السنيورة سيقابل بوش بدل الأسد هذا الشهر
سورية ترفض العلاقات الدبلوماسية مع لبنان

الياس يوسف من بيروت: رفضت سورية رسمياً إقامة علاقات ديبلوماسية بينها وبين لبنان وتبادل السفارات بين البلدين، وجاء هذا الموقف المفاجىء في سياق حديث لوزير الخارجية السوري وليد المعلم عن تدخل خارجي أميركي، يمنع وصول مؤتمر الحوار اللبناني الى إجماع وطني، مما يعني أنه تراجع عن إجماع زعماء الطوائف والأحزاب في لبنان في مؤتمر الحوار، وبينهم حلفاء لسورية، على علاقات ندية وديبلوماسية بين البلدين.

وقال المعلم إن من السابق لأوانه إقامة علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان، معتبراً أن الاتصالات والعلاقات التجارية بينهما متطورة بما يكفي لجعل السفارات غير ضرورية. وأضاف في مقابلة مع وكالة quot;رويترزquot; هي الأولى له منذ تسلمه منصب وزير الخارجية إن quot;الاتفاقات الثنائية الموقعة بين لبنان وسورية متطورة أكثر بكثير من العلاقات الديبلوماسيةquot;.

وأوضح أن quot;الفكرة يمكن أن تُدرس إذا وجدنا أنها تحسّن العلاقات. والمؤسسات القائمة هي أكثر أهمية بكثير من سفارات تقليديةquot;. وعلق المعلم على الحوار الوطني الدائر في لبنان قائلاً إن سوريا تريد نجاحه، مضيفاً أن quot;استقرار لبنان مهم لسوريا والعكس صحيح. الوضع يتعقد في لبنان بسبب التدخل الخارجي الذي يمنع الوصول الى إجماع وطنيquot;، مشيراً الى الولايات المتحدة.

وسئل عن الاتهام الموجه إلى النظام السوري باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري فقال إن quot;الرئيس بشار الأسد قال مرات عدة إن سوريا بريئة من هذه الجريمة، وإننا نحن من أصابه أكبر الأذى منهاquot;. وعما إذا كانت بلاده مستعدة لوقف دعمها لquot;حزب اللهquot; في مقابل تخفيف الضغوط الدولية عنها، أوضح أن quot;سورية ليست مستعدة للدخول في صفقة يمكن أن تخفي الحقيقة على حساب قضايا عادلةquot;.

وفي هذا الوقت أكدت مصادر رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن quot;مجمل الإشارات الآتية من دمشق سلبيّة حيال زيارة رئيس الحكومة إليهاquot;. وأضافت أن quot;السنيورة عمل دائماً بحسن نيّة بهدف تطوير العلاقات اللبنانية ـ السوريةquot;، وأنه quot;سمع خلال زياراته العربية نصحاً بالسعي إلى فتح صفحة جديدة مع دمشق على أساس أن المسؤولين السوريين أبلغوا القادة العرب أن لديهم رغبة صادقة في التفاهم مع لبنانquot;.

إلى ذلك أكدت مصادر الرئيس السنيورة أنه سيزور واشنطن في 18 نيسان/أبريل الجاري ويستقبله الرئيس الأميركي جورج بوش قبل أن يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مع الدول المانحة في سياق التحضيرات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان في بيروت. ووصفت المصادر لقاء السنيورة ببوش بأنه quot;سياسي بامتيازquot; علماً أنه سيتطرّق إلى أوجه الدعم الأخرى للبنان، وقالت إن استقبال الرئيس الأميركي لرئيس مجلس الوزراء quot;يؤكد استمرار التزام المجتمع الدولي والولايات المتحدة بدعم لبنانquot;.

وواكبت هذه المعلومات عودة السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان إلى تأكيد quot;الدعم الأميركي غير المشروط للشعب اللبنانيquot;، وتجديده القول إن quot;لا وجود لأي صفقة على حساب اللبنانيين بين الولايات المتحدة وجيران لبنانquot;، وتشديده على أن quot;التزام أميركا نحو الشعب اللبناني قوي وحازمquot;. وأمل فيلتمان في أن يتمكّن لبنان من quot;المضيّ قدماً في تطبيق القرار 1559 بحيث يتمكن الجيش اللبناني من لعب دوره كاملاً في حماية الأراضي اللبنانيةquot;.