فالح الحمراني من موسكو: سلط عميل الموساد السابق العازر تسافرير المزيد من الضوء على الصفحات الغامضة في العلاقات بين اسرائيل والحركة الكردية الانفصالية في شمال العراق. وكانت انباء قد ترددت في السبيعينات عن زيارة سرية قام بها الزعيم الكردي الاسبق مصطفى البرزاني لتل ابيب، ودخول فصائل استطلاع تجسسية لشمال العراق في لبناء جهاز استخبارات الحركة الكردية ودخولها في اوقات اخرى عبر تركيا وتزاديها مع الاطاحة بالحكم الديكتاتوري. و بدأ خبراء الموساد في تشكيل جهاز مخابرات كردي أطلق عليه اسم (باراستن) ومعناه الوقاية أي وقاية الحركة الكردية من محاولات الإختراق والتجسس التي كانت الأجهزة الأمنية العراقية بصدد القيام بها.

وقال تسافرير في حديث لصحيفة فريميا نوفستي الصادرة بموسكو انه نشط في السبعينات في مناطق شمال غرب العراق في بلدة ديانا ومنطقة حاج عمران، التي لها حدود مع ايران. وكانت مهمته سرية. وكان الزعيم الكردي الراحل مصطفى البرزاني الذي كان يسيطر على المنطقة وعدد من المقربين منه كانوا وحدهم يعرفون بانه جاسوس اسرائيلي في المنطقة.وعمل بصورة خفية. ولم يشر أي من وثائقه الشخصيه على انه اسرائيلي او يهودي. فكان رجل اعمال اوروبي يحمل جواز سفر احدى الدول الاوربية التي رفض الكشف عن اسمها.

ووفقا لتقديره فان الاكراد بالعراق تعرضوا للتنكيل. سواء في العهد الملكي او بعد انقلاب 1958 الذي اطاح بالنظام الملكي بالعراق. وواصل نظام صدام حسين نفس السياسية. وان احدا في العالم لم يرغب بمساعدة الاكراد حينها. ولذلك فانهم توجهوا لاسرائيل طالبين مد العون. واول ما طلبوه كانت محطة اذاعة للبث باللغة الكردية. واسلحة خفيفة. واعترف بان اسرائيل اعطت الاكراد بالتالي كميات كبيرة من السلاح بما في ذلك اسلحة مدفعية ومختلف انواع الذخيرة. فالقيادة الاسرائيلية قررت تعزيز العلاقات مع الاقلية القومية التي لها ثقل كبير في العراق.وافاد بان تل ابيب نسقت عملها ذلك مع ايران التي كان يحكمها حينذاك الشاه رضا بهلوي.

وافاد تسافرير ان الاسلحة التي قدمت للاكراد كانت من صنع سوفياتي غنمتها القوات الاسرائيلية في الحروب مع العرب.واضافquot; فالعرب خسروا كافة الحروب مع اسرائيلquot; وكانت حرب 1973 قد وضعت حينها، توا اوزارها.ونوهه بان تلك الاسلحة كانت هدية اسرائيل للاكراد لاسيما وانها حصلت عليها مجانا. واعطتها للكرد كذلك بدون مقابل.وان الاكرد استخدموه للدفاع عن النفس نظرا الجيش العراقي كان يقوم عليهم بغارات بصورة مستديمة وحشرهم في الجبال.

وعمل مع تسافرير في مهتمة مساعدان. ومن حين الى اخر زار المنطقة ضباط اسرائيليون، اجروا مباحثات وفحصوا حالة الاسلحة. وافتتحت اسرائيل في المنطقة مستشفى عمل لعدة سنوات.

وعلى حد معطياته فان الجاسوسية الاسرائيلية غادرت شمال العراق بعد توقيع الشاه رضا بهلوي مع صدام حسين اتفاقية في الجزائر في 5 مارس 1975 وضعت حدا للمواجهة بين الجانبين.وتنازل صدام وفق الاتفاقية لايران عن نصف شط العرب، مقابل ان يكف شاه ايران من دعم الحركة الكردية الانفصالية المسلحة في العراق. وامر رضا بهلوي بنفس اليوم سحب المدفعية الايرانية من كردستان العراق، بينما كان البرازني في تلك الاثناء بزيارة لطهران. وبعد هذه التطورات المفاجئة تعين على الشبكة الجاسوسية الجلاء على جناح السرعة من كردستان.حسب معطياته.

ونشط تسافرير ومجموعته ايضا في ايران حيث نظم اجلال الاسرائيليين من ايران بعد بعد الاطاحة بنظام الشاه عام 1978 ، ومن ثم في لبنان، الى ان احيل على المعاش.