واشنطن: نانسي بيلوسي المراة الاولى التي تنتخب على راس مجلس النواب الاميركي، تتبنى بقوة القيم الاكثر تقدمية في الحزب الديموقراطي، الا انها تشكل ايضا احد رموز الانقسامات داخل حزبها.نانسي بيلوسي
ودخلت النائبة عن سان فرانسيسكو الخميس تاريخ الولايات المتحدة بصفتها المراة الاولى التي تتولى رئاسة المجلس النيابي والثالثة من حيث التراتبية بين مسؤولي البلاد بعد الرئيس ونائب الرئيس. ونانسي بيلوسي امراة قوية انيقة في السادسة والستين وهي جدة لستة احفاد.
وسيتحتم على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في المستقبل التعامل مع بيلوسي التي تعتبر عدوة الجمهوريين اللدودة منذ سنوات خلال ترؤسها كتلة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب الاميركي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو تعليقا على انتخاب بيلوسي رئيسة لمجلس النواب quot;اننا نتوج للمرة الاولى امرأة رئيسة لمجلس النواب، وهذا يوم تاريخيquot;.
ودعت بيلوسي في خطابها الاول مساء الخميس بعد انتخابها، الى التغيير، لا سيما في العراق. وقالت ان quot;انتخابات 2006 كانت دعوة الى التغيير ليس فقط تغيير الغالبية في الكونغرس بل تغيير الاتجاه بالنسبة الى بلادنا. لم يعبر الاميركيون يوما عن ضرورة تغيير الاتجاه بمثل هذا الوضوح الذي ظهر في ما يتعلق بالعراقquot;.
وبيلوسي من النواب القلائل الذين صوتوا في 2002 ضد اللجوء الى القوة في العراق. وقد اكدت باستمرار انه في حال فوز الديموقراطيين بالغالبية، فسيسعون الى الحصول على سحب تدريجي للقوات الاميركية من العراق بحلول نهاية العام 2007.
وولدت بيلوسي في عائلة اميركية ايطالية تعاطت الشأن العام (كان والدها رئيس بلدية مدينة بالتيمور). وهي متزوجة من رجل اعمال ثري وام لخمسة اولاد. وتشغل بيلوسي مقعدا في الكونغرس منذ 1987 عن الدائرة الثامنة في سان فرنسيسكو وهي من الدوائر المؤيدة تقليديا للديموقراطيين.
تميزت في مطلع حياتها السياسية باعتماد موقف معارض بقوة للصين بعد مجزرة ساحة تيان انمين. وهي تنتقد منذ ذلك الحين باستمرار نظام بكين.
وبيلوسي من مؤيدي الحق بالاجهاض. كما صوتت على قانون لاعادة توزيع الضرائب بشكل يصب في صالح الاكثر فقرا وضد اقامة quot;جدارquot; لمكافحة المهاجرين غير الشرعيين على الحدود المكسيكية. ومنذ ان اصبحت زعيمة للاقلية الديموقراطية في مجلس النواب في 2002، فازت باعجاب زملائها نتيجة قدرتها على جمع الاموال وتوحيد صفوف الديموقراطيين في مواجهة خصومهم.
الا ان مسيرتها لم تخل من عثرات. وقد اثار قرار اتخذته بعد انتخابات التاسع من تشرين الثاني/يناير الذي فاز الديموقراطيون نتيجتها باالكثرية في مجلسي النواب والشيوخ، مخاوف من الا يكون الديموقراطيون على قدر المسؤولية التي تحتمها مهمتهم المستقبلية.
فقد حاولت بيلوسي فرض احد اقربائها لكي يصبح مساعدا لها. ورغم انها لم تنجح في ذلك، فقد عكس القرار الانقسامات بين الديموقراطيين واثار شكوكا في صفوفهم حول مهارتها السياسية.
وتواجه نانسي بيلوسي مهمة شاقة وضخمة على راس غالبية ديموقراطية منوعة سياسيا، في وقت تطالب البلاد بالتغيير.
وطالتها تعليقات قاسية بعد هذه العثرة. فكتبت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركية quot;لقد اساءت الى سلطتها قبل ان تتسلم مهامها حتىquot;، مضيفة quot;على الغالبية الجديدة... ان تدرك ان تصفية الحسابات الداخلية لا يمكن ان تحل محل اداء حكومي فعالquot;.
التعليقات