بيروت :
كشفت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم أن التحقيق في جريمة اغتيال مدير العمليات في قيادة الجيش اللبناني العميد الركن فرانسوا الحاج يركز على فرضية الإستهداف من جانب جهة إرهابية أصولية إقليمية.
واكدت الصحف في افتتاحياتها اهمية ان تشكل عملية اغتيال الشهيد الحاج على الرغم من قساوتها ومرارتها حافزًا لقوى الموالاة والمعارضة لإيجاد التوافق السياسي وتذليل جميع العقبات الدستورية لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية في الجلسة المقررة للانتخاب يوم الاثنين المقبل.
ونقلت صحيفة (السفير) عن مسؤول عسكري لبناني كبير قوله ان quot;الجيش اللبناني الذي يتولى التحقيق في الجريمة قرر اعتماد اكثر من بوابة، لكنه يركز على فرضية الاستهداف من جانب جهة ارهابية اصولية اقليمية في ضوء معلومات استخباراتية ووقائع معينة ابرزها التدقيق في نوعية العبوة ومقارنتها بعبوات استهدفت شخصيات سياسية سابقًا، وكذلك العبوات التي استهدفت قوات الامم المتحدة في الجنوب (يونيفيل) وخاصة في سهل الدردارة في الخيامquot;.
وكشف المصدر العسكري البارز ان quot;قيادة الجيش وضعت عددا من المسوءولين في جو المعلومات المتوافرة وهي تشير الى ان ثمة قرائن تجعل احتمال التوصل الى نتيجة سريعة امرا ممكنا للغايةquot;.
وشدد المصدر العسكري على ان quot;التحقيقات قطعت في الساعات الاولى شوطًا كبيراًquot; مشيرًا الى ان هناك تركيز على جوانب متصلة بالسيارة والعبوة وبعض المشتبه فيهم، إضافة الى موضوع الاتصالات وكذلك التهديدات التي تلقاها الجيش خاصة بعد معركة نهر البارد بين الجيش وتنظيم فتح الاسلام.
وقال المسؤول العسكري اللبناني quot;نحن امام فرضية جهة نفذت الجريمة قد تكون اقل من القاعدة واكبر من فتح الاسلام quot;.
وأشارت (السفير) الى ان quot;ثمة جهة اصولية وربما تكون غير لبنانية هي الضالعة في التفجير والعين تتركز حاليا على نقطة حساسة للغاية وعلى احد ابرز المشتبه بهم بالتخطيط واعطاء الامر بتنفيذ العملية وربما يحتاج الامر الى عمل امني بالتعاون مع بعض الجهات غير اللبنانية من دون الاستفاضة اكثر في شرح الموضوعquot;.
من جهتها، كشفت صحيفة (النهار) ان quot;قوة من الجيش دهمت بعض المنازل في محلة التعمير عين الحلوة القريبة من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان واوقفت ثلاثة اشخاص على ذمة التحقيق على خلفية العثور على لوحة سيارة من طراز (بي ام دبليو) في مكان الانفجار ومسجلة سابقًا باسماء الاشخاص الموقوفين.
وافادت ان عملية مسح اجريت في منطقة الجريمة في بعبدا شملت كاميرات مراقبة بينها كاميرا مثبتة في فرع البنك اللبناني للتجارة قبالة مقر بلدية بعبدا لمعرفة ما اذا كانت التقطت اشكال الجناة.
وذكرت الصحيفة أن المعلومات الامنية اظهرت انه quot;امكن العثور على الرقم التسلسلي لمحرك السيارة الجانية واوقف مشتبه فيه في مسرح الجريمة وابقي قيد التحقيق لشكوك حامت حول وجوده في المكانquot; اما صحيفة (الشرق) فأشارت الى ان الدعوات للاتفاق السياسي والاسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد تسارعت بعد اغتيال العميد الركن الحاج الذي لقى ادانات عربية ودولية واسعة، فيما قالت صحيفة (الديار) ان لبنان سيجتاز القطوع الخطير الذي يمر به اذا مشت القيادات السياسية بالحوار والانفتاح ووقف التجاذبات السياسية ومحاولة تقريب وجهات النظر والبحث جديًا بإيجاد الحلول.
من جهة اخرى، قالت صحفة (الاخبار) انه quot;وفيما بوشرت التحقيقات مع بروز احتمال لتورط مجموعات فارة من تنظيم فتح الاسلام بسبب تهديدات سابقة اطلقتها وأقر بها موقوفون من التنظيم، فإن لا احد اقفل باب الاحتمالات الاخرىquot;.
ونقلت عن مصادر واسعة الاطلاع ان quot;الانظار اتجهت صوب جهات عدة في مقدمها مجموعات تابعة لحركة فتح الاسلام التي اعترف موقوفون منها بأن لائحة الضباط الذين كانوا ينوون اغتيالهم ردًا على احداث نهر البارد تتضمن اسماء عدة ابرزها قائد الجيش ومدير المخابرات العميد جورج خوري اضافة الى العميد الشهيد فرنسوا الحاجquot;.