الياس توما من براغ: قال رئيس الحكومة البولندية ياروسلاف كاتشينسكي إن المحادثات الخاصة بإقامة قاعدة الاعتراض الصاروخية الأمريكية في بلاده في إطار الدرع الصاروخي الأمريكي ستبدأ في غضون الأسابيع القليلة القادمة وان هذه المحادثات قد جرى التحضير لها ولم تنشا حتى الآن أية خلافات بين الطرفين .ووصف في حديث للإذاعة البولندية اليوم الاقتراح المقدم لوضع القاعدة الأمريكية في بلاده بأنه جيد شرط أن يتضمن ضمانات أمنية لبلاده في إشارة إلى رغبة وارسو بالحصول على نظام باتريوت لتعزيز أمنها .

وقد جاء إعلان رئيس الحكومة البولندية هذا بعد يوم فقط من استقبال رئيس الحكومة للسفير الأمريكي في وارسو فيكتور اشي والذي تركز بشكل رئيسي حول مسالة القاعدة والاعتراضات الروسية على ذلك .

في هذه الأثناء وعد نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا بإجراء مشاورات مكثفة داخل حلف الناتو بخصوص الرادار الذي طالب الأمريكيون وضعه في تشيكيا وكرر القول بعد محادثاته اليوم في برلين مع وزير الخارجية الألماني أن القاعدة والرادار ليسا ضد روسيا وإنما يستهدفان التصدي للمخاطر المتأتية من الشرق الأوسط .

من جهته قال وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارتسينبرغ أن ليس لديه أي شكوك بان إيران ستشكل تهديدا لأوروبا بعد عدة أعوام .وأضاف في حديث أدلى به لصحيفة برافو التشيكية بان الإيرانيين شعب كبير ومثقف وأمة قادرة ولديها ثقافة تعود لأربعة آلاف سنة خلت وتوجد في إيران جامعات جيدة جدا ولذلك ليس هناك من شك بأنه بهذه الطاقات التي لدى إيران فإنها ستكون قادرة على تهديد أوروبا مستقبلا .واعتبر أن وضع القاعدة الرادارية هنا بأنه سيكون مساهمة تشيكية في الدفاع عن أوروبا كلها وعن الولايات المتحدة أيضا .

وحول رأي الرئيس الروسي ووزير الخارجية الألماني بان المخاوف من ما تسمى بالدول المارقة ليس لها أساس قال أنهما يتحدثان عن الحاضر وليس عن المستقبل وان روسيا في الحقيقة تنظر بقلق إلى التطورات القائمة في إيران وتشعر بأنها يمكن أن تشكل تهديدا محتملا ولذلك فإنها تعمل بنشاط لنصب الدرع الصاروخي الخاص بها باتجاه الجنوب .

وأكد أن روسيا تعرف جيدا أن الرادار لن يركز عليها و لا القاعدة التي يمكن أن تقام في بولندا وأن روسيا تمتلك آلاف الصواريخ ولذلك لا يمكن لهذا القاعدة أن تشكل تهديدا لها .ورأى أن روسيا تلعب الآن مع الولايات المتحدة لعبه القوة وأن الروس يتصورون بان الأمر يمكن أن يثمر عن عملية مقايضة عبر تبني موقف متشدد ثم التراجع عنه مقابل شيء ما .ورأى أن روسيا ما كان لها أن تقول شيئا لو تقرر وضع الرادار في بلجيكا أو ألمانيا أو النرويج وبالتالي فان الأمر يتعلق بالتشيك بشكل كبير واتهم روسيا بأنها تسعى الآن من اجل الاعتراف لها بوضع الاتحاد السوفيتي السابق في أوروبا وان بوتين يتحدث عن ذلك بشكل صريح

وحسب رأيه فان الروس لديهم تصور حول ضرورة وجود منطقتين تتواجد في الأولى الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي سابقا وفي الثانية تتواجد الدول التي كانت في حلف وارسو وان الروس يعتقدون بأنه يمكن لهم أن يمتلكوا نفوذا وتأثيرا في كلا المنطقتين وانه من حقهم الاعتراض على بعض الأشياء الأمر الذي لا يعتبر مقبولا لدينا أبدا .

وردا على سؤال عن الموقف فيما لو مارس الروس ضغوطا على تشيكيا عبر الحد مثلا من إمدادات النفط والغاز إليها قال إن تشيكيا قد قامت وفي الوقت المناسب باتخاذ إجراءات لا تجعل منها تابعه لإمدادات النفط والغاز الروسية وان الروس يعرفون جيدا أنهم لو فعلوا ذلك لما اضروا بنا بالقدر الذي سيضرون به أنفسهم لأنهم بذلك سيفقدون زبونا لديهم وأيضا سمعه الشريك التجاري الموثوق به .

وأكد أن تشيكيا أثناء بتها بالطلب الأمريكي لن تأخذ بعين الاعتبار الموقف الروسي القوي الرافض مشددا على أن تجربته الحياتية تؤكد أن الذي يقوم بالخضوع للابتزاز هو الذي يدفع الثمن لأنه يتواجد دائما تحت ضغوط مستمرة ولذلك فان الأمر يتطلب موقفا قويا جدا بوجه من يحاول ممارسة الابتزاز.

وعبر عن قناعته بأن القاعدة والرادار لن يؤديا إلى جولة جديدة من سباق التسلح فروسيا بنت قاعدة رادارية هائلة في سان بطرسبورغ وستبني المزيد كما أن الروس بدأوا برنامجا تسليحيا جديدا بعد أن تحسن وضعهم المالي وسيضم أجيالا جديدة من الأنظمة الصاروخية .

وأشار إلى أن حكومته تحضر الآن ردا على المذكرة الأمريكية الخاصة بنصب الرادار في تشيكيا متوقعا أن تكون المحادثات الخاصة بذلك طويلة .