• تفكيك شبكات لتجنيد مقاتلين للعراق بالمغرب
  • أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أوقفت عناصر أمنية مغربية الإثنين أحد الباحثين عنهم على خلفية العمل الإرهابي، الذي وقع يوم 11 آذار (مارس) الجاري بمدينة الدار البيضاء.

    وعلم لدى مصدر موثوق أن هذا الشخص، الذي يدعى عبد الرحيم بوضريف وينحدر من حي سيدي مومن بالدار البيضاء، قدم من الدار البيضاء وكان ينزل عند أخته التي تسكن في المنطقة، وقد ضبط بحوزته سلاح أبيض. وكشف المصدر عن سعي إرهابيين مفترضين للفرار خارج المغرب إلى إسبانيا عبر مدينتي سبتة ومليلية السليبتين، مشيرًا إلى أن تحريات مكثفة تجرى حاليًا في الفنيدق والمضيق بحثًا عنهم.

    وقادت هذه المعلومات الإستخباراتية عناصر الأمن والدرك الملكي والجمارك إلى تعزيز مراقبتها على طول خط مدينة تطوان وسبتة السليبة لرصد أي محاولة لتسلل مبحوث عنهم، في حين أصدرت السلطات الإسبانية أوامرها برفع درجة اليقظة وتشديد المراقبة في المدينتين السليبتين.

    كما عززت سلطات مدريد وجودها الأمني بعدد من الأحياء داخل سبتة السليبة، فيما وضعت المساجد والأماكن، التي يتردد إليها بعض الإسلاميين الراديكاليين، لمراقبة أمنية دقيقة جدًا من طرف الحرس المدني والأمن الوطني.

    وعمدت مصالح الأمن إلى تشديد إجراءات اليقظة والحذر في المقرات التابعة لها، كما عززت مداخل هذه المباني برجال أمن إضافيين يحمل بعضهم آلات للكشف بالصدى.

    وذكرت مصادر أمنية أن تعليمات صدرت، عقب حادث التفجير الإرهابي الذي وقع بحي سيدي مومن، وجددت تأكيد ضرورة التحقق، بشكل دقيق، من هوية كل من يلج مقرات الأمن للحصول على وثائق إدارية، أو قضاء أي مصلحة، كما شددت على منع أي سيارة من الوقوف بمحيط هذه المباني.

    وكانت مصادر أمنية جد مطلعة قد كشفت أن خلية الإنتحاريين، الذين فجر أحدهم نفسه في مقهى للإنترنت، خططت لفعل إجرامي كبير يستهدف خمسة مواقع داخل الدار البيضاء.

    وأفادت المصادر ذاتها أن الدوائر الأمنية ومصالح الدرك الملكي كانت على رأس المواقع المستهدفة، في عملية إعتبرت أنها قد تكون شبيهة، من حيث التخطيط، للإعتداءات التي هزت مبان رسمية ومراكز للشرطة بولايتي تيزي وزو وبومرداس في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية.

    وذكرت المصادر ذاتها أن الإعداد لهذا المشروع الإجرامي بدأ منذ تشرين الثاني (نوفبر) الماضي، مشيرة إلى أن عملية البحث ما زالت متواصلة على الصعيد الوطني بهدف إعتقال ستة يشتبه في علاقتهم بالحادث الإرهابي.

    وتشير التقديرات الحالية لأجهزة الأمن في دول المغرب العربي وسلطات مكافحة الإرهاب الأوروبية، خاصة الفرنسية منها، إلى أن عدد المنتسبين للجماعات المسلحة في شمال إفريقيا، يتراوح بين 3 إلى 4 آلاف عنصر على شكل خلايا إرهابية مشكلة من جنسيات جزائرية، ومغربية، وليبية، وتونسية، وموريتانية، وجنسيات إفريقية من مالي، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد، إضافة إلى عدد غير محدد من جنسيات يمنية، ومصرية، وأفغانية موزعة عبر خلايا صغيرة أو تجمعات كبيرة على مساحة 5.5 ملايين كيلومتر مربع أغلبها في الصحراء الكبرى.

    وأبرزت أن أغلب سلاح المقاتلين الإسلاميين الوحيد هو العنف الذي بدأ يصدّر تدريجيًا إلى بقية الحركات السلفية في تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا، فضلاً عن شكوك باستقطاب عناصر لها في أوروبا موجودة كخلايا نائمة، وفقًا لما أعلنته مصالح الأمن الفرنسية والإستخبارات الأميركية، لا سيما مع تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، مؤخرًا، وبشكل رسمي، من جماعة محلية تنشط في إطار حدود مرسومة إلى منظمة إقليمية يتوزع نشاطها في 5 دول عربية مغاربية، إلى جانب دول جنوب الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي، وإطلاق تسمية تعبر عن استراتيجيتها الجديدة وهي quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.

    وتتحدث التقارير عن وجود ما لا يقل عن 300 إلى 500 متشدد في المغرب ينتمون، بشكل أو بآخر، إلى تنظيمات متطرفة، ومتأثرين بمن سبقهم من عناصر تخرجوا من مدارسطالبان ومعسكراتها في أفغانستان.