اعتدال سلامه من برلين: دفعت العمليات الارهابية التي تعرضت لها مدريد ولندن وذهب اضافة الى العملية الارهابية الفاشلة في المانيا، دفعت المانيا الى استغلال وقت ترؤسها دورة الاتحاد الاوروبي من اجل تحسين شروط الامن والاجراءات الامنية خاصة بعد توسع الاتحاد الذي بات يضم اليوم 27 بلدا، عدد لا بأس به من اوروبا الشرقية التي مازالت حدودها غير مضمونة تماما.

ومن اجل مكافحة الاجرام والارهاب وتهريب البشر تدرس المانيا مع مفوضية الاتحاد الاوروبي مشروع تدعيم مؤسسات الامن الاوروبية منها هيئة الشرطة الاوروبية ( اويروبول) من اجل الكشف عن الجناة قبل قيامهم بعمل ارهابي ومن يمولهم.

ومع انه توجد لدى اويروبول اجهزة متطورة وقدرات انسانية مدربة لكن كما قال احد المسؤولين quot; يطور الارهابيون عملهم وعلينا التطور ايضا وعدم الاكتفاء بما نملكه حالياquot;.

ومهمة الشرطة الاوروبية جمع المعلومات وتحليلها وتقييم الوضع وتقديم النتائج لاصحاب القرارات السياسية من اجل مواجهة شبكات اعمال الاجرام والارهاب التي تتخطى حدود بلدان الاتحاد الاوروبي.

ويشرف الالماني ماكس بيتر راتسل رئيس الشرطة الاوروبية على عمل اكثر من 600 شرطي متخصص عبر مكتبه في مدينة دين هاغ الهولندية، وهو يعرف تماما ان الحدود الحالية لاوروبا فيها الكثير من الثغرات التي تستغلها عصابات الاجرام والارهاب. والمشكلة التي حملها توسيع الاتحاد عدم وجود قرارات موحدة بين البلدان القديمة والجديدة وحتى بين القديمة نفسها للمواجهة مما جعل الشرطة الاوروبية لا تتمتع بقوة تنفيذية، وهذا سمح بمواصلة عمليات تهريب البشر والمخدارت والتصوير الجنسي للاطفال وتزوير النقود.

ويشتكي الكثير من العاملين في دائرة الشرطة الاوروبية من محدودية نفوذهم مقارنة مع مهماتهم الكبيرة، فالاعتقالات وتفتيش البيوت مازالت من مهمات قوى الشرطة في كل بلد بناء على مد الدائرة بالمعلومات لمداهمة تجمعات عصابة تهريب البشر او المخدرات على سبيل المثال.

وتريد المانيا في سعيها لتقوية الشرطة الاوروبية( ايروبول) الاستفادة من المبلغ الذي رصدته المفوضية الاوروبية من قبل ويصل الى تسعة ملايين يورو لمحاربة الارهاب على مستويات مختلفة ورفع مستوى مراقبة تحركات الاموال غير الشرعية ، مما يمكّن من منع انشطة الارهابيين بشكل اكثر فعالية.