سمية درويش من غزة: حبست العجوز الفلسطينية أم محمد ، دموع فرحتها لمشهد توافد الآلاف من الفلسطينيين لمنزل احد نشطاء الجهاد الإسلامي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ، حيث شكلت درعا بشريا لحمايته من القصف الإسرائيلي .

وكانت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية ، قد أبلغت منزل إبراهيم جمعة مقاتل في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بضرورة إخلاء منزله ، تمهيدا لتدميره بواسطة القصف الجوي .

أم محمد لا يزيد عمرها عن جارتها فاطمة النجار التي فجرت نفسها مع نهاية تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; الماضي وسط تجمعا للجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه بلدات شمال القطاع ، لتخلف وراءها العشرات من الأبناء والأحفاد وليوزعوا الحلوى على جموع المهنئين كما طلبت في وصيتها.

تقول الحاجة أم محمد لـquot;إيلافquot; ، quot; ألاف الشباب ومنهم بعض الصبايا هرعوا إلى دار جمعة لحمايته من القصف الإسرائيليquot; ، وتتابع قائلة ، quot;كلهم تناسوا في لحظة الصراع والاقتتال الدائر فيما بينهم quot;.

وأعربت الحاجة الفلسطينية الذي يعمل معظم أبنائها في سلك الأجهزة العسكرية التابعة للسلطة الوطنية ، وتخشى عليهم من نيران الاقتتال الداخلي ، عن أملها بان يتوحد الأشقاء حول مائدة واحدة .

وتشهد ساحة غزة منذ فترة جولة من الحرب اليومية بين عناصر الحركتين المتناحرتين على السلطة ، حيث سقط عشرات الأبرياء بسبب تعنت وتصلب زعاماتهم السياسية حول مواقفهم.

وقال عمر الناشط في مخيم الشمال ، إن الآلاف من الفلسطينيين بمختلف ألوانهم السياسية ، هرعوا إلى منزل الناشط العسكري للحيلولة دون قصفه من قبل الطائرات الحربية.

ومع إنذار إسرائيل للعائلة اللاجئة ، تكون اسرائيل قد عادت لسياسيتها القديمة التي اتبعها سلاحها الجوي أواخر العام الماضي ضد منازل المقاتلين الفلسطينيين من مختلف القوى الوطنية والإسلامية ، إلا أن الدروع البشرية التي تصدت بصدورها للمروحيات الإسرائيلية المقاتلة ، نجحت بإفشال تلك السياسية في شمال ووسط وجنوب القطاع.