واشنطن : بينما تسعى الولايات المتحدة جاهدة للتغلب على الصعوبات التي تواجهها في العراق يستعد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي لزيارة آسيا هذا الأسبوع لطمأنة اليابان وأستراليا حليفتي الولايات المتحدة بأن الخطط الرامية إلى زيادة القوات في العراق ستساعد في انهاء العنف.وسيقوم تشيني وهو واحد من أشد المؤيدين للحرب التي تشنها ادارة بوش باطلاع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد على قرار البيت الابيض ارسال 21500 جندي أمريكي اضافي إلى العراق. ويغادر تشيني الولايات المتحدة اليوم في طريقه إلى اليابان وأستراليا وهما دولتان تعتبرهما واشنطن من أشد حلفائها.وأدت الاستراتيجية الجديدة للعراق التي أعلنها الرئيس جورج بوش الشهر الماضي إلى تنامي الشعور المناهض للحرب في الداخل وأغضبت الكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون.

ورغم أن الحرب في العراق لا تحظى بالشعبية أيضا بين المواطنين في كل من اليابان واستراليا فإنه من المرجح أن تحظى المسألة باهتمام كبير من قبل هاوارد وآبي لما لها من تبعات أمنية أوسع نطاقا.وانتخب آبي في سبتمبر أيلول خلفا لجونتشيرو كويزومي وتعهد مثل سلفه بتعزيز العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة.

وقال مايكل أو هانلون خبير الشؤون الخارجية في معهد بروكنجز وهو مؤسسة بحثية quot;أسست اليابان موقفها الأمني حول وجود أمريكا قوية ومطمئنة.quot;واضاف quot;سيسعى آبي للحصول على تطمينات بأن الولايات المتحدة بغض النظر عن الصعوبات في العراق ليست في حالة تدعوها لتقليص اهتمامها بالشؤون الخارجية.quot;

وقال مسؤول امريكي كبير إن تشيني سيحذر بشدة من أن quot;تشعب وعواقب أي اخفاق في العراقquot; سيكون أليما في دلالة على أن ادارة بوش ليست لديها خطط للتراجع.وأضاف المسؤول الأمريكي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن تشيني سيشكر آبي وهاوارد على ما قدماه من دعم للحرب في العراق وأفغانستان وربما يبحث quot;سبلا يستطيعان بموجبها تقديم المزيد من المساعدات.quot;وامتنع المسؤول عن القول بما إذا كان تشيني سيطرح طلبات محددة بشأن قوات أو أنواع أخرى من المساعدة.

وسيأتي على جدول أعمال الزيارة أيضا النفوذ الصيني المتصاعد والاتفاق مع كوريا الشمالية الذي يطالبها باتخاذ خطوات نحو نزع الأسلحة النووية.وفي تسليط للضوء على موضوع الأمن يزور تشيني قاعدة يوكوسوكو البحرية القريبة من طوكيو وقاعدة فيكتوريا لثكنات الجيش القريبة من سيدني حيث يدلي بتصريحات علنية في القاعدتين. كما يعتزم إلقاء كلمة أمام الجنود الأمريكيين في جوام.وثار جدل محتدم في اليابان وأستراليا بسبب الحرب في العراق.

وتعرض هاوارد الذي يستعد لخوض انتخابات في وقت لاحق هذا العام لانتقادات حادة من زعيم المعارضة كيفين رود بسبب تصريح أدلى به عن السناتور باراك أوباما المرشح لخوض انتخابات الرئاسة الامريكية.واتهم رود هاوارد بالتدخل فيما لا يعنيه بعد أن قال رئيس الوزراء إن خطط أوباما لسحب القوات الامريكية من العراق بحلول مارس آذار 2008 ستشجع الجماعات الارهابية.وفي طوكيو أثار وزير الدفاع فوميو كيوما عاصفة بالقول بأن الولايات المتحدة اخطأت بغزو العراق.لكن يوريكو كويكي مستشار الأمن القومي الياباني الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي قال quot;لم يطرأ أي تغيير على الاطلاق في سياسة حكومة آبي تجاه العراق.quot;

وأرسلت اليابان قوات إلى العراق في عام 2004 للمساعدة في جهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية في أخطر مهامها الخارجية منذ الحرب العالمية الثانية.وعاد الجنود إلى بلادهم في يوليو تموز.

ولا يعتزم تشيني الاجتماع مع وزير الدفاع الياباني أثناء زيارته لطوكيو لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن هذا بسبب جدول أعماله المكتظ وليس بسبب تصريحات الوزير الياباني بشأن العراق.

غير أن نائب الرئيس سيجتمع في سيدني مع زعيم المعارضة الأسترالي كيفين رود.