بين الموافقة والرفض ..واللاموقف :
قراء ايلاف حائرون تجاه القوة الدولية في لبنان

إقرأ أيضا

حزب الله يؤكد واسرائيل تنفي:مقتل 4 جنود في حولا

غارات على الضاحية ووزراء الخارجية العرب في بيروت اليوم

هآرتز: إسرائيل تعتزم توسيع نطاق اهدافها بلبنان

صوت حزب الله الذي لم تستطع إسرائيل إسكاته

اسرائيل: مجلس الامن سيبقى الباب مفتوحا امام القصف الجوي

رايس ترفض الانتقادات الموجهة الى السياسة الاميركية

قراءة عبدالرحمن الماجدي -امستردام : تدخل الحرب بين اسرائيل وحزب الله يومها السابع والعشرين مع تطور واضح لجهة السعي لوقف اطلاق النار وارسال قوات دولية لجنوب لبنان ضمن قرار دولي يتبلور خلال هذه الساعات يجمع بين المقترحات الفرنسية والاميركية التي تعكس مطالب لبنانية واسرائيلية. لكن الرد اللبناني على مشروع القرار الدولي المنتظر جاء سلبيا عبر تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال عنه quot; ان لبنان يرفض المشروع لانه يسمح للقوات الاسرائيلية بالبقاء في لبنانquot; . لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك ريجيف قال quot;المهم لاسرائيل هو المبدأ.. ان أي وقف لاطلاق النار يجب الا يسمح لحزب الله باعادة تسليح نفسه وإعادة تجميع صفوفه والاستعداد لجولة أُخرى من القتالquot;.

ويشير مشروع القرار الى quot;نشر قوة دولية في لبنانquot; في حين يطالب لبنان بتعزيز قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان حاليا.وتطلب الحكومة اللبنانية تعديل نص القرار الذي صرح مقترحاه بانهما لن يصوتا عليه قبل استحصال موافقة كل من لبنان واسرائيل عليه.

اسرائيل تحاول منذ الايام الاولى للحرب بفرض منطقة امر واقع على الحدود مع لبنان لغرض تسليمها للقوات الدولية التي طالبت باحلالها فيها لكنها لم تنجح حتى الان في التواجد في اي عمق شمال الليطاني كما تطالب وتحذر سكان الجنوب دائما بضرورة مغادرة قراهم حتى شمال نهر الليطاني سعيا منها لابعاد صورايخ حزب الله التي تنطلق من مناطق الجنوب. وهو ماسيحقق بعض اهدافها التي خاضت الحرب من اجل تحقيقها (استعادة الاسيرين وابعاد صوريخ حزب الله عن بلدات شمال اسرائيل) اذ لم يعد نزع سلاح حزب الله هدفا قريب التحقق وفقا لما يصرح به اليوم عدد من اعضاء الحكومة الاسرائيلية واستحالة وقف اطلاق جميع صواريخ حزب الله في الوقت الحاضر. لعل القرار الدولي المنتظر يتكفل بالبقية من خلال نشر القوة الدولية جنوب نهر الليطاني وترك نزع سلاح الحزب للحكومة اللبنانية.

قراء ايلاف الذين اشتركوا في التصويت على سؤال استفتاء الاسبوع الماضي لم تتباين اجاباتهم حول ارسال قوات دولية لجنوب لبنان بشكل واضح اذ لم يكن الفارق بين الرافضين والموافقين لنشر هذه القوات كبيرا. فمن بين 26052 اشتركوا في التصويت وافق مانسبته 46% على نشر القوات الدولية فيما رفض 53% واحتار 1% بين الموافقة والرفض.

نسبة الـ 46 التي رحبت بنشر قوة دولية في الجنوب اللبناني تعكس نسبة الرافضين لهذه الحرب والذين يطالبون بوقفها وانهاء الظروف التي تسببت بها. ويمكن اعتبار النسبة المتبقية كاكثرية بسيطة باعادة الامور لما قبل الثاني عشر من يوليو/ تموز الماضي كماكافأة لحزب الله الذي حقق لهم نصرا نفسيا وان جاء على حساب مئات الضحايا من اللبنانيين اضافة لما تم تدميره من البنية التحتية في عموم لبنان.

لكن مالذي ستحققه القوات الدولية لو انتشرت في جنوب لبنان لو كانت مقيدة كما السابقة التي تطالب الدولة اللبنانية بها اليوم. فوجودها سيعيد الامور تدريجيا لما قبل الحرب ليعود كل من حزب الله واسرائيل الى ماكان عليه. الخشية الاميركية في ضرورة استحصال موافقة لبنان واسرائيل على القرار المقترح تكمن في خشيتها ان يتكرر الوضع العراقي في لبنان حيث تعاني القوات المتعددة الجنسيات من النظر اليها من قبل العراقين كقوة احتلال الامر الذي سهل لمهاجمتها وتسلل المئات من المقاتلين من الخارج للعراق. وليس لبنان ببعيد عن عناصر القاعدة المتربصين كضباع لقرار دولي بارسال هذه القوات دون موافقة لبنان لتعيش في الفوضى باعتبارها ساحتها كما في افغانستان والعراق. وقد تم استبعاد نشر قوات من الجيش اللبناني في الحدود مع اسرائيل اذ سينظر اليها حزب الله كحامية لاسرائيل الامر الذي سيتسبب بحرب داخلية في لبنان.

اذن لابد من نشر قوة دولية بموافقة لبنانية وعربية واسرائيلية تتمتع بقوة مسلحة تمكنها من منع اي تواجد على الحدود بين الطرفين سوى من افرادها او افراد الجيش اللبناني.