فالح الحمراني من موسكو-وكالات: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم عدم وجود أي مجابهة مع الولايات المتحدة لكنه إنتقد في الوقت نفسه سعي واشنطن لنشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية. وقال لافروف في مقال نشرته صحيفة (موسكوفسيه نوفوستي) في عددها اليوم، إن العلاقات الروسية الأميركية لا تعيش حالة مجابهة وإن الحديث لا يدور حول حرب باردة جديدة.

وانتقد لافروف لجوء واشنطن إلى نشر منظومة الدفاع الصاروخي قرب الحدود الروسية في أوروبا قائلاً إن الولايات المتحدة تتذرع بالخطر الإيراني من أجل نشر هذه المنظومة قرب حدودنا، معتبرًا أن هذا يشكل خطرًا على الأمن القومي الروسي. وإعترض لافروف كذلك على ما وصفه بـ quot;ألاعيب الإستراتيجية في أوروباquot;، محذرًا من أن هذا المنحى يخلق مقدمات لحدوث مجابهة ويقسم أوروبا إلى حلفاء وخصوم.

وأعرب عن اعتقاده بوجود بدائل جماعية عن نشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا بما في ذلك بلورة منظومة دفاع جوي بمشاركة روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) تراعي المصالح الأمنية لجميع الأطراف. وأضاف أن ما يثير الحذر يكمن كذلك في أن البنى الموروثة من الماضي مثل حلف الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها تعيد إستراتيجية الأحلاف إلى الواقع السياسي، محذرًا من أن هذا السلوك يخلق ما اعتبره quot;مقدمات لتقسيم أوروباquot;.

ودعا لافروف كذلك إلى صياغة نموذج للتعاون المشترك في القضايا العالمية قائلاً إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهير في ميونيخ الشهر الماضي شكل دعوة إلى حوار شفاف وصريح ومسؤول حول كافة المسائل الدولية.

روسيا للعثور على حل مقبول لمشكلة كوسوفا

في سياق آخر،أكدت روسيا أهمية مواصلة المباحثات والجهود الدبلوماسية الرامية لإيجاد حل وسط لمشكلة كوسوفا. وكانت روسيا قد أبدت تحفاظاتها على المشاريع المدعومة من الغرب للتسوية في كوسوفو وهددت باستخدام حق الفيتو في حال طرح المشروع على مجلس الامن الدولي.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية في ضوء لقاء نائب وزير الخارجية الروسية فلاديميلا تيتوف مع رئيسة مركز التنسيق التابع لحكومة صربيا الخاص بكوسوفو ساندا راشكوفيتش ايفيتش، إلى ضرورة تنفيذ بريشتينا معايير المجتمع الدولية لكوسوفا، بشأن الأقليات القومية وخلق الظروف لعودة اللاجئين والنازحين عن ديارهم.

ووفقًا للمصادر الخارجية الروسية فقد جرى خلال اللقاء النظرفي الأبعاد الملحة لتسوية قضية مشكلة كوسوفو، بما في ذلك في إطار الأفكار التي طرحها الممثل الخاص لأمين عام منظمة الأمم المتحدة مارتي اهيساري.

وأعلنت راشموفيس ايفتش عن رفض بلغراد الخيار الذي يقوض سيادة ووحدة أراضي صيربيا الذي يتعارض والقاوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التابع لها، كما جاء في بلاغ وزارة الخارجية الروسية.