أسامة العيسة من القدس: أعلن مؤرخ إسرائيلي انه قرر وقف توزيع كتاب أصدره، أكد فيه أن اليهود الغربيين (الاشكناز) استخدموا الدماء البشرية في طقوس عيد الفصح في العصور الوسطى. وقال المؤرخ ارييل تواف، صاحب كتاب (فصح الدم) الذي أثار جدلا بسبب تأكيده استخدام الدماء البشرية من قبل اليهود الاشكناز، انه قرر وقف توزيع الكتاب، كي لا يستخدم من قبل معادي السامية، لتسويغ اعتداءاتهم على اليهود.
ويدرس تواف في جامعة بار ايلان الإسرائيلية، واصدر بيانا رسميا، أعرب فيه عن اسفه العميق مما اعتبره quot;التشويهات الإسرائيليةquot; لكتابه الذي صدر في إيطاليا.وجاء في بيان تواف الذي هوجم بشراسة في وسائل الإعلام الإسرائيلية quot;أتقدم بخالص اعتذاري إلى جميع من تأذوا من الوقائع التي وردت في كتابيquot;.
ويحمل تواف الجنسية الإيطالية، بالإضافة إلى الجنسية الإسرائيلية، وقال انه طلب من ناشره الإيطالي وقف توزيع الكتاب وانه يعتزم إعادة تحرير مقاطع من الكتاب فهمت بشكل خاطئ من وسائل الإعلام، حسب رأيه. وجاء في بيان تواف quot;أقدمت على هذه الخطوات لمنع استخدام كتابي في الدعاية المعادية للسامية، واعرب عن بالغ أسفي بشأن الادعاءات الكاذبة التي نسبت إلي وآذت الشعب اليهوديquot;، واعلن انه سيتبرع بربع توزيع كتابه لرابطة مكافحة التشهير باليهود.
وكانت جامعة بار ايلان أعربت عن غضبها من تواف، وقالت إنها ستستدعيه ليقدم تفسيرا أمام رئيس الجامعة لما جاء في كتابه من اتهامات باستخدام الدماء البشرية في طقوس عيد الفصح. وجاء في بيان أصدرته الجامعة انه كان على تواف أن quot;يتحلى بمزيد من الحذر والحساسية في نشره الكتابquot;.
وقال البيان، إن الجامعة تتحفظ بشدة على ما جاء في كتاب تواف، وإنها أدانت وتدين أي محاولة لتبرير أي تشهير ضد الشعب اليهودي، وإنها تنتظر عودته وسماع رأيه، قبل اتخاذ أي موقف ضده.
وجاء في كتاب تواف، انه تأكد من إقدام الاشكناز على قتل أطفال مسيحيين أوروبيين، في القرون الوسطى، لاستخدام دمائهم في طقوس عيد الفصح.
ويدرس تواف تاريخ العصور الوسطى وعصر النهضة في جامعة بار ايلان، التي تعتبر جامعة يمينية، وشكل حديث تواف عن استخدام دم الأطفال المسيحيين في صنع خبز بدون خميرة الذي يستخدمه اليهود في عيد الفصح صدمة كبيرة في إسرائيل.
وكان هذا النوع من الأحاديث يستخدم في الأحاديث الشعبية حول اليهود الذين كانوا ينكرون ذلك، وعندما أورده تواف، وهو أكاديمي يهودي وإسرائيلي متخصص، أثيرت كل هذه الضجة عليه والتي شملت يهودا من مختلف أنحاء العالم، الذين اعتبروا أن كتابه يسوّغ ما أسموها الاعتداءات التي تعرض لها اليهود على مدى قرون في أوروبا.
وأصدرت جمعيات يهودية، بيانات نددت بتواف وكتابه، وشنت عليه الجالية اليهودية هجوما في إيطاليا، حيث نشر كتابه هجوما غير مسبوق.وقال عدد من الحاخامات إنه لا يوجد في الديانة اليهودية، ما يسمح باستخدام الدماء البشرية في الطقوس الدينية. وتصدى تواف، في البداية للحملة التي شنت ضده، قائلا ان ما أورده في كتابه مما اعتبره حقائق، هو ضمن الحرية الأكاديمية، وانه لن يتراجع عما توصل إليه، حتى لو تم صلبه.
وقال إنه لم يتهم جميع اليهود الاشكناز بممارسة طقوس الدم، وانه لم يقصد أن الديانة اليهودية تسوغ ذلك، ولكنه على يقين، بوجود مجموعة متطرفة منهم مارست ذلك، وبأنه توصل إلى ذلك من خلال بحث تاريخي واستقصاء، أعاد فيه دراسة ملف الفتى سيمونينو مترانتو الذي قتل في العام 1475، ومحاكمة قتلته الذين اتهموا باستخدام دمه في الخبز من غير خميرة المخصص للفصح، لكي يتأكد إذا ما كان حدث ذلك أم لا، وانه توصل إلى انه يوجد أساس من الصحة لذلك، وانه تم استخدام دماء الأطفال في عيد الفصح، وانه عثر على ما يدل أن حاخامات اليهود سمحوا باستخدام دماء الأطفال لما لها من ميزات. ولكن، اتضح مما أعلنه تواف اليوم، انه لم يستطع الصمود والدفاع عن كتابه، فأعلن وقف توزيعه، وتعديله، قبل السماح بنشره مرة أخرى.
التعليقات