أسامة مهدي من لندن : بينما رفض الرئيس العراقي زعيم الإتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني تأجيل الإستفتاء على مصير كركوك، كما تطالب قوى تركمانية وعربية أكد رئيس إقليم كردستان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إستعداد قوات البيشمركة للتوجه إلى جنوب ووسط العراق للمساهمة بفرض الأمين... في وقت أعلنت القوات الأميركية إعتقال قائد مليشيا quot;فدائيي صدامquot; التي كان يقودها عدي نجل الرئيس السابق صدام حسين.

وقال الرئيس طالباني في مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني عقب مباحثات أجرياها اليوم في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) اليوم أنه يجب التأكيد على ضرورة تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الدائم حول قضية مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط في موعده المحدد نهاية العام 2007، شدد بالقول على أنه لا يمكن تأجيل الإستفتاء في كركوك بأي شكل من الأشكال مشيرًا إلى أن التأجيل لن تكون في مصلحة أي جهة. أوضح طالباني أنه بحث مع بارزاني تطورات الأوضاع في العراق وإقليم كردستان، كما نقل عنه المكتب الإعلامي لحزبه .

وحول محاولة إغتيال نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي اليوم، قال طالباني في بيان اليوم إن الايادي الشريرة إرتكبت جريمة بشعة باستهدافها الزوبعي الذي أصيب اليوم إثر عمل إجرامي يرمي مدبروه إلى عرقلة الجهود التي يبذلها وزملاؤه في حكومة الوحدة الوطنية لتنفيذ خطة فرض القانون الهادفة إلى توفير الأمن والإستقرار والخدمات لأبناء شعبنا كافة.

ودان بشدة هذه الجريمة النكراء... مؤكدًا أن الجناة لا بد أن يطالهم القصاص العادل، ونرى أن هذه الجريمة دليل آخر على أن الزمر الساعية إلى عرقلة جهود المصالحة الوطنية وإثارة الفتنة والإحتراب إنما تستهدف كل دعاة وحدة الكلمة أيًا كان إنتماؤهم الديني أو المذهبي أو القومي أو الحزبي. وقال إن هذه الزمر لم تتورع عن إستخدام أكثر الأساليب دناءة لتحقيق مآربها فقامت بقتل المصلين وفجرت شاحنات الكلور واعتدت على مواكب الزائرين، وها هي اليوم تمتد لتتطاول على حياة الدكتور الزوبعي الذي لا يدخر وسعًا من أجل ترسيخ قيم التآلف والتآزر والتصدي لمشعلي الفتن والحزازات.

وأضاف أن أقوى رد على هذه الزمر الظلامية يتمثل في المزيد من رص الصفوف وتوحيد الكلمة والمضي قدمًا في تنفيذ الخطة الأمنية وجهود المصالحة الوطنية، متمنيًا للزوبعي الشفاء العاجل، والعودة إلى موقفه المتقدم في الكفاح من أجل عراق الأخوة والمحبة والعدل.

وخلال المؤتمر الصحافي نفسه عبر بارزاني عن سروره بتحسن صحة الرئيس طالباني من الوعكة الصحية التي أصابته مؤخرًا وأشار إلى أنه إطلع الرئيس على نتائج زيارتيه الرسميتين الأخيرتين للمملكة العربية السعودية والأردن.

وفي ما يتعلق بتغيير السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليلزاد أكد بأن إستبدال السفير الأميركي وعودته إلى بلاده لن يغير من السياسة الأميركية تجاه العراق مشيرًا إلى أن السياسية الأميركية تجاه العراق واضحة.

وحول إرسال قوات البيشمركة الكردية إلى وسط وجنوب العراق أوضح بارزاني بأن هذه القوات مستعدة للتوجه إلى المناطق الساخنة وسط وجنوب العراق وبسط الأمن والإستقرار فيها، بشرط أن تكون ذلك بالتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية. يذكر أن حوالى 1800 عسكري من أفراد البيشمركة كانوا قد وصلوا إلى بغداد منتصف الشهر الحالي للمساهمة في خطة أمن بغداد المنفذة حاليًا في العاصمة. ويبلغ عدد عناصر قوات البيشمركة التابعين للحزبين الكرديين الرئيسيين حوالى 80 ألف فرد. وعادة ما يؤكد بارزاني أن الأكراد ليسوا طرفًا في النزاع السني الشيعي الذي يشهده العراق لكنه يوضحإمكانية أن يكونوا عنصر تهدئة ووئام بين الطائفتين.

ووصف بارزاني عدم تنفيذ المادة 140 بالكارثة على العراق بأسره، محذرًا من عرقلة الإستفتاء حول مصير كركوك وقال: quot;لن نسمح بتمرير أجندة تركيا في المدينةquot;. وعرض بارزاني إدارة مشتركة لمدينة كركوك مع التركمان والعرب والمسيحيين مؤكدًا إستعداده لتأسيس هذه الإدارة بعد التطبيع ولكن دون التنازل عنها، لأن ليس هناك كردي يستطيع التنازل عن هذه المدينة.

في غضون ذلك حذر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني من نفاد صبر الأكراد، حيال مسألة كركوك مطالبًا بتطبيق الإستفتاء حول مستقبلها.
وأعرب عن إمتعاضه من توسع التركمان في فتح المدارس لتدريس أبنائهم المواد باللغة التركية، محذرًا من أن شعبنا ملتزم تجاه العراق لكن صبرنا بدأ ينفد وكمسؤولين نواجه صعوبات في أن نشرح لشعبنا لماذا لا تتم تلبية طلباتنا.

ويبلغ عدد سكان كركوك حوالى مليون نسمة وهم خليط من التركمان والأكراد والعرب مع أقلية كلدانية وآشورية وقد توترت الأجواء أخيرًا بين تركيا وإقليم كردستان بسبب معارضة أنقرة عملية الضم.

وكان ممثلون عن تركمان العراق قد أبلغوا الأمين العام للأمم المتحدة quot;بان كي مونquot; رفضهم لضم مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط إلى إقليم كردستان الذي يحكمه الأكراد وطالبوه بالعمل على جعل المدينة إقليمًا مستقلاً لوحدة كما أشاروا إلى ضرورة تأجيل الإستفتاء على مصير المدينة موضحين إن المدة الأزمة التي تنتهي بنهاية العام الحالي غير كافية لتسوية الأوضاع المعقدة فيها .

وجاءت مطالبة التركمان خلال إجتماع عقده مع مون في بغداد عضو مجلس النواب عن الإئتلاف الشيعي الموحد الأمين العام للإتحاد الإسلامي التركماني عباس البياتي والأمين العام لحزب القرار التركماني فاروق عبد الله، حيث تمت مناقشة أوضاع التركمان في العراق مشيرين إلى أن تغييرًا قد حصل في أوضاعهم بعد سقوط النظام ولكنهمحتى الآن لم يضطلعوا بدورهم كقومية ثالثة quot;بعد العربية والكرديةquot; في إطار المعادلة السياسية الجديدة التي ظهرت في البلاد .

وشدد السياسيان التركمانيان بحسب بيان أرسلت نسخة منه إلىإيلاف اليوم، خلال الإجتماع مع مون الذي عقد الليلة الماضية على ضرورة البحث عن حل عادل لمشكلة كركوك يحظى برضى جميع الأطراف المعنية، وتمنوا على الأمم المتحدة أن تساعد في البحث عن هذا الحل المنشود وتقديم الإستشارة المناسبة بهذا الصدد. وأكدا أن المدة الزمنية المحددة لحل هذه المشكلة الحساسة والمعقدة بمراحلها المختلفة قصيرة وغير كافية بملاحظة الظروف الأمنية التي يمر بها البلاد والحاجة إلى الشفافية في تطبيق الآليات والخطوات. معروف أن المادة 140 من الدستور العراقي الجديد تنص على تطبيع الأوضاع في كركوك وإجراء إحصاء للسكان فيها منتصف العام الحالي ثم إستفتاء على مصيرها بنهاية العام بين إلحاقها بإقليم كردستان الذي يحكمه الأكراد أو إبقائها مدينة مستقلة كما يريد التركمان والعرب فيها .
وأبلغ البياتي وعبد الله الأمين العام للأمم المتحدة إن الحل الأمثل لمشكلة كركوك هو في جعلها إقليمًا لوحدها، وطالبًا بفتح مكتب للأمم المتحدة في كركوك ليتابع عن قرب الأوضاع في هذه المدينة .

إعتقال قائد مليشيا فدائيي صدام

أعلن الجيش الأميركي اليوم الجمعة أن قواته إعتقلت القائد السابق لما كان يعرف بفدائيي صدام خلال عملية دهم في الموصل التي تبعد 375 كلم شمال بغداد موضحًا أن الشخص المعني مسؤول حاليًا عن تدريب مسلحين في سوريا والعراق.

وأوضح بيان للجيش الأميركي أن قوات التحالف إعتقلت قائد فدائيي صدام السابق خلال عملية دهم منزل في الموصل فجر أمس الخميس. وأضاف أن المعتقل الذي لم يكشف عن اسمه مسؤول حاليًا عن معسكر تدريب للمقاتلين الأجانب في العراق وسوريا.

يذكر أن تنظيم فدائيي صدام كان إحدى الميليشيات التابعة لحزب البعث العربي الإشتراكي المنحل دون أن تكون ملحقة بالجيش العراقي. وقد أنشأ عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي السابق صدام حسين هذا التنظيم عام 1995، وكان عدد أنصاره آنذاك يتراوح من عشرة آلاف إلى 15 ألف عنصر مسلح . وكانت قيادته تتلقى الأوامر من القصر الجمهوري ولم تكن بحوزتهم أسلحة ثقيلة وما كان يميزهم هو ولائهم المطلق لصدام حسين.