بوش يتلقى نداء أميركيا لإستغلال مؤتمر أنابوليس

بغياب السفير المصري واشنطن تحتفي بذكرى زيارة السادات للقدس

واشنطن: أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت منذ احتلال العراق تصاعد حالة من عدم الرضا لدى الأميركيين على مستوى أداء الكونغرس وظلت هذه النسبة في تصاعد، إلا أنها بعد انتخابات التجديد النصفي في 2006 وتغير خريطة الأغلبيـة بعد فوز الديمقراطيين بأغلبية مقاعد الكونغرس وقرب انتخابات 2008 وانتهاء فترتي رئاسة بوش أصبح لهذه الاستطلاعات أبعادًا جديدة؛ فبالإضافة إلى الدور الذي تلعبـه مؤسسات استطلاع الرأي الـ Fact Tanks في رصد التوجهات على أرض الواقـع كمقابل لدور الـ Think Tanks مراكز الفكـر لدى دوائر صنع القرار في الولايات المتحـدة فقد تحولت نتائجها إلى ساحة للمواجهـة فيما بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري والبيت الأبيض يهدف كل طرف إلى تحميل الآخر مسئوليـة محاولاً اكتساب نقاط لصالحـه في سباق الانتخابات القادم.

وفي آخر استطلاع للرأي أجرتـه AP-IPSOS POLL ndash; بالتعاون فيما بين وكالة أنباء العالميـة(AP) Associated Press وبيـن IPSOS وهي من أكبـر المؤسسات العاملة في استطلاعات الرأي في مجالات الدعايـة والتسويق والشئون العامـة وتنتشر مكاتبها على مستوى العالم ومقرها الرئيسي باريـس ndash; اظهر ان نسبة الرضا لدى الأميركيين عن عمل الكونغرس تدنت إلى 22% .

وقد أيدت نانسي بيلوس ndash; رئيسـة مجلس النواب ndash; هذه النسبـة بل أضافت أنها ستعطي الكونجرس الذي يتمتع بالأغلبية الديمقراطيـة أدنى الدرجات لو كانت أحد مَن شملهم الاستطلاع، وحاولت بيلوسي أن تذهب إلى ما هو أبعـد من الأرقام والنسب وتفتح النار على السبب والمسئول عن إخفاق الكونجرس في أداء عملـه بالشكل الذي يرضي المواطن الأميركي ، معتبـرة عدم قدرة الكونجرس على التصدي لاستمرار الحرب على العراق أول هذه الأسباب، وأن المسئول عن ذلك هو الرئيس بوش وأعضاء حزبه الجمهوري في الكونجرس وليس الحزب الديمقراطي بل بالعكس حاولت أن تضعه في صورة المنقـذ.

ويعمل الديمقراطيون على تبرئة أنفسهم من مسئولية تدني مستويات الرضا العام عن عمل الكونجرس من خلال ثلاث جبهات: أولاً إبراز مسئولية الرئيس بوش سواء عن طريق تكرار التهديد باستخدام الفيتو الرئاسي أو إخفاق إدارته في تحقيق أهدافها ، وثانيهم إبراز دور الجمهوريين في مجلس الشيوخ في عرقلة مشاريع القرارات ، وثالثهم التأكيد على براءة الديمقراطيين من هذه التهمة وقدرتهم على تحقيق إنجازات في هذه الظروف .

الجبهة الأولى : إبراز مسئولية الرئيس بوش سواء عن طريق تكرار التهديد باستخدام الفيتو الرئاسي أو إخفاق إدارته في تحقيق أهدافها
وذلك من خلال استخدام بوش الفيتو للاعتراض على مشاريع قرارات ديمقراطية مررها الكونجرس تهدف إلى تخفيف وطأة الحرب في العراق وتوسيع قاعدة المستفيدين من برنامج الرعاية الصحية للأطفال ومواجهة توسيع نطاق المراقبة والاستقصاءات.

وقد صعدت بيلوسي المواجهة الكلامية مع بوش حين هاجمت ميراثه السياسي الذي لا يشمل سوى نظام ضرائب غير عادل يعتمد على استقطاعات ضريبية لصالح الطبقة الأغنى في الولايات المتحدة واستراتيجية فاشلة في الحرب على العراق بالاضافة الى فشله في تلبية أولويات العائلات الأميركية خاصة فيما يخص رفضه توسيع برنامج الرعاية الصحية للأطفال.

وجاء ذلك بعد تصريحات للرئيس بوش أدلى بها في مؤسسة هيريتاج Heritage Foundation وهي أحد أهم مراكز الفكر المحافظة في الولايات المتحدة ـ اتهم فيها الديمقراطيين في الكونجرس بأن أولويات أجندتهم واقعة تحت تأثير الجماعات المصلحية الليبرالية مثل Code pink , move on.org .

وبدأت move on.org عملها عام 1998 وينضم إليها ما يقرب من 3.3 مليون عضو يمثلون مختلف فئات المجتمع وهي تشمل جناحين أساسين هما move on.org civic action ينصب عملها على قضايا التعليم والدفاع عن القضايا الوطنية الهامة والجناح الآخر move on pllitical Action والتى كانت تعرف سابقًا بـ move on PAC وينصب عملها على تعبئة مجهودات المواطنين من أجل دعم موقفهم تجاه أحد القضايا الشائكة المعروضة على الكونجرس وكذلك مساعدة المرشحين في الانتخابات الذين تتوافق توجهاتهم ومبادئ الحركة.

وبالنسبة للحركة الأخرى Code Pink فهي حركة بدأت في 2004 بعبارة نسائية تهدف إلى إرساء السلام وإنهاء الحرب في العراق ومنع دخول الولايات المتحدة حرب جديدة، بالإضافة إلى اهتمامها بتوجيه موارد التمويل في الولايات المتحدة لبرامج الرعاية الصحية والتعليم وتحسين الوضع المعيشي بصفة عامة.

وجاء رد البيت الأبيض على التهم الموجهة للإدارة الأميركية على لسان دانا برنيو المتحدث الصحفي للبيت الابيض حين وصفت القيادة الديمقراطية في الكونجرس أنها لم تحقق الكثير وأن الرئيس بوش مازال لديه الكثير ليتحقق وشاهد على ذلك ضمان شمول برامج التعليم لكل الأطفال وتعزيز الأمن على الحدود وتحرير أكثر من 50 مليون مواطن من حكم أنظمة قمعية في العراق وأفغانستان ومازال هناك المزيد لإنجازه.

الجبهة الثانية : إبراز دور الجمهوريين في مجلس الشيوخ في عرقلة مشاريع القرارات
وفي وقت سابق حملت بيلوسي الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ مسئولية تعطيل عمل الكونجرس وذلك حين أعربت عن عدم رضائها عن عمل مجلس الشيوخ في برنامج THIS WEEK على قناة ABC في سياق تعليقها على الوقت الطويل الذي اتخذه مجلس الشيوخ لتحرير مشاريع القرارات الخاصة بالانفاق في أوائل أكتوبر وكان تعليق بيلوسي معبراً عن حالة من عدم الرضا لدي الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب ويرون أنه على نظرائهم في مجلس الشيوخ منع الجمهوريين من استخدام الحيل الإجرائية لعرقلة العمل داخل الكونجرس بدلا من تعليق مشاريع القرارات دون حل نهائي ، ويحاول الحزب الديمقراطي الاستفادة من اتهاماته لأعضاء الحزب الجمهوري لتعزيز موقفه في انتخابات 2008 ،خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن هناك 61 عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ عن مناطق سبق وأن أيدت الرئيس بوش في حملته في 2004 وهو ما يعني أن ثمة تحديات ستواجه إعادة انتخابهم في الانتخابات القادمة لابد من مواجهتها.

الجبهة الثالثة : التأكيد على براءة الديمقراطيين من هذه التهمة وقدرتهم على تحقيق إنجازات في هذه الظروف
ولتحقيق هذا الهدف استشهدت بيلوسي بنتائج اخر استطلاع للراى اجرته New Pew Research Center - وهو مركز للأبحاث غير منتمي لحزب أنشئ في عام 2004 ومقره ولاية فيلادلفيا ويعتبر احد البرامج التابعة لمؤسسة The pew chalitable trusts غير الهادفة للربح والتى تعمل في خدمة القضايا العامة و رصد التوجهات والاتجاهات لدي الشعب الأميركي والعام من خلال استطلاعات الرأي وتقديم تحليلات-حيث أشار إلى أن 44% ممن شملهم الاستطلاع يرون أن الحزب الديمقراطي يستطيع إدارة الحكومة الفيدرالية وتحقيق التغيير المطلوب والحكم بشفافية بشكل أفضل في حين يري 32% أن الحزب الجمهوري قادر على تحقيق نفسه الأهداف.

كما أظهر استطلاع الرأي أن الحزب الديمقراطي مازال يتمتع بنفس شعبيته ،وفقًا لهذه المؤشرات ، التى كان يحظى بها قبيل انتخابات التجديد النصفي في 2006 واصبح أكثر شعبية عما كان عليه قبيل انتخابات الرئاسة السابقة.

ويدعم مركز الديمقراطيين التغير الذى طرأ على أولويات الناخب الأميركي وفقًا لاستطلاع الرأي ؛ فقد احتلت قضايا الحرب في العراق وتوسيع قاعدة المستفيدين من برامج الرعاية الصحية وقضايا التعليم على راس أولويات الناخب الأميركي في مقابل تصدر قضايا زواج المثليين و الإجهاض والإرهاب لأولويات الناخب الأميركي في الحملات الانتخابية في 2004 .

ورغم هذه الضغوط فإن الديمقراطيين استطاعوا تحقيق إنجازات فيما يتعلق بقضايا مثل زيادة الحد الأدنى للأجور تخفيض نسبة الفائدة على قروض الدراسين واستصدار قانون جديد بشان تعزيز مبادئ الحكم الرشيد داخل الكونجرس.

ويمكننا فهم هذا التصعيد بين الإدارة والديمقراطيين إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الطرفين بصدد معركة حول استصدار مشروع قرار خاص بالنفقات وقد قام النواب الديمقراطيون بإدماج مشروع القرار الخاص بتمويل veterns' operations fund والذي يحظى بدعم الرئيس ومشروع قرار آخر يعارضه الرئيس يهدف إلى تمويل البرامج الضمان الاجتماعي وقضايا العمل في محاولة من الكونجرس لمنع بوش من استخدام حق النقض ضد مشروع الرئيس في محاولة من الكونجرس لمنع بوش من استخدام حق النقض ضد مشروع القرار ويمهد الطريق إلى تعزيز قدرة الكونجرس على مواجهة الفيتو الرئاسي في حالة حدوثه من خلال توفير الأصوات اللازمة وهم ثلثي أعضاء الكونجرس أو أكثر.

وفي نفس الوقت أحبط الديمقراطيون محاولة لإدماج مشروع قرار يشمل نفقات الدفاع لهذا المشروع بهدف إحراج بوش وكذلك تعزيز مكانة الكونجرس وموقف الأغلبية الديمقراطية مع اقتراب الانتخابات وذلك في سياق توظيف الديمقراطيين لإخفاقات الإدارة الأميركية والحزب الجمهوري في التعامل مع الملف العراقي وكذلك إبراز عجز كلاً منهما عن تلبية أولويات الناخب الأميركي.