اشبيلية: تعهدت روسيا يوم الجمعة بتقديم المزيد من المساعدات لحلف شمال الاطلسي لسحق تمرد طالبان في افغانستان، فيما استبعدت ارسال قوات الى الدولة التي احتلتها لمدة تسع سنوات خلال الحرب الباردة. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف بعد اجتماع مع نظرائه في حلف الاطلسي في مدينة اشبيلية الاسبانية إن موسكو ستقدم معلومات مخابرات ومساعدات في مجال اعادة الاعمار وأكد وجود خطط لشطب ديون على افغانستان من العهد السوفيتي بمبلغ عشرة مليارات دولار.
وقال في مؤتمر صحفي بعد المحادثات إن quot;روسيا لها مصلحة على اعلى قدر من الاهمية لضمان ان تنجح قوة المعاونة الامنية الدولية (بقيادة حلف الاطلسي) في تحقيق استقرار الاوضاع بافغانستان.quot; وقال عن البلد الذي انسحبت منه القوات السوفيتية في عام 1989 بعد تكبدها خسائر فادحة على يد المسلحين الاسلاميين quot;لن نستطيع بكل وضوح ارسال قواتنا الى افغانستان.quot;
واشار ايفانوف الى أن روسيا وقعت بالفعل على اتفاقات مع فرنسا والمانيا للسماح لهما بنقل عتاد عسكري الى قواتهما في افغانستان عبر الاراضي الروسية وقال ان موسكو مستعدة للتوقيع على اتفاق مماثل مع اسبانيا. كما عرض تقديم دعم غير محدود في مجال المخابرات لحلف الاطلسي ومساعدة الاقتصاد الافغاني الذي دمرته الحرب وتهيمن عليه تجارة المخدرات بشكل كبير على النهوض من عثرته.
وقال quot;جهودنا تنصب بالفعل على تخفيف ديون افغانستان المالية لروسيا. ديونها تبلغ عشرة مليارات دولار.quot; ووافقت موسكو من حيث المبدأ العام الماضي على شطب الديون التي تراكمت خلال احتلالها لكن المناقشات حول الحجم المحدد للديون وشروط الاتفاق أبطأت وتيرة المحادثات. وكانت اتاحة الفرصة امام الشركات الروسية لابرام تعاقدات في افغانستان شرطا لشطب الديون لكن ايفانوف لم يشر الى مثل هذه الاتفاق.
واتفق حلف الاطلسي وروسيا قبل خمس سنوات على استطلاع كيفية التعاون العسكري لكن ايفانوف اعترف بان الجهود المشتركة اقتصرت على مشروعات بسيطة مثل الدعم الروسي للدوريات التي تقوم بها سفن الحلف في البحر المتوسط لمكافحة الارهاب. وقال quot;صادفتنا عقبة ولا نستطيع الان مواصلة الجهود. كلانا يعرف النتائج المأمولة لعلاقاتنا.quot; ودعا الى استئناف المحادثات هذا العام حول كيفية تطوير علاقات اوثق.
وما زال العديد من الروس ينظرون بعين الريبة الى حلف الاطلسي وتزايدت التوترات بين روسيا والغرب وسط بواعث قلق من ان موسكو تستخدم هيمنتها كدولة مصدرة للطاقة لاتخاذ وضع مسيطر في العلاقة مع جيرانها الاوروبيين.
التعليقات