بغداد: دعونا أنقرة إلى تقديم طلبات فلم تردَّ

انقرة: ازداد احتمال حصول تدخل عسكري تركي في شمال العراق ضد المتمردين الاكراد السبت، غداة فشل المفاوضات التي اجراها وفد عراقي في انقرة.وكرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ان بلاده ستشن عملية عسكرية على المتمردين quot;عند الضرورةquot;، من دون ان تأخذ رأي المجتمع الدولي في الاعتبار.

وذكرت وكالة انباء الاناضول ان الرئيس التركي عبدالله غول شرح الموقف التركي في اتصال هاتفي مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد الذي يواجه بدوره متمردين اكرادا، مؤكدا ان quot;السبل الدبلوماسية (لمعالجة الازمة) تستنفدquot;.

وفي خضم هذه الاجواء المتوترة للغاية اعلن حزب العمال الكردستاني ان الافراج عن ثمانية جنود اتراك كان اعتقلهم الاسبوع الماضي quot;لن يستغرق وقتاquot;. وكان مقاتلون تابعون لهذا الحزب الانفصالي اسروا هؤلاء الجنود الاحد خلال كمين اوقع في صفوف الجنود الاتراك 12 قتيلا ايضا.

واعرب الحزب على لسان احد كبار قادته عن استعداده quot;لمناقشة المسألة مع اي وفد يمكن ان يتقدمquot; للتفاوض حول اطلاق سراح الاسرى، مؤكدا ان الاسرى موجودون في quot;منطقة حربquot; تتعرض للقصف التركي، ومشيرا الى ان وقف هذا القصف سيسهل عملية اطلاق سراحهم. وتظاهر نحو الفي شخص معظمهم من الاكراد السبت ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق.

من جهة اخرى، غادر انقرة السبت الوفد العراقي الذي اجرى الجمعة مفاوضات غير مثمرة مع الاتراك على مدى ست ساعات، عائدا الى بلاده. ورفضت انقرة مساء الجمعة اقتراحات العراقيين الهادفة الى منع تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني الى تركيا، معتبرة انها غير كافية وبطيئة جدا.وقال وزير الخارجية التركية علي باباجان quot;نواجه مشكلة وقتquot;، مشددا على ان انقرة تريد عقوبات quot;تسفر عن نتائج في وقت قصير جداquot;.

وكانت بغداد اقترحت ان تقوم قوات التحالف المنتشرة في العراق بمراقبة حدود اقليم كردستان العراقي. كما اقترحت تعزيز المراكز الحدودية في شمال العراق وتزويدها بالاسلحة والتجهيزات. واعلن اكبر قائد عسكري اميركي في شمال العراق الجنرال بنجامين ميكسون الجمعة ان الجيش الاميركي لا ينوي ان يقوم quot;باي شيء على الاطلاقquot; ضد متمردي حزب العمال الكردستاني، مشيرا الى ان محافظات شمال العراق الثلاث تقع تحت سلطة حكومة كردستان العراق.

ويقول دبلوماسي غربي ان انقرة التي تتردد في توجيه ضربة عسكرية غير مضمونة النتائج، تبدو quot;كبهلوان يسير على حبل رفيعquot;. ويضيف ان الامور quot;تزداد صعوبةquot; بعد كل حادث جديد مع المتمردين الاكراد. الا انه اشار الى وجود احتمالين بعد من شأنهما منع الضربة العسكرية. اولهما المحطة المتوقعة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في انقرة في طريقها الى اسطنبول في الثاني والثالث من تشرين الثاني/نوفمبر للمشاركة في مؤتمر دولي للدول المجاورة للعراق.

والامر الثاني الاكثر اهمية يكمن في ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيزور واشنطن في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر لاجراء محادثات في البيت الابيض، هي الاولى منذ فوز حزبه العدالة والتنمية المنبثق من تيار اسلامي في الانتخابات التشريعية في تموز/يوليو.

واستبعد اردوغان مساء الجمعة حصول تدخل عسكري قبل لقائه مع جورج بوش. واشار الى ان اي عملية عسكرية تندرج في اطار آلية تشمل محادثاته مع الرئيس الاميركي. وقال اردوغان quot;لا اعلم ما الذي يمكن ان يحصل حتى موعد زيارتي الى اميركاquot;، مضيفا quot;اننا الآن في وضع استنفار مستمرquot;.