عشق اباد: اعلن مراد كارييف رئيس اللجنة الانتخابية في تركمانستان اليوم الاربعاء ان رئيس الدولة بالوكالة قربان قولي بردي محمدوف فاز بالانتخابات الرئاسية في هذا البلد باسيا الوسطى مع 23،89% من الاصوات.وقال كارييف ان quot;قربان قولي بردي محمدوف حصل على 23،89% من الاصواتquot; متقدما على خلق مسلخاتي (المجلس الشعبي وهو اعلى سلطة تشريعية تركمانية مؤلفة من حوالى 2500 من زعماء القبائل).واضاف مخاطبا الرئيس الجديد ان quot;الشعب سلمك مصيرهquot;.

الرئيس التركماني الجديد يعد باحترام عقود الطاقة

وتعهد الرئيس قربان قولي بردي محمدوف في خطاب تنصيبه رئيسا باحترام عقود تسليم الغاز القائمة وبالبدء باصلاحات اجتماعية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. وقال بردي محمدوف quot;في مجال الغاز والطاقة، سيتم احترام الاتفاقات التي وقعها صابر مراد تركمان باشا (رئيس كل التركمان)quot; في اشارة الى سلفه الرئيس مدى الحياة صابر مراد نيازوف الذي توفي في 21 كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وتضم تركمانستان 2900 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي وتصدر بشكل اساسي انتاجها الى روسيا. وتطمع القوى الغربية والصين باحتياطها وترغب في بناء خطوط انابيب غاز تؤمن الامدادات بشكل مباشر. وقد انتخب الرئيس الجديد اثر حصوله على اكثر من 89% من الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 11 شباط/فبراير الحالي والتي اعلنت نتائجها اليوم الاربعاء. كما اكد انه سيحترم وعوده الانتخابية وسيقوم باصلاح نظام الصحة والتعليم.

نبذة

والى حين تعيينه رئيسا بالوكالة اثر وفاة نيازوف، لم يكن نائب رئيس الوزراء محمدوف ينتمي الى دائرة اجهزة الامن القوية ولا يملك نفوذا على عائدات تركمانستان الضخمة من الغاز. لكن بردي محمدوف (49 عاما) لا يعتبر بعيدا عن نظام الولاء الذي كان يميز السلطة التركمانية.

وبينما كان نيازوف او quot;تركمان باشاquot; (رئيس كل التركمان) يسجن ويقيل ويطرد الوزراء لتهم تبدأ بالفساد وتنتهي بقضايا عاطفية بسيطة، كان بردي محمدوف يتسلق بهدوء سلم السلطة. وترقى طبيب الاسنان هذا بسرعة لافتة. ففي 1997 عين وزيرا للصحة بعد ان شغل منصب مدير دائرة طب الاسنان لمدة سنتين. وفي 2001، عين نائبا لرئيس الحكومة الذي كان نيازوف حينذاك، مكلفا الصحة واصبح يظهر باستمرار الى جانب الرئيس لكنه لم يكن يدلي بتصريحات عامة.

وفي هذا المنصب، نظم محمدوف في 2004 السياسة الصحية المثيرة للجدل quot;لتركمان باشاquot; الذي الغى المستشفيات الميدانية وسرح حوالى 15 الف من العاملين في القطاع الصحي quot;للتوفير في الميزانيةquot;. وبينما كانت الحقائب الوزارية تتغير باستمرار، اصبح محمدوف تدريجيا عميد الوزراء.

وبسبب الصمت الذي كان يلتزمه وافتقاده الى حضور قوي، اصبح يوصف بانه quot;ظلquot; نيازوف، حتى ان بعض ملامحه تشبه ملامح الرئيس الراحل. وقد وعد بردي محمدوف اليوم في خطاب تنصيبه رئيسا باصلاحات في مجالات اضعفتها سياسة سلفه، وخصوصا اعادة تنظيم القطاع الصحي العام والتعليم.

لكنه لا يعتبر من الديموقراطيين، حيث انه امر فور وفاة نيازوف باعتقال رئيس البرلمان اوفزغلدي عطاييف وتوجيه التهم اليه والذي كان يفترض ان يتولى الرئاسة بالوكالة بحسب الدستور. ويكون بذلك استبعد اخصامه السياسيين المفترضين. ويبقى هناك العديد من الشكوك حول بردي محمدوف لا سيما قدرته على ضبط اجهزة الامن التي تملك نفوذا واسعا.