الجزائر: اعتبر زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة عباسي مدني ان quot;لا فائدةquot; من ان تطالب الجزائر فرنسا باعتذار عن المجازر التي ارتكبتها خلال الاستعمار كشرط لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين.

وقال عباسي في مقابلة نشرت اليوم الاحد في صحيفة quot;الشروقquot; الناطقة باللغة العربية ان quot;مطالبة فرنسا بالاعتذار للجزائرين بكاء على الاطلال لا فائدة منهquot;. واعتبر ان هذه المطالبة اصبحت quot;لا معنى لهاquot;، معتبرا ان معاهدة الصداقة التي تتم مناقشتها حاليا بين باريس والجزائر quot;اجدىquot; من ذلك.

وكان يفترض ان يتم التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين اواخر 2005، لكنه حصل تاخير ولا يزال بسبب الجدل القائم حول قانون صدقت عليه الجمعية الوطنية الفرنسية في 23 شباط/فبراير يتضمن بندا، تم حذفه في ما بعد، حول quot;الدور الايجابيquot; للاستعمار الفرنسي.

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة طرح عدة مرات كشرط للتوقيع على هذه المعاهدة ان تقدم فرنسا quot;اعتذارا رسمياquot; على التجاوزات التي ارتكبت خلال استعمار البلاد (1830-1962).ودعا مدني بوتفليقة ايضا الى العمل quot;فوراquot; على توقيع هذه المعاهدة. وقال quot;انتم صادقون عندما تكونون جنبا الى جنب مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك من اجل وضع معاهدة صداقة بين الجزائر وفرنسا على غرار المعاهدة بين فرنسا والمانياquot;.

كما دعا مدني الجزائريين الى quot;التسامحquot; مع الحركيين وعائلاتهم. والحركيون هم الجنود الجزائريون الذين حاربوا الى جانب فرنسا خلال حرب الجزائر. وبعد الاستقلال، هرب نصفهم الى فرنسا، فيما تعرض النصف الآخر للتعدي من جبهة التحرير الوطني الجزائري.

وخلال زيارة الى الجزائر في نيسان/ابريل، طلب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان يعود الحركيون الى ديارهم quot;بشرفquot;.

ويقيم مدني منذ 2003 في قطر، وقد اتهمت الحكومة الجزائرية حركته بانها اطلقت موجة العنف في البلاد بعد تعليق المسار الانتخابي عام 1992 حين كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز بالانتخابات.