بعد استقالة حالوتس..أولمرت يصارع المصير نفسه

حرب لبنان تطيح بحالوتس والتحقيق مع أولمرت في قضية فساد

جيش الاسلام: شاليط تحول لورقة سياسية بين الاحزاب الفلسطينية

القدس: أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم انه سيجري مشاورات واسعة ومكثفة مع مسؤولين سياسيين وعسكريين لتعيين خلف سريعا لرئيس هيئة الاركان المستقيل دان حالوتس. واوضح اولمرت في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي quot;في الايام المقبلة وبالتنسيق مع وزير الدفاع (عمير بيريتس) ساجري سلسلة من المشاورات بشأن تعيين رئيس هيئة الاركان المقبلquot;. وشدد على ان هذه المشاورات ستعقد خصوصا quot;مع رؤساء حكومات سابقين وزعيم المعارضة (اليمينية بنيامين نتانياهو) ووزراء دفاع سابقين ورئيس هيئة الاركان (حالوتس) ورؤساء هيئة اركان سابقينquot;.

ويهدف رئيس الوزراء من هذه المشاورات الواسعة الى اظهار ان تعيين خلف للجنرال حالوتس سيكون نتيجة توافق واسع يتجاوز الانقسامات السياسية. وبين رؤساء الحكومة السابقين الذين سيستشيرهم اولمرت، العمالي ايهود باراك رئيس هيئة الاركان سابقا الذي اعلن اخيرا عودته الى الساحة السياسية والذي سينافس في نهاية ايار(مايو) في انتخابات تهميدية، عمير بيريتس على زعامة حزب العمل.

ويتم التداول باسم ايهود باراك بكثرة ليحل مكان بيريتس في وزارة الدفاع. ويحمل الرأي العام بيريتس والجنرال حالوتس جزءا من المسؤولية عن اخفاقات الحرب الاخيرة بين اسرائيل وحزب الله في لبنان.

نبذة

حالوتس الذي قدم استقالته امس والمعروف بصلابته، طيار سابق لم يكن بمستوى سمعته اللامعة خلال الحرب ضد حزب الله في لبنان هذا الصيف. والجنرال حالوتس (58 عاما) اول طيار يصل الى منصب رئيس هيئة اركان الجيش في حزيران(يونيو) 2005. وقد ضعف موقعه منذ النزاع مع حزب الله حيث نسب العديد من اخفاقات الحرب في لبنان اليه.

وفي رسالة الاستقالة التي وجهها الثلاثاء الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت قال الجنرال حالوتس ان quot;حسه بالمسؤوليةquot; دفعه الى الاستقالة. وحتى هذا الحين خاض الجنرال حالوتس المعروف ببرودة اعصابه مسيرة لامعة داخل الجيش الاسرائيلي قبل ان يصل الى اعلى مناصب الهيكلية العسكرية.

ولد في تل ابيب في السابع من آب(اغسطس) 1948 من والدين يهوديين يتحدران من ايران وبدأ من سن 18 عاما صعوده في تراتبية سلاح الجو الاسرائيلية. وبالتالي فان رفاقه اعتبروه عند تعيينه الشخص الاكثر اهلية لشن هجوم جوي محتمل على التجهيزات النووية الايرانية التي تشكل مصدر القلق الاكبر للقادة الاسرائيليين.

وفي تلك الفترة رأت فيه صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot;، الاوسع انتشارا في اسرائيل، رجلا quot;من شأنه تغيير طريقة تفكير الجيش بشكل جذريquot;. وقد وصفته بانه quot;عسكري ملم بالتكنولوجياquot;. واثبت على الفور صحة الامال التي علقها عليه ارييل شارون رئيس الوزراء انذاك. فبعد شهرين ونصف الشهر على تسلمه مهامه انجز بنجاح عملية اجلاء المستوطنين والجيش من قطاع غزة.

وهذا الرجل الذي لا يتمتع بحضور قوي ويبدو خجولا في بعض الاحيان، متزوج واب لثلاثة اولاد. وقد عرف بتأييده quot;عمليات التصفية المحددة الاهدافquot; ضد اعضاء مجموعات مسلحة فلسطينية. وبالنسبة لقسم من اليسار والجمعيات الداعية للسلام الاسرائيلية، يبقى حالوتس الشخص الذي امر صيف 2002 سلاح الجو الاسرائيلي حين كان قائده، بشن غارة على قيادي من حماس ما ادى الى مقتل 15 مدنيا بينهم عدة اطفال.

وحين طلب منه تفسير الامر، قال ان ذلك quot;لا يقض مضجعهquot;. واضاف quot;اشعر بهزة طفيفة حين القي القنبلة وبعد ثانية انسى ذلكquot;. لكن خلال الهجوم العسكري الاسرائيلي على لبنان بين 12 تموز/يوليو ومنتصف اب/اغسطس، لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من منع اطلاق الصواريخ على شمال الدولة العبرية.

وقد اوقعت الحرب 162 قتيلا في صفوف الاسرائيليين بينهم 41 مدنيا. وياخذ الكثير من المعلقين على حالوتس انه بالغ في تقييم قدرات سلاح الجو الذي كثف غاراته على لبنان بهدف quot;كسرquot; الالة العسكرية لحزب الله لكن بدون ان يتمكن من تحقيق ذلك.

وفي القوت نفسه اهملت وحدات المشاة والمدرعات التي لم تكن مجهزة بشكل كاف ما سبب خسائر فادحة حين تدخل الجيش على الارض. وتضررت صورته ايضا حين كشفت الصحافة انه قام بعمليات في البورصة قبل ساعات على اندلاع الحرب.