باريس: وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الجمعة انتقادات حادة الى السياسة الاميركية في العراق معتبرا ان الحرب التي دفع الاميركيون الى شنها على هذا البلد والتي كان هو من اشد معارضيها quot;وفرت تربة خصبة جديدة للارهابquot;. وقام شيراك خلال مراسم تبادل التهاني مع السلك الدبلوماسي في العاصمة الفرنسية لمناسبة العام الجديد، بمراجعة نقدية حقيقية للاستراتيجية الاميركية، منددا قبل اشهر قليلة من انتهاء ولايته الرئاسية بما اسماه quot;الطريق المسدودquot; الذي تقود اليه quot;السياسة الاحاديةquot;. ووصف شيراك الحرب على العراق بانها quot;مغامرة اطلقتها الولايات المتحدة في آذار/مارس 2003quot;.
وقال ان quot;حرب العراق تسببت في تسريع التقلبات التي لم تنته انعكاساتها بعد، وهو الامر الذي كانت فرنسا تتوقعه وتتخوف منهquot;. وفي وقت يشهد العراق مواجهات ذات طابع طائفي تخلف خسائر فادحة، يتوقع ان يعرض الرئيس الاميركي جورج بوش استراتيجية جديدة قد تتضمن ارسال تعزيزات عسكرية لمساندة القوات المنتشرة في هذا البلد وعديدها 130 الفا.
ورأى شيراك ان الحرب quot;زادت من حدة الانقسامات بين الطوائف وزعزعت وحدة وسلامة العراق نفسه، لقد جعلت استقرار المنطقة باكملها هشا وبات كل بلد قلقا على امنه واستقلالهquot;.وتابع ان حرب العراق التي يصر بوش دوما على ادراجها في اطار الحرب على الارهاب، quot;وفرت تربة خصبة للارهابquot;.وشدد الرئيس الفرنسي على ان quot;الاولوية اكثر من اي يوم مضى تكمن في اعادة السيادة الكاملة الى العراقيينquot;.
وحمل شيراك في خطابه الذي جاء اشبه بمحصلة لعمله على الساحة الدولية خلال 12 عاما من توليه الرئاسة، على quot;النهج الاحاديquot; الذي اعتمدته ادارة بوش داعيا الى quot;عالم يقوم على المصالحة والتوافقquot;.وقال quot;شهدنا في اقل من جيل انهيار الشيوعية ثم شهدنا الطرق المسدودة التي يقود اليها التحرك الاحادي الجانبquot;.واعتبر ان quot;العالم المتعدد الاقطابquot; الذي لطالما دعا الى قيامه بات واقعا بعد انضمام الصين والهند والبرازيل الى فئة quot;القوى الكبرىquot;، موضحا ان quot;بروز (هذه الدول) يؤشر الى نهاية هيمنة الغرب القديمة على باقي العالم بدون منازعquot;.
وقال quot;انتقلنا في اقل من جيل من انتصار الليبرالية المعلن الى وعي التفاوت الصارخ والمستمر في معظم القارات ولا سيما في افريقيا، والازمة البيئية التي تهدد البشرية اجمعquot;.وشدد على انه quot;في هذا العالم الجديد الذي يتشكل ترفض فرنسا في آن حتمية المواجهة وسهولة التخاذلquot;. وقال ان فرنسا quot;تتطلع الى قيام عالم تسوده المصالحة والتوافق، عالم قادر على الامساك بزمام مصيرهquot;.وندد شيراك quot;بوجود فقر مدقع مستمر وسط عالم يزداد ثراءquot;، ما يشكل بنظره quot;فضيحة اخلاقية تقترن بعبثية اقتصادية وخطورة سياسية هائلةquot;.
ويدعو إيران الى تعليق تخصيب اليورانيوم
وعلى الصعيد الإيراني جدد الرئيس الفرنسي دعوة ايران الى تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم من اجل quot;استعادة الثقةquot; وبدء مفاوضات مع المجتمع الدولي.وقال شيراكخلال خطابه لمناسبة السنة الجديدة، ان ايران quot;تغذي مخاوف العالم بانشطتها النووية وتصريحات بعض قادتها الاستفزازية وغير المقبولةquot;.واضاف quot;يعود لها ان تعيد الثقة بقرار ذاتي. وان تعليق انشطتها المرتبطة بالتخصيب في الوقت ذاته الذي تبدأ فيه مفاوضات يسعى اليها المجتمع الدولي، سيفتح الباب، ضمن احترام خياراتها السياسية، للتعاون ثم لشراكة جديدة في خدمة الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة بكاملهاquot;.
واصدر مجلس الامن الدولي اخيرا قرارا يفرض عقوبات على ايران لرفضها تعليق انشطتها النووية الحساسة. ويخشى المجتمع الدولي ان تكون ايران في طور تصنيع قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني.
التعليقات