بكين: يرى خبراء ان المفاوضات السداسية التي ستجري حول ملف كوريا الشمالية النووي الخميس في بكين قد تؤدي الى تقدم محتمل بعد المحادثات الاخيرة بين الاميركيين والكوريين الشماليين. واعتبر سكوت بروس من معهد نوتيلوس وهو مركز ابحاث اميركي تابع لجامعة سان فرنسيسكو انه quot;مع شيء من الحظ قد تتمخض هذه الجولة عن تقدم. ويبدو ان المناقشات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في برلين مهدت الطريق لاتفاقquot;.

واعتبرت صحيفة اساشي شمبون اليابانية ان كوريا الشمالية طالبت بتزويدها بكميات كبيرة من النفط، اي اكثر من 500 الف طن مقابل اغلاق مفاعلها النووي في يونغبيون. وتعني هذه الصفقة تقريبا احياء اتفاق 1994 المتقادم والذي كان ينص على تزويد بيونغ يانغ بالمازوت ومفاعلين يعملان بالماء الخفيف (مدني) مقابل تفكيك منشآتها النووية. ويامل المشاركون في المفاوضات التي جرت اخر جولاتها في العاصمة الصينية في كانون الاول/ديسمبر بعد سنة من تعليقها، في ان تطبق بيونغ يانغ التزاماتها في الاعلان المشترك الصادر في التاسع عشر من ايلول/سبتمبر 2005.

وينص بروتوكول الاتفاق على ان تتخلى كوريا الشمالية عن برامجها النووية مقابل ضمانات امنية ومساعدة اقتصادية وتحسين العلاقات الثنائية مع واشنطن. ويبرز الخبراء الدور الاساسي الذي تلعبه واشنطن وبيونغ يونغ في اي اختراق تسجله المحادثات رغم ان هذه المفاوضات تجمع ست دول منذ 2003 هي الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا.

واعلن جون فيفر المسؤول في quot;مركز العلاقات الدوليةquot; الاميركي للابحاث ان quot;اكبر نجاح في الجولة المقبلة قد يكون ابداء الطرفين ارادتهما في التفاوضquot;. واضاف ان quot;السيناريو الامثل هو ان تجمد كوريا الشمالية اكبر منشآتها لانتاج البلوتونيوم على ان تسلمها الولايات المتحدة طاقة مع تقدم اكيد حول قضية بنكو دلتا اسياquot;. وما انفكت بيونغ يانغ تطالب برفع العقوبات المالية الاميركية المفروضة على هذا المصرف المتهم بتبييض اموال لحساب نظام كوريا الشمالية ما ادى الى تجميد 24 مليون دولار في حسابات كورية شمالية.

ويرى سكوت بروس ان quot;الافضل هو رفع الحظر والتجميدquot;. واوضح الخبير الاميركي quot;اذا كان الاميركيون مستعدين لرفع الحظر عن بعض اموال بنكو دلتا اسيا التي لا يمكن التاكد من ان مصدرها اجرامي وفي المقابل ان يبدي الكوريون الشماليون استعدادهم موقتا لتجميد او وقف مفاعل يونغبيون فان ذلك قد يؤدي الى الخروج من المآزق وفتح الطريق امام تطبيق اتفاق التاسع عشر من ايلول/سبتمبرquot;.

من جانبه لاحظ هيديشي تاكيسادا المحلل في المعهد الوطني لابحاث الدفاع في طوكيو، شيئا من الليونة في التصريحات الاخيرة التي ادلى بها كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل الذي التقى في برلين الشهر الماضي نظيره من كوريا الشمالية كيم كي غوان. ودعا كريستوفر هيل الاثنين خلال زيارة الى طوكيو كوريا الشمالية الى quot;انطلاقة جيدةquot; مع افتتاح المفاوضات بدون ان ينفي ما ورد في مقال اساشي شمبون.وقال تاكيسادا انه quot;واضح ان الولايات المتحدة بصدد دراسة بعض مطالب كوريا الشمالية وان السياسة الاميركية اصبحت اكثر اعتدالاquot;.