خلف خلف من رام الله:

اظهر استطلاع للرأي أن 76% من المواطنين العرب بإسرائيل يعتبرون أن إسرائيل دولة عنصرية. وأن نسبة 77.4% منهم يخشون المس بحقوقهم. وبين الاستطلاع الذي أجراه البروفيسور سامي سموحة من جامعة حيفا كذلك أن 80% قلقون من مغبة مصادرة أراضيهم. وحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرت اليوم الثلاثاء فأن 73% من المستطلعين يخشون من قيام أعمال عنف ضدّهم من قبل إسرائيلي، و71% يخشون من إمكانية تعرضهم لأعمال عنف من قبل مواطنين يهود.

ويشار أنه في مقابل هذه المعطيات، فإن هناك أرقاماً تضمنها هذا الاستطلاع تدعو إلى تساؤلاتٍ أكثر؛ حيث اعترف 75% من المواطنين العرب بأن إسرائيل لها الحق في الوجود كدولةٍ مستقلةٍ داخل الخط الأخضر، دولة يعيش فيها المواطنون اليهود والعرب جنباً إلى جنب، بينما يعتقد 67% أن لإسرائيل الحق في الوجود داخل الخط الأخضر كدولةٍ يهوديةٍ ديمقراطية يعيش فيها اليهود والعرب معاً.
ويشار إلى أن هذا الاستطلاع قد أشتمل أيضاً على معطياتٍ حول آراء المواطنين اليهود؛ حيث أعرب 68% ممن شاركوا في الاستطلاع من اليهود عن خشيتهم من احتمال قيام المواطنين العرب بتمردٍ شعبي ضدّ الدولة، بينما يخشى 63% من دخول القرى والمدن العربية.

بينما أعرب 64% عن خوفهم من أن المواطنين العرب يشكّلون خطراً على الدولة بسبب نسبة الولادة المرتفعة، و71% يخشون من نضال المواطنين العرب لتغيير معالم الدولة اليهودية، و83% أعربوا عن تخوّفهم من دعم المواطنين العرب الفلسطينيين، و73% يثقون بأن الغالبية العظمى من المواطنين العرب سيقدّمون ولاءهم للدولة الفلسطينية أكثر من دولة إسرائيل.

من جهة أخرى أجرى الاستطلاع مقارنةً بين معطيات الأعوام السابقة، حيث خرج باستنتاج مفاده أنه في الأعوام الثلاثين الماضية، هناك توجّهٌ إيجابي إلى التقارب بين اليهود والعرب لا إلى quot;التطرفquot;.

وذكر البروفسور سموحة الذي أعدّ الاستطلاع أن العرب في إسرائيل لا يقبلون بأي حالٍ من الأحوال الانتقال إلى أي دولةٍ أخرى ولا إلى الدولة الفلسطينية، لكنه أضاف بأن هذه المعطيات تشكّل خطراً استراتيجياً على دولة إسرائيل على المدى البعيد كدولةٍ يهودية.

على المستوى ذاته، كانت صحيفة معاريف ذكرت اليوم أن رئيس جهاز الأمن العام الشاباك يوفال ديسكين قد حذّر مؤخراً -في نقاشٍ أجراه مع رئيس الوزراء- من مغبة ازدياد مظاهر quot;التطرّفquot; لدى أوساطٍ عربيةٍ إسرائيلية، وزيادة تعاطفهم مع الفلسطينيين ومع quot;جهات إرهابيةquot; ومع إيران وحزب الله وأطرافٍ ترفض التعامل مع مسألة شرعية إسرائيل كدولةٍ يهودية، وهذه المواقف واضحةٌ وضوح الشمس وعلى مرأى ومسمع القيادة العربية المحلية، مع أن التصريحات والمواقف quot;المتطرفةquot; لا تجد لها أي سقفٍ حقيقي في التعامل معها عبر القوانين التشريعية وجهات تطبيق القانون.

هذا وأعرب المشاركون في ذلك اللقاء عن قلقهم من وثائق رؤية المواطنين العرب التي وُضعت مؤخراً ويجمعها قاسمٌ مشترك ينص على أن إسرائيل هي دولةٌ لجميع مواطنيها وليست دولةٌ يهودية، وإنه بموجب المعلومات التي طرحت خلال اللقاء، فإن من المتوقع أن توحّد هذه الوثائق -وعددها أربعة- بوثيقةٍ واحدة بناءً على توجهاتٍ لدى القيادة العربية المحلية، ومن ثم تحويلها إلى رؤية متفق عليها لدى الأقلية العربية في إسرائيل، ومع ذلك فقد تم التأكيد خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء على أن غالبية المواطنين لا تعلم بوجود هذه الوثائق، وأن معظم المواطنين العرب مخلصون للدولة، وبعيدون عن السياسات الداخلية.

وعلى الرغم من ذلك فإن تقديرات جهاز الأمن العام تفيد بأن محاولات القيادة العربية المحلية قد تجرّ خلفها الكثيرين، هذا وأوصى جهاز الشاباك بتعديل تطبيق القانون حيال المواطنين العرب إلى جانب اتباع سياسة عادلة بين اليهود والعرب في الدولة من حيث الحقوق والواجبات، وتشجيع quot;التيار المعتدلquot; الذي يرى في إسرائيل بيتاً وموطناً له.