وتقول صاحبة احد مقاهي الشاي في رانغون quot;من السهل العثور على اطفال في اماكن تكون فيها اسرهم بحاجة ماسة إلى المالquot;. وتضيف طالبة عدم ذكر اسمها quot;عمل الاطفال يعتمد بشكل اساسي على الوضع المادي لذويهم. فاذا كان ذووهم يجمعون القاذورات سيتوجب على الاطفال أيضًا العمل لمساعدة اسرهمquot;.
وتتراوح اجور الاطفال بين 5 و12 دولارًا شهريًا. وتضيف صاحبة المقهى quot;الاكبر سنا يحتفظون بالمال لأنفسهم اما الصغار فيأتي ذووهم في بداية كل شهر لإستلام اجورهمquot;. وارتفعت نسبة عمالة الاطفال في بورما خلال السنوات الفائتة تحت وطأة التضخم الذي يقدر معدله بنحو 37%. وينزل بعض الأطفال الى سوق العمل في سن الحادية عشرة.
وبحسب احصاءات البنك الدولي، فإن ربع الاسر البورمية تعيش تحت خط الفقر. وكانت موجة الغضب التي اعترت السكان اثر الارتفاع المفاجئ لاسعار المواد الاستهلاكية وراء التظاهرات التي اندلعت في آب/اغسطس وانضم إليها لاحقًا الرهبان البوذيون والتي عمد المجلس العسكري الحاكم الى قمعها بالقوة، اعتبارًا من الاربعاء.
واعربت لجنة حقوق الطفل في الامم المتحدة عن بالغ قلقها من quot;الاستغلال الاقتصادي للاطفال المنتشر بشكل كبير جدا في بورما ومن عملهم لساعات طويلةquot;. وفي المقاهي، وهي مكان الالتقاء التقليدي بالنسبة إلى السكان، يتم تشغيل الاطفال بعد انهائهم المرحلة الدراسية الابتدائية.
وبينما يقوم بعض هؤلاء الاطفال بتحضير المياه المغلية وصبها في اباريق الشاي، يعمد اطفال آخرون الى وضع هذه الاباريق والفناجين في صوان وتقديمها الى الزبائن، في حين يقوم سواهم من الاطفال باعمال التنظيف والترتيب. ويجوب عملاء القرى بحثًا عن اطفال ينوي ذووهم تشغيلهم، وصولاً الى القرى النائية على الحدود التي تقطنها اقليات اتنية.
ويقول احد هؤلاء الندلاء الصغار الذي يعمل في رانغون كبرى مدن بورما quot;البعض منا اتى الى رانغون مع مجموعة من قريتي. هناك اطفال ارسلهم ذووهم او اقرباؤهمquot;. وغالبًا ما يكون الخيار سهلاً بين المدرسة ومصدر دخل اضافي. ويقول احد المدرسين في وسط البلاد quot;ان البيئة المدرسية ليست جذابة للاطفال وخصوصًا اذا كان يتوجب عليهم متابعة الدراسة وبطونهم خاوية وثيابهم رثةquot;.
ويضيف quot;الاهل يجدون ما يخالونه حلاً لمشكلاتهم المادية عبر ارسال اولادهم الى العملquot;، مشيرًا الى انه quot;حتى وان كان العمل في مقهى لا يعرض هؤلاء الاطفال الى اي خطر جسدي فهو يؤثر على توازنهم العقليquot;.
التعليقات