عامر الحنتولي من الكويت: فيما اعتبر أردنياً بأنه جزء من المشاغبة الإسرائيلية السياسية السنوية على الأردن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن بلاده لم تعد معنية بالإستقرار في العراق والوضع الذي تواجهه القوات الأميركية هناك، بيد أنه صار متخوفاً من التداعيات المدمرة التي قد تنتج عن انسحاب تلك القوات من العراق، معتبراً أن انسحاب القوات الأميركية من شأنه أن ينهي نظاماً سياسياً معتدلاً وصديقاً مثل النظام الملكي في الأردن، وهناك احتمال كبير بأن تصل حركات راديكالية إلى الحكم الذي قد يصبح أحد البؤر الجديدة للإرهاب.

في هذا الإطار، يروي مسؤول دبلوماسي عربي لـquot;إيلافquot; أن أولمرت فاجأ أعضاء اللجنة اليهودية الأميركية (إيباك) في القدس، معتبرا أن استقرار الأردن مصلحة اسرائيلية بالمقام الأول.

وكان مسؤولون أردنيون في أحاديث غير رسمية اعتبروا أن الإعلام الإسرائيلي وعبر توجيهات سياسية عالية المستوى سيقوم بتشديد الضغط على الأردن خلال المرحلة المقبلة لتشتيت الجهد السياسي والدبلوماسي العربي الذي بدأه الأردن بزعامة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني انطلاقا من الأراضي الأميركية وبالتحديد من جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي خلال خطاب تاريخي، استمع خلاله النواب والمشرعون الأميركيون الى تشخيص هادئ ومتسلسل لأزمات الشرق الأوسط وطرق علاجها بلغة معتدلة وناصحة من أقرب أصدقاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما لم يرض تل أبيب وساستها اللذين تجاهلوا فكرة أن الخطاب أيضا قد صدر عن زعيم معتدلة لبلد معتدل يقيم علاقات سياسية ودبلوماسية كاملة مع اسرائيل منذ العام 1994.