بشار دراغمه من رام الله: أطلق مسلحون فلسطينيون صباح اليوم خمسة صواريخ محلية الصنع من طراز قسام وسقط أحد هذه الصواريخ في بلدة سيدروت المحاذية لقطاع غزة بينما سقطت ثلاثة صواريخ في منطقة النقب القريبة أيضا من القطاع. وأفاد مصادر إسرائيلية أن الصاروخ الذي أصاب بلدة سيدروت أدى إلى وقوع أضرار مادية في المباني والسيارات دون أن يسفر عن إصابات في الأرواح. وأدى سقوط الصاروخ إلى وقوع إنفجار ضخم ما تسبب في حالة من الهلع والذعر في صفوف الإسرائيلي في سيدروت.

وردا على إطلاق هذه الصواريخ رغم التهدئة المعلنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة دعا وزير الأمن عمير بيرتس إلى الرد على إطلاق الصواريخ من خلال عمليات عسكرية محددة تتمثل في استهداف النشطاء الذين يطلقون هذه الصواريخ. وقال بيرتس:quot;علينا أن نعمل من أجل وقف هذه الصواريخ وممنوع السماح لخلايا الإطلاق التجول بحرية حينما لا نطلق النار على خلايا مطلقي الصواريخ، حتى في مناطق مفتوحة، يؤدي ذلك وضع يتجول فيه عناصر الجهاد الإسلامي الفلسطيني كأبطال. ولا أعتقد أن ذلك يساهم في استقرار وقف إطلاق النارquot;.

وقال وزير الشؤون الإستراتيجية، أفيغدور ليبرمان: quot; ينبغي أن تعمل إسرائيل ضد مطلقي الصواريخ في عملية منظمة ومخططة جيدا. ولا يجب أن يكون هدف العملية تهدئة الرأي العام فقط. عملية من هذا النوع من المفترض أن تؤدي لوقف إطلاق الصواريخ التي بعاني منها سكان أشكلون وسديروت والنقب الغربيquot;.

مبادرة نسائية فلسطينية لوقف الاقتتال الداخلي

وفي الشأن الداخلي الفلسطيني لبت العديد من الشخصيات نسائية من ممثلات الأطر والجمعيات الشخصيات دعوة اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني لنقاش مبادرة مقدمة من السيدة ريما نزال عضو المجلس الوطني الفلسطيني تحت عنوان دور المرأة الفلسطينية في منع الاقتتال. وقد تحدثت في بداية الاجتماع السيدة ماجدة المصري عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن الوضع السياسي الراهن وأبرزت المخاطر المحيطة بالشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية بسبب عدم التوحد على برنامج وطني ووجود برنامجين متصارعين على الأرض يخلق حالة من الاقتتال الداخلي بين ابناء المقاومة وأخوة السلاح الذي ذهب ضحية له العديد من خيرة ابناء وبنات شعبنا في الوقت الذي نحن بحاجة فيه الى التوحد لمواجهة الهجمة الاسرائيلية المتسعة المستفيدة من حالة الشرذمة والتفكك الفلسطيني لتمرير الحلول التصفوية والانفرادية.

وقد استندت مبادرة ريما نزال الى الحالة الفلسطينية المتدهورة باضطراد نحو الاقتتال الذي تحول الى سيف مسلط على الرقاب والذي يقسم الشعب بشكل عامودي مع المخاطر الناجمة عن الانقسام من جانب، ومن جانب آخر إلى ضعف مشاركة المرأة في الجدل والفعل الدائر لرأب الصدع واشتقاق الحلول والتدخل الذي تقصر مشاركتها على الحدود الرمزية والديكورية رغم أهمية قطاع المرأة.

وقد نوهت نزال الى ان المبادرة ليست دعوة لعزل المرأة عن باقي قطاعات المجتمع في الجهد المبذول لحل قضايا الخلاف، وهي ليست انقلاب مفاهيمي على دمج المرأة على كافة المستويات في الأطر السياسية والمجتمعية؛ بل تعبر عن عدم رضا عن الدور الممارس من قبل القطاع النسائي في المنعطف الفلسطيني الخطير.

والمبادرة تقوم على أساس ان الجهود العامة المبذولة هي جهود سياسية للتوصل الى حلول سياسية، بينما الوضع يتطلب النظر أيضا إلى وضع استراتيجيات تعالج البعد الفكري الذي يذهب الى عدم الاقرار بالتعددية الفكرية والسباسية والثقافية والاجتماعية المميزة للشعب الفلسطيني، مما بؤدي الى زرع بذور الكراهية والعنف في المجتمع؛ والى عدم إقرار فئات من المجتمع بالآخر المختلف سياسيا وفكريا واجتماعيا؛ كما تتطلع المبادرة الى أدوار جديدة تقوم بها المرأة لمواجهة الوضع والاشكال الراهن كأحد المتضررين الرئيسيين من الاقتتال.

واستخلصت الى ان المهمات الراهنة تتجسد بالتوحد النسائي من كافة الأطياف إلى رفض الاقتتال والتعبير عن ذلك برفع الأعلام السود على شرفات المنازل وكذلك الى لبس ملابس الحداد في حالات الاقتتال والنزول الى الشوارع والقيام بفصل المتقاتلين في مواقع الاشتباك والاحتقان وكذلك طالبت بمراقبة من يسبب اشعال نار الفتنة؛ ويبادر الى القيام بالاحتقان كما طالبت بمراقبة الحملات الاعلامية المتبادلة التي تخرج عن طرح وجهات النظر وتساهم في تأجيج المشاعر وحقنها مما يؤدي الى التخندق والاقتتال وقد اعتبرت ان الاتفاقات التي تتم بين القيادات في الطوابق العليا لا تؤدي بالضرورة الى تبديد الأجواء الساخنة لأن الاحتقان الآخذ بالتشكل اصبح بحاجة الى حلول استراتيجية تقوم على الاقرار بالتعددية الفلسطينية وعلى اعادة احياء الثقافة الديمقراطية.

وقد انتهى الاجتماع الى الاتفاق على تنظيم اجتماع تحضره ممثلات للأطراف السياسية والنسوية لتطوير المبادرة واشتقاق الآليات الكفيلة بتجسيدها، وقد شارك بالاجتماع دلال سلامة وخلود المصري وسمر هواش وماجدة فضة وعصمت الشخشير ولينا عبد الهادي وسلام غزال.