أسامة العيسة من القدس: تستغل إسرائيل، محفلاً برلمانيًا، يعقد في تونس، لشن هجوم مضاد على مصر، على خلفية، فيلم وثائقي كانت قد بثته القناة الإسرائيلية الأولى، عن وحدة إسرائيلية مقاتلة في حرب حزيران (يونيو) 1967، متهمة بقتل نحو 250 من الأسرى المصريين.
وحمل الفيلم اسم quot;روح شاكيدquot; على اسم الوحدة الإسرائيلية المقاتلة، التي قادها بنيامين بن اليعازر، الوزير الحالي في الحكومة الإسرائيلية، الذي نفى مسؤوليته عن قتل إسرائيل مصريين، وقال إن ما حدث يتعلق بمعارك مع وحدة كوماندوز فلسطينية، تم قتل أفرادها.
وقال مجلي وهبة نائب رئيسة الكنيست، الذي يشارك في مؤتمر لنواب برلمانيين من أوروبا ودول الشرق الأوسط تستضيفه تونس: quot;دعَونا المشاركين إلى مشاهدة الفيلم، وتشكيل لجنة محايدة للتقرير إذا كان يثبت بأنه جرى قتل أسرى مصريين أم لاquot;.
وإضافة إلى وهبة، يشارك في المؤتمر ثلاثة من أعضاء الكنيست هم: مناحيم ساسون، ودافيد طال، ويتسحاق غالانتي.
وطالب وهبة في حديث للإذاعة الإسرائيلية من تونس صباح اليوم، باتخاذ موقف من الجهة التي تحاول quot;تزييف الحقائقquot;، حسب تعبيره، بعد مشاهدة الفيلم من اللجنة المقترحة، في إشارة إلى الأصوات المصرية التي تطالب بمحاكمة بن اليعازر، باعتباره إرتكب مجازر حرب. وقال وهبة إنه وزملاؤه، دعوا المشاركين في المؤتمر إلى مشاهدة فيلم quot;روح شاكيدquot; ليروا بأم عيونهم أن هذا الفيلم لا يتضمن أي إتهامات بشأن قتل أسرى حرب مصريين إبان حرب الأيام الستة.
وتأتي هذه الدعاية الإسرائيلية المضادة، بعد يوم واحد، على تكليف الرئيس المصري حسني مبارك لوزير خارجيته محمد أبو الغيط بالنظر في ما تضمنه الفيلم عن قتل أسرى حرب مصريين، وذلك بعد الضجة التي شهدتها مصر إثر بث الفيلم.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، قد أبلغت نظيرها المصري، ما أسمته إستياءها مما وصفته التحريض في مصر على إسرائيل، بعد عرض الفيلم. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن كبار المسؤولين فيها، شاهدوا المقطع ذات الصلة من الفيلم quot;روح شاكيدquot;. ويتضح من الفيلم، وبصورة لا تقبل التأويل، إننا لسنا بصدد قتل أسرى حرب لا حول لهم ولا قوة، وإنما الحديث هو عن إشتباكات ومعارك جرت مع كتيبة كوماندو أثناء حرب الأيام الستة.
وجاء في بيان أصدرته الوزارة الإسرائيلية أن الفيلم لا يثير، أي شك بشأن حقيقة مقتل الجنود أثناء القتال وعدم كونهم أسرى حرب. وما يتناوله الفيلم هو السؤال، إذا ما كان من الصحيح خوض هذه المعركة مع الكتيبة المذكورة أم لا. وقد تم إطلاع الجهات المصرية الرسمية على تفاصيل المعركة.
وقال البيان إنه يجب ألا ننسى أن الحديث هو عن حرب دامية أوقعت العديد من الضحايا من كلا الطرفين. وبعد مرور ثلاثين عامًا على الرحلة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري أنور السادات إلى أورشليم القدس، وبعد مرور ثمانية وعشرين عامًا على التوقيع على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والبدء بعهد جديد في منطقة الشرق الأوسط، لا مكان في الدولتين للتنبيش وإثارة قضايا تاريخية من الماضي البعيد، خاصة عندما لا تعتمد هذه الادعاءات على أي أساس من الصحة.
وهاجمت الوزارة ما وصفتها بـ quot;جهات مختلفة في مصرquot;، قالت إنها استخدمت الفيلم استخدامًا خاطئًا ومضللاً، دون أن يمتّ ذلك إلى الواقع بصلة، وذلك بهدف تعكير صفو العلاقات الطيبة القائمة بين الدولتين.
وجاء في البيان، تنظر إسرائيل ببالغ القلق والخطورة إلى حملة التحريض والتشهير التي تجري في البرلمان المصري ووسائل الإعلام المصرية، وكذلك إلى التهجمات الشخصية على سفير إسرائيل في مصر، التي تدعو كذلك إلى إهدار دمه. وأضاف: quot;إننا على قناعة وثقة بأن الحكومة المصرية ستفعل كل ما هو مطلوب من أجل طرح الوقائع على حقيقتها أمام الجمهور المصري، وتعمل من أجل تهدئة الخواطرquot;.
التعليقات