سمية درويش، خلف خلف: علمت إيلاف من مصادر مقربة للحكومة الفلسطينية التي تترأسها حركة حماس ، بان اجتماعا مهما سيعقد الليلة بين مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ومجلس الوزراء لبحث الخلافات التي طرأت على السطح مؤخرا. وحسب المصادر ذاتها ، فان اللقاء الذي سيجمع د. رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة ، مع د. محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء ، سيناقش نقاط الخلاف
اقرأ أيضا: |
حماس مستعدة للاعتراف بإسرائيل في حال الانسحاب نائب هنية يدعو أولمرت للاعتراف بالحكومة الفلسطينية |
بدوره قال د. غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية ، أن نبيل أبور دينة مستشار الرئيس محمود عباس أخبر رئيس الوزراء إسماعيل هنية ، أنه لا مشكلة لدى الرئيس عباس في نقل صلاحيات المعابر للحكومة ، ولكن رئيس الوزراء أخبره أن المشكلة في الأمن وخلق الأطر البديلة للحكومة .
ولفت أبو عمر ، إلى أن الحكومة ليست معنية بالتصادم مع الرئاسة بل تعمل على أن تكون المصلحة الوطنية هي الغالبة لان الحكومة تدرك الضغوط الدولية ، وقد أبدت مرونة عالية ولكن للأسف تم فهم هذه المرونة بسحب صلاحيات من الحكومة خاصة موضوع الأمن الداخلي والقرارات الصادرة بهذا الخصوص والتي رفضتها الحكومة.
وكان رئيس الحكومة ، قد فجر للعلن الصراع الخفي بين الحكومة والرئاسة عقب قوله ، quot;بان حماس ضد تصادم البرامج وإنما مع تكامل البرامج ، ولكن في ذات الوقت ان حماس ليست غبية ، واستشهد بقول الخليفة عمر بن الخطاب quot; لست بالخب ولا الخب يخدعني quot; وأضاف قائلا ،quot; أنا مش طرطور ولا الوزراء في حكومتي ساهونquot; ، متسائلا ، كيف أن حكومته ليست مسؤولة عن الأمن أو المعابر ، ولكنها الآن تصبح مسؤولة عن توفير رواتب الموظفين ؟.
وقد أثارت تلك التصريحات حفيظة حركة فتح ومؤسسة الرئاسة ، حيث شدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ، حرص الرئيس محمود عباس على تمكين الحكومة من تولي كامل صلاحياتها وقال ان قرارات عباس الأخيرة جاءت حرصا منه على استمرار عمل المعابر.
بدوره وصف عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني ، خطاب هنية ، بأنه تحريضي وانقسامي ، متهما هنية بأنه أول من خرج عن سياسة الرئاسة الفلسطينية .وقال الأحمد في تصريحات صحافية له اليوم ، quot;إن موقف هنية من مؤسسة الرئاسة بالأمس كان من الأخطاء القاتلة التي ارتكبها رئيس الوزراء الحالي ، وأن موقفه هذا يعبر عن موقف خطباء حركة حماس في الجوامع وليس كموقف لرئيس الحكومة quot; .
واتهم رئيس كتلة فتح البرلمانية ، هنية بأنه أول من خرج عن سياسة الرئاسة مطالبا إياه بالالتزام بالقانون والتفكير كرئيس للحكومة الفلسطينية وليس كقيادي في حماس ، موضحا بان خطاب هنية كان تحريضي انقسامي وأنه لا ينم عن مواجهة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني quot; . وأشار النائب محمد دحلان ، إلى إن حركة حماس لم تستطع التمييز بين لغة السلطة التي باتت في يدها ولغة المعارضة، منتقدا ممارسات الحركة خلال وجودها في المعارضة.
وقد عبرت حركة حماس عن استغرابها من اتهامات الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ولحركة حماس بممارسة التحريض والإحلال الوظيفي ، لافتة إلى إن حملة الاتهامات تتقاطع مع الحملة الصهيونية والأمريكية. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي ، quot;تفاجئنا من بعض ردود الفعل على خطاب الأستاذ إسماعيل هنية ومن ذلك اتهام الطيب عبد الرحيم له ولحركة حماس بممارسة التحريض والإحلال الوظيفيquot;. وأضاف أبو همام قائلا ، quot;وسائل الإعلام تزدحم بتصريحات الكثير من الرموز التي تريد أن تنال من حركة حماس وتحرض عليها دون أن تأخذ بعين الاعتبار أن هذا التحريض يتقاطع مع الحملة الإسرائيلية والأميركية ضد الحركةquot;. وأكد رفض حركته تجريد الحكومة من صلاحياتها وحرمانها من الإشراف على صندوق الاستثمار الفلسطيني والاستفادة منه في إنهاء الأزمة المالية الراهنة .
إلى ذلك فقد هددت حركة حماس وعلى لسان احد قيادييها د. يونس الاسطل في وقت سابق ، بتصعيد الوضع الأمني والعمليات ضد إسرائيل بشكل عنيف جدا ضد إسرائيل ومشابه لتلك التي ينظمها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة أبو مصعب الزرقاوي ، في حال تمكنت جهاد داخلية أو خارجية معادية من إفشال حكومة إسماعيل هنية. وقال الاسطل ، quot; إذا أفشلت حكومة حماس فلينتظروا ظاهرة الزرقاوي والعمليات الاستشهادية في عمق الكيان الصهيوني ، وكل محاولة لوضع العراقيل أمام حكومة حماس يعني قلب الطاولة على رؤوس الجميع وفي مقدمتهم الذين أوصلوا شعبنا إلى هذه المرحلة quot;.
شلح يكشف محاولة الجهاد تنفيذ عمليات استشهادية
من جهة ثانية كشف الأمين العام لمنظمة الجهاد الإسلامي د. رمضان عبد الله شلح ، النقاب عن محاولات تقوم بها منظمته لتنفيذ عمليات تفجيرية في قلب الدولة العبرية ، مؤكدا في الوقت ذاته الاستمرار في إطلاق القذائف الصاروخية على البلدات اليهودية. وقد نفذت منظمة الجهاد الإسلامي خمس عمليات تفجيرية في قلب المدن الإسرائيلية العام المنصرم ، حيث قتل فيها العشرات من الإسرائيليين ، في حين لم ينفذ الجناح المسلح لحركة حماس التي نفذت قرابة 60 هجوما تفجيريا خلال سنوات الانتفاضة ، أي عملية تفجيرية منذ العام ونصف العام.
وقال أبو عبد الله ، المدرج على أجندة الاغتيالات الإسرائيلية في تصريحات أوردها موقع منظمته ، بان حركة الجهاد الإسلامي خلال فترة التهدئة التي امتدت لأكثر من سنة تحملت العبء الأساسي في استمرار المقاومة ، وتعرضت لعدوان صهيوني متواصل ، تمثل باستهداف لقادتها واغتيالات لنشاطائها وكوادرها ، مؤكدا رغم ذلك فحركته مازالت قادرة على مواصلة طريق الكفاح والجهاد ضد الاحتلال.
ولفت الأمين العام لمنظمة الجهاد التي تلاحقها إسرائيل بالضفة الغربية وقطاع غزة ، بان إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مستمر ، موضحا بان تلك الصواريخ تهدد الاحتلال الإسرائيلي ومدنه ، لاسيما مدينة عسقلان في جنوب فلسطين. وكشف شلح ، بان هناك محاولات عديدة للمجاهدين في الضفة الغربية لتنفيذ عمليات استشهادية ، لكن الملاحقة المستمرة والضربات المتلاحقة للمقاومة قد تحد مؤقتا من فعالياتها ولكن لن توقفها بالكامل.
ويشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أعلنت مؤخرا بأنها أحبطت عشرات الإنذارات الساخنة ، ومحاولات عديدة تقوم بها منظمات ففلسطينية مسلحة لشن هجمات تفجيرية بقلب المدن الإسرائيلية.
الفصائل تحذر من المساس بالشرطة الفلسطينية
بدورها حذرت أجنحة عسكرية لثمانية فصائل فلسطينية من المساس بهيبة الشرطة الفلسطينية، وتوعدت كذلك كافة المعتدين على الممتلكات الفلسطينية العامة، وقالت الأجنحة العسكرية في بيان مشترك وصل إيلاف نسخة منه: quot;الممتلكات العامة هي ملك لكل الشعب والتعدي عليها جريمة تستوجب العقاب ولا أحد فوق القانون و من يخرق السفينة سنأخذ على يده بالقوةquot;.
وحمل البيان توقيع كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى quot;القيادة المشتركةquot; وكتائب شهداء الأقصى فلسطين وصقور فتح وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش وأربعتهم من التشكيلات العسكرية التابعة لحركة فتح بالإضافة إلى كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وجاء في البيان:أي ضابط أو جندي في الشرطة الفلسطينية يمثل السلطة ولن نسمح لأحد بالمساس بهيبتهم أو التعدي عليهمquot;. وطالبت الأجنحة العسكرية في الوقت نفسه القيادة والسلطة الفلسطينية بأخذ مسئوليتها تجاه الممتلكات العامة و المناطق المحررة و العمل على حمايتها .
وكانت مجموعة مسلحة من كتائب القسام وكتائب الأقصى ساندت الشرطة الفلسطينية يوم أمس في التصدي لمجموعة فلسطينية مسلحة حاولت سرقة ممتلكات عامة من الأراضي الفلسطينية المحررة في مدينة رفح. وكانت الأراضي المحررة في قطاع غزة تعرضت لعمليات نهب مؤخراً من قبل بعض المجموعات المجهولة مما أثار حفيظة السلطة والفصائل الفلسطينية.
التعليقات