طرابلس: بدأت السلطات الليبية تمنع دخول زوارها الذين لا يحملون ترجمة عربية لجوازات سفرهم، حتى لو كانوا حاصلين على تأشيرة دخول، وفقا لما أعلنته شركات طيران، الاثنين، وأكّدته الثلاثاء طرابلس.

وبدأ تنفيذ الإجراء الجديد الأحد حيث شكّل مفاجأة لأنّه لم يتمّ الإعلان عنه رسميا من قبل السلطات.

غير أنّ مسؤولا حكوميا ليبيا أكّد الثلاثاء في تصريحات لوسائل الإعلام الليبية أنّ طرابلس أبلغت منذ يومين شركات الطيران بالإجراءات الجديدة في مطاراتها.

وقال مصدر ليبي إنّ القرار ليس جديدا وإنّما هو عودة إلى تطبيق قانون سابق كان قد ألغي في عام 2005، يشترط ترجمة جوازات السفر الأجنبية إلى اللغة العربية باستثناء جوازات السفر الدبلوماسية.

وتدخلت السفارة الفرنسية في طرابلس الاثنين لإجلاء 18 من رعاياها ظلوا مطوّقين في مطار طرابلس منذ مساء الأحد، وفقا للمتحدثة باسكال أندرياني التي قالت إنّه quot;وعلى ما يبدو فإنّ إجراءات الدخول والمغادرة الليبية قد شهدت تغييرا من دون إعلام مسبق في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وبمفعول آني.quot;

ويتعين الآن على الأجانب الاستظهار بترجمة عربية لجزء الحالة المدنية من الجوازات وإلا فإنّه quot;لن يسمح لهم دخول ليبيا ويتعين عليهم بالتالي مغادرتهاquot;.

ولم يتمّ السماح لـ172 سائحا فرنسيا، وصلوا الأحد، إلى سبها، جنوب ليبيا، بالهبوط، مما اضطر الطائرة التابعة quot;لخطوط المتوسطquot; إلى العودة أدراجها إلى باريس حيث حطّت هناك ليلا، وفقا لأندرياني.

ولم يكن الرعايا الفرنسيون وحدهم quot;ضحاياquot; الإجراء الجديد حيث عرف سائحون قادمون من بريطانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا المصير نفسه.

وتأتي الحادثة في وقت تشهد العلاقات الفرنسية - الليبية فترة جيدة، وهو ما عكسته زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لطرابلس وإعلان ان العقيد معمر القذافي سيزور باريس في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ودافع ساركوزي بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين عن دعوته القذافي الى زيارة فرنسا.

وترجح أوساط ليبية أن يكون الإجراء الجديد رد فعل على شكوى بعض المسافرين الذين أعيدوا من دول أوروبية، خصوصاً فرنسا وبريطانيا، على رغم حصولهم على تأشيرات.

ويطرح القرار الجديد إشكالية السياسة السياحية في الجماهيرية الليبية التي تحاول استثمار آلاف الكيلومترات من أراضيها المحاذية للبحر الأبيض المتوسط، والتي تعدّ quot;عذراءquot; وكذلك صحرائها وواحاتها الخلابة وإرثها الأركيولوجي الغني ولاسيما موقع لبتيس ماغناquot; الذي يعدّ من أجمل المواقع في العالم.