نيويورك (الأمم المتحدة): أعرب السفير الفرنسي جان مارك دولاسابليير للصحافيين في أعقاب المشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار أميركي فرنسي يدعو لوقف الأعمال الحربية في لبنان عن ارتياحه لردود الفعل الأولى على مشروع القرار، وقال ان quot; لديه انطباع ان النص استقبل في شكل جيدquot;. لكنه لم يعلق على رفض الحكومة اللبنانية لمشروع القرار في صيغته الحالية، علما ان مجلس الامن لم يتبلغ هذا الرفض الذي اعلن من بيروت قبل انهاء مناقشاته. وبدأ بولتون متفاجئا بالمعارضة اللبنانية للنص، مؤكدا انه طوال المفاوضات الفرنسية الاميركية حول المشروع كان الوفدان quot;على اتصال بالسلطات اللبنانية على اعلى مستوىquot;. واضاف quot;سنعمل على المشروع وسنواصل التحدث الى الحكومة اللبنانية وشرح المشروع وامل في رد ايجابيquot;. وفي اطار هذه المشاورات الرسمية، عقد المجلس اجتماعا على مستوى الخبراء لشرح المشروع الفرنسي الاميركي في شكل مفصل.

وافاد الدبلوماسيون ان الخبراء سيعقدون جلسة اخرى صباح الاحد في الساعة10:00 (14:00 ت غ) بعد تلقي الوفود تعليمات من دولها.ولم يستبعد دبلوماسي طلب عدم كشف هويته ان يتم التصويت على المشروع اعتبارا من بعد ظهر الاحد اذا كانت ردود فعل العواصم ايجابية صباح الاحد.وفي حال مماثلة فان الوفود لن تنتظر وصول وزراء الخارجية كما كان مقررا في بداية الازمة، وخصوصا ان مجلس الامن يشعر بوجوب التحرك بسرعة.وقال بولتون ان quot;اجتماعا وزاريا سيظهر دعما على اعلى مستوى ولكن بالنسبة الى هذا القرار البالغ الاهمية ندرك وجوب التحرك سريعا، وليس سهلا تبديل المواعيد الوزارية في الحالات الطارئةquot;.

المشروع الأميركي الفرنسي حول لبنان

لبنان يرفض مشروع القرار الفرنسي الاميركي في صيغته الحالية

الملك عبدالله و موسى يبحثان الهجوم على لبنان

ايران: لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم اسرائيل

لبنانيون: إسرائيل تسعى إلى إشعال نار الحرب الأهلية

و كانتالحكومة اللبنانية أعربت عن معارضتها مساء اليوم لمشروع القرار الفرنسي الاميركي و قالت انها ستطلب تعديل النص.و بحسب مصدر حكومي، فان quot;الحكومة اللبنانية ارسلت الى ممثل لبنان في الامم المتحدة وزير الخارجية بالوكالة طارق متري نصا معدلا يتضمن المطالب اللبنانيةquot;.واوضح المصدر الحكومي ان quot;المشروع الفرنسي الاميركي لا يتلاءم مع المصالح والمطالب اللبنانية الهادفة الى انهاء النزاعquot;.وتابع ان quot;لبنان يريد ان يستند المشروع الى خطة النقاط السبع التي قدمتها الحكومة اللبنانية والتي تلحظ انسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي التي يحتلها في جنوب لبنان ووضع مزارع شبعا المحتلة تحت سلطة الامم المتحدةquot;.

واوضح المصدر الحكومي ان quot;المشروع الفرنسي الاميركي لا يتلاءم مع المصالح والمطالب اللبنانية الهادفة الى انهاء النزاعquot;.وتابع ان quot;لبنان يريد ان يستند المشروع الى خطة النقاط السبع التي قدمتها الحكومة اللبنانية والتي تلحظ انسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي التي يحتلها في جنوب لبنان ووضع مزارع شبعا المحتلة تحت سلطة الامم المتحدةquot;.

وتنص الخطة اللبنانية على وقف فوري وشامل لاطلاق النار لوضع حد للهجوم الاسرائيلي على لبنان المستمر منذ 12 تموز/يوليو.وتلحظ ايضا تبادلا للاسرى بين حزب الله واسرائيل وانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتعزيز قوة الامم المتحدة في هذه المنطقة واعادة إحياء اتفاق الهدنة الموقع عام 1949.وقامت الحكومة اللبنانية بإقرار هذه الخطة بموافقة وزيري حزب الله. في حينيدعو المشروع الفرنسي الاميركي الى quot;وقف كامل للاعمال الحربية، يقوم خصوصا على الوقف الفوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية الهجومية لاسرائيلquot;.

لكن بيروت تعتبر ان هذا المشروع الذي يدعو اسرائيل ولبنان الى quot;دعم وقف دائم لاطلاق النار وحل بعيد المدىquot; يتجاهل بعض المطالب اللبنانية ويتضمن مواد لا تحظى بموافقة لبنان.وتأتي مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل منذ 1967 وتؤكد بيروت لبنانيتها في مقدم هذه المسائل، وخصوصا ان مشروع القرار اكتفى بالاشارة الى quot;ترسيم حدود لبنان لا سيما في القطاعات المتنازع عليها او غير الواضحة بما فيها مزارع شبعاquot;.

وينص المشروع ايضا على quot;نشر قوة دولية في لبنانquot; في حين ان الحكومة ترغب فقط في تعزيز قوة الامم المتحدة الموجودة سلفا.

وفي رأي الوزير متري ان الدعوة الى وقف الزامي لاطلاق النار في موازاة انسحاب فوري للاسرائيليين يظلان اكثر فاعلية لوقف المجازر والتدمير.وكان وزير الطاقة محمد فنيش العضو في حزب الله قال quot;اذا اوقفت اسرائيل عدوانها فان حزب الله بكل بساطة يوقف اطلاق النار شرط ان لا يكون هناك اي جندي اسرائيلي على الاراضي اللبنانية التي دخلهاquot;.كذلك صرح السنيورة لشبكة quot;سي ان انquot; الاميركية ان المشروع quot;ليس ملائماquot;، معتبرا ان المشروع quot;لا يستطيع بلوغ الاهداف التي حددها واضعوهquot;.

بوش quot;سعيدquot; بمشروع القرار
من جهته، اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عنسعادته بمشروع القرار المطروح في مجلس الامن حول لبنان لكن ليس لديه quot;اوهامquot; كبيرة بشأن فرص التوصل بسهولة الى وقف للقتال، حسبما اعلن الناطق باسمه اليوم السبت. في هذا الاطار قال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين ان بوش quot;سعيد بذلك. انه يؤيد تماماquot; مشروع القرار مشيرا الى ان واشنطن تتوقع ان يصوت مجلس الامن على القرار quot;الاثنين او الثلاثاءquot;. واعلن سنو انه يرحب بملاحظات الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي على مشروع القرار.وقال ان quot;الناس يريدون درسه (المشروع)، وانا متأكد انهم سيدلون بتعليقات يعتبرونها ملائمة، طبعا الجميع سيأخذها في الاعتبارquot;.وقلل سنو من اهمية رفض لبنان للمشروع الفرنسي الاميركي مؤكدا ان quot;الناس لديهم الفرصة للاطلاعquot; عليه.

وعن رؤية بوش لكيفية انهاء القتال على الارض، قال المتحدث quot;لا اعتقد ان لدى الرئيس ادنى اوهام حول ما ينتظرناquot;.واشار المتحدث الى انه quot;سيكون هناك اكثر من قرارquot; من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيلquot; واكد ايضا ان بوش لن يتصل بقادة الدول الاخرى اليوم السبت، بل على الارجح الاحد.واستبعد ما يحكى حول امكانية قيام بوش بالاتصال هاتفيا برئيس حكومةاسرائيل ايهود اولمرت وقال quot;لا اعرف ما اذا كان بحاجة لان يفعل ذلك لم اسمع اولمرت يحتجquot;.

جاءت تصريحات المتحدث بعدما التقى الرئيس الاميركي جورج بوش وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والمستشار الرئاسي للامن القومي ستيفن هادلي في مزرعته في كراوفورد (تكساس، جنوب) لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط.واضاف سنو quot;لقد اجتمعوا ولم يناقشوا مشروع القرار فحسب بل رؤية الرئيس حيال الشرق الاوسطquot;. ويمضي بوش عطلة في كراوفورد تستمر عشرة ايام، وسيلتقي رايس وهادلي مجددا اليوم الاحد على ان يجري اتصالات بعدد من نظرائه الغربيين.

ومن جهته، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستتوجه الى الامم المتحدة في نيويوك بداية الاسبوع المقبل، ما يمهد لاجتماع وزاري لاقرار هذا المشروع.

بكين و موسكو: موافقة لبنان و اسرائيل ضرورية
من جانبيهما، اعلنت الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي تأييدهما في شكل عام لمشروع القرار حول لبنان، لكنهما شددتا على ضرورة ان يحظى بموافقة لبنان واسرائيل.وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين quot;انه مشروع جديد، وعلى الجانبين ان يدرساه ونامل ان يكون القرار ملائما لهما حين يطرح للتصويتquot;.واضاف انه اثار هذه المسألة امام مجلس الامن الدولي لدى طرح المشروع من جانب فرنسا والولايات المتحدة، وتابع ان quot;معدي المشروع شرحا مجددا الاسباب التي تدعو الطرفين المعنيين الى قبوله، وامل في كل الاحوال ان يدعما هذا القرار في النهايةquot;.

وقال ايضا quot;لا اعلم اذا كان النص يحتاج الى تعديل ام لا، معدوه يتخذون هذا القرار، امل باجراء مزيد من المشاورات مع اخذ كل ذلك في الاعتبارquot;.وشدد الدبلوماسي الروسي على quot;اهمية التوصل الى قرارات سريعا فيما حمام الدم مستمرquot;، داعيا الى quot;القيام ببعض التسوياتquot;.

بدوره، صرح ممثل الصين في الامم المتحدة ليو زينمين quot;علينا التأكد من موافقة الاطراف المعنيين على المشروعquot;.ووصف المشروع بانه quot;اساس جيدquot; لافتا الى انه ينتظر تعليمات حكومته وقال quot;لا نزال نحتاج الى استشارة عواصمنا والى اجراء مشاورات في ما بيننا داخل مجلسquot; الامن.

دوست بلازي: المشروع quot;مرحلة اولى مهمةquot;
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان مشروع القرار الفرنسي-الاميركي يشكل quot;مرحلة اولى مهمة في البحث عن السلامquot;.

وشدد الوزير الفرنسي في مقابلة تنشرها صحيفة quot;لو جورنال دو ديمانشquot; الاحد على ضرورة الحصول على موافقة كل اعضاء مجلس الامن موضحا ان quot;الاتفاق على المبادئ يجب ان يحصل في غضون شهر على ابعد تقديرquot;.وقال دوست بلازي من جهة اخرى ان اعتماد القرار هو مقدمة لدراسة مشروع قرار اخر يشمل تشكيل قوة دولية ستكلف quot;مهمة مزدوجة: مراقبة وقف اطلاق النار وتوفير دعم للجيش اللبنانيquot;.

وتوخى دوست بلازي الحذر حيال مشاركة فرنسا المحتملة في هذه القوة. واوضح quot;في حال التوصل الى اتفاق سياسي ووقف دائم لاطلاق النار يجب عندها درس احتمال مشاركة بلادنا في قوة متعددة الجنسيات بتفويض من الامم المتحدةquot;.وتابع الوزير الفرنسي quot;ما تسعى اليه فرنسا هو اتفاق سياسي يقبله الجميعquot; مضيفا quot;يجب ان يظهر الجميع حسا بالمسؤولية للتوصلquot; الى ذلك، مشددا على ان quot;زعزعة الاستقرار في لبنان قد تؤدي الى عدم استقرار في المنطقة وعلى المدى الطويل الى اشتعال (الوضع) خارج اطار السيطرةquot;.

مشروع القرار
وتوافق الاميركيون والفرنسيون بعد مفاوضات شاقة السبت على مشروع يدعو الى quot;وقف كامل للاعمال الحربية، يقوم خصوصا على الوقف الفوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية الهجومية لاسرائيلquot;.وقد أعرب سفير فرنسا جان مارك دو لاسابليير قبل افتتاح الجلسة,عن أمله في أن يتم اعتماد القرار quot;بأسرع وقت ممكنquot;, الاثنين أم الثلاثاء. في حينقال نظيره الاميركي جون بولتون quot;اعتقد اننا وضعنا نصا يمكن ان يحظى بموافقة البعثات الاخرىquot;.

بدأت المشاورات في مجلس الأمن قرابة الساعة15:30 بالتوقيت المحلي (19:30تغ), مع تأخير نصف ساعة عن الموعد المقرر, وذلك نزولا عند رغبة البعثة القطرية التي طلبت مزيدا من الوقت لدراسة النص المطروح.

ونص المشروع، الذي وزع على الصحافيين، قريب مما كانت تطالب به فرنسا منذ البداية اي خطة من ثلاث مراحل: وقف اطلاق نار ثم اتفاق سياسي وصولا الى ارسال قوة دولية تحت اشراف الامم المتحدة.ويدعو النص الى quot;وقف كامل للاعمال الحربية يقوم اساسا على وقف فوري لجميع هجمات حزب الله وجميع العمليات العسكرية التي تنفذها اسرائيلquot;.و يؤكد النص ضرورة quot;احترام الطرفين احتراما صارما للخط الازرقquot; الذي رسمته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود بين اسرائيل ولبنان.ويدعو مجلس الامن اسرائيل ولبنان الى quot;دعم وقف اطلاق نار دائم وحل دائمquot; يستند الى تسعة مبادئ بينها:

- quot;الاحترام الكامل من الجميع لسيادة لبنان واسرائيل وسلامة اراضيهماquot;.

- quot;ترسيم حدود لبنان لا سيما في القطاعات المتنازع عليها او غير الواضحة بما فيها مزارع شبعاquot;.

- quot;نشر قوة دولية في لبنانquot; شرط ان توافق اسرائيل ولبنان quot;مبدئيا، على مبادئ وعناصر حل دائمquot;.

- quot;اتخاذ تدابير امنية لمنع تجدد المواجهات تشمل اقامة منطقة منزوعة السلاح بين الخط الازرق ونهر الليطانيquot; باستثناء القوات المسلحة اللبنانية وقوات الامم المتحدة.

- تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الامم المتحدة منها القرار 1559 الذي يطالب بنزع اسلحة جميع الميليشيات في لبنان.

- فرض حظر على الاسلحة الى لبنان باستثناء الاسلحة التي تجيز الحكومة اللبنانية استيرادها.

وفي ما يتعلق بالقوة الدولية، اعرب مجلس الامن عن نيته السماح بنشر هذه القوة مستقبلا تحت ولاية الامم المتحدة، شرط الحصول على موافقة الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية، بموجب قرار دولي يصدر لاحقا في اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة quot;لمساعدة القوات المسلحة والحكومة اللبنانية على ضمان اجواء آمنة والمساهمة في تطبيق وقف دائم لاطلاق النار وايجاد حل للازمة على المدى الطويلquot;.

ويطلب مجلس الامن من قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، بعد الموافقة على وقف كامل للاعمال الحربية، مراقبة تطبيقه والمساهمة في فتح ممر انساني للمدنيين وعودة النازحين الى ديارهم.كذلك يطلب منها مساعدة الحكومة اللبنانية في التحقق من ان اي قطعة سلاح لا تستورد من دون موافقتها.

وطلب اخيرا من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان رفع تقرير حول تطبيق القرار بعد اسبوع من اقراره.