكومة من اجل عودة الكتلة الصدرية الى الحكومة والبرلمان . واضاف ان المرجعية داعمة بالتأكيد لكل عمل يصب في توحيد الجهد السياسي .
وتستمر اليوم الاجتماعات التي يعقدها كبار الشخصيات السياسية الشيعية العراقية في مدينة النجف لبحث مستقبل الائتلاف الحاكم في العراق وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة في العراق .

وفي وقت قال مقربون من الصدر إن تياره سيعود للمشاركة في اجتماعات مجلس النواب والحكومة مرة أخرى في أعقاب مقاطعته له احتجاجا على اللقاء الذي عقد مؤخرا في الأردن بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأميركي جورج بوش اكد التيار الصدري اليوم استمرار مقاطعته للمجلس وله 30 عضوا فيه وللحكومة وله 5 وزراء فيها حتى يتم الاعلان عن جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق واتخاذ اجراءات عملية لتحسين الخدمات العامة الى المواطنين .

وقد اكد رئيس الوزراء نوري المالكي رفضه مطلب الادارة الاميركية بعزل التيار الصدري وقال ان المصدر الرئيس للعنف في العراق هو quot;الصداميون والتكفيريونquot; نافيا بذلك ضمنا ان تكون ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر سببا رئيسا في تأجيج النزاع الطائفي كما قالت وزارة الدفاع الاميركية. واشار المالكي خلال لقائه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس في بغداد ان العنف في العراق quot;دوافعه سياسيةquot; ومصدره quot;الصداميون والتكفيريونquot;. واضاف ان quot;غالبية الأعمال الارهابية التي تحصل في العراق تنطلق من دوافع سياسية وأن الصداميين وحلفاءهم من التكفيريين يراهنون على عدم الاستقرار الامني في البلاد وذلك في محاولة يائسة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراءquot;.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية قالت في تقريرها الفصلي الذي نشر الاثنين الماضي ان العنف في العراق يتزايد واعتبرت ان ميليشيا جيش المهدي تساهم بدرجة كبيرة في تأجيج العنف الطائفي في العراق.
وكانت الادارة الاميركية اعلنت انها تفضل تشكيل quot;ائتلاف للمعتدلينquot; في العراقquot; تستبعد منه الاطراف التي تعتبرها واشنطن متطرفة وخاصة التيار الصدري. وفي هذا السياق استقبل الرئيس بوش في واشنطن مؤخرا كلا من رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية التشكيل السياسي الاكبر في الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم ورئيس الحزب الاسلامي السني نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
وجرت اتصالات بعد ذلك لتشكيل ائتلاف سياسي جديد في العراق يضم بصفة خاصة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني .
لكن مخاوف من انقسام الصف الشيعي في وقت تشهد فيه البلاد تخندقا وعنفا طائفيين دفعت على ما يبدو في اتجاه التخلي عن هذه الفكرة.
وقال رئيس منظمة بدر رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب هادي العامري ان quot;الاتجاه السائدquot; بين اطراف العملية السياسية العراقية الان هو التخلي عن تشكيل جبهة سياسية جديدة والإبقاء على الحكومة الحالية. ودافع العامري وهو من اكثر المقربين الى الحكيم بقوة عن التيار الصدري وقال quot;لا يوجد من يريد ان يدفع التيار الصدري خارج العملية السياسية ومن يريد ذلك انسان مجنونquot;. وتساءل quot;هل يمكن إقصاء التيار الصدري بينما يدعو رئيس الوزراء الى المصالحة الوطنيةquot;.
واعتبر ان الاتهامات التي وردت في تقرير وزارة الدفاع الاميركية لميليشيا جيش المهدي quot;غير دقيقة وغير مسؤولةquot; مشددا على ان quot;التهديد الحقيقي يأتي من الصداميين والتكفيريينquot;.
وقال ان quot;كل من يفكر انه ينبغي توجيه ضربة للتيار الصدري يرتكب خطأ استراتيجيا ولن نقبل تحويله الى عدوquot;.
وبالتوازي مع الاصطفاف الشيعي أبدى الحزب الاسلامي مخاوف من أن يؤدي انضمامه الى الكتلة الجديدة من دون شروط الى فقدان مصداقيته لدى قاعدته الشعبية السنية.
واصدر الحزب بيانا اكد فيه أن مشاركته في الحكومة لم تجلب لجماهيره حتى الان سوى quot;المزيد من الاقصاء والتهميش وتفشي الميليشيات وتغلغلها في كل ساحات الوزارات الامنية وغيرها واصبحت وكأنها الغول الذي افترس الدولة ومؤسساتهاquot;. ووضع الحزب الاسلامي عدة شروط للانضمام الى اي ائتلاف جديد على رأسها quot;تشكيل قوة طوارئ متوازنة في بغداد تضم عشرة الاف جندي على الاقل للسيطرة على الامن في بغداد وإصدار الحكومة إعلانًا صريحًا بتفكيك الميليشيات ونزع اسلحتهاquot;.

المرجع اليعقوبي يحذر من تفكك الائتلاف
ومن جهته طالب آية الله الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة الاسلامية الممثل في مجلس النواب من خلال 15 نائبا قادة الائتلاف الشيعي باصلاح وضعهم الداخلي محذرا من تفكك الائتلاف .
وشدد اليعقوبي مرشد حزب الفضيلة وهو احد مكونات الائتلاف في مذكرة وزعها مكتبه الاعلامي اليوم في مدينة النجف على شكل رسالة الى quot; قادة الائتلاف العراقي الموحدquot; على ضرورة إصلاح وضع الائتلاف الداخلي المهدد بالانهيار والتفكك لانه لم يعمل وفق الاهداف التي اسس من اجلها ودعمته المرجعية على اساسها وان فقدانه لتأييد المرجعية هي خسارة استراتيجية لكل القوى quot;.
وانتقد اليعقوبي الحكومة العراقية بشدة وطالبها بتوفير ادنى فرص العيش للشعب وقال quot;ان الحكومة اذا كانت صادقة في تحقيق المصالحة الوطنية فعليها ان تتصالح مع الشعب اولا الذي امتلأ غيظًا وألما من تقصير الحكومة وإهمالها في توفير الخدمات وضمان الحدود الدنيا من المعيشة الكريمة وتفشي الفساد الاداري والمالي quot; .
وابدى اليعقوبي استغرابه مما قال إنه الخضوع لمطالب أعداء العملية السياسية وقال quot; استغرب من الخضوع والانصياع والاستسلام لمطالب أعداء العملية السياسية والعراق الجديد بينما يحرم ابناء الفضيلة من حقوقهم quot; . ودعا قادة الائتلاف الى إرسال وفود الى الدول العربية لشرح وجهات النظر وإزالة الغموض والشبهات التي كرسها الاعلام المعادي من دون توضيح ماهية الامور التي خضعت لها الحكومة ..

اول ايام عيد الاضحى في العراق
ومن جهة اخرى وفي وقت اعلن فيه الوقف السني في العراق ان يوم امس هو اول ايام شهر ذي الحجة قال مكتب السيستاني إن اليوم الجمعة هو الأول من شهر ذي الحجة للعام الهجرى 1427 .. بذلك يكون يوم الأحد الموافق الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) الحالي هو أول أيام عيد الأضحى المبارك فى العراق.