أسامة مهدي من لندن : طالب نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي شيعة العراق وسنته بإستبدال العنف والتباغض بينهم إلى التسامح والتعاون وتفعيل المصالحة الوطنية وإعلان عفو عام عن المعتقلين من غير مرتكبي الجرائم... بينما دعا المرجع الشيعي العراقي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني إلى إعادة المزيد من المساجد السنية التي استولت عليها مجموعات مسلحة إلى أصحابها، كما إطلع من قبل احمد الجلبي رئيس الهيئة العليا لإجتثاث البعث على قانون بديل للإجتثاث سمي quot;المساءلة والمصالحة quot; .
وقال الهاشمي وهو رئيس الحزب الإسلامي السني في خطاب متلفز بمناسبة العيد النبوي اليوم إن الإرهابيين قد أوغلوا ومن دون رحمة في قتل العراقيين وترهيبهم حتى طفح الكيل وإستوجب المواجهة. وقال إن العراقيين يمرون حاليًا بأوقات عصيبة نتيجة موروثات داخلية مؤلمة وتداخلات إقليمية أنتجت محنًا مؤلمة . وأشار إلى أنه سقط نتيجة ذلك مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين وهاجر الملايين من أصحاب الكفاءات والقدرات التي تحتاجها البلاد .
ودعا الشيعة والسنة إلى مراجعة للنفس لأنهم مستهدفون معًا وإعادة التعايش التاريخي السابق بينهم وإستبدال ثقافة العنف والإرهاب بثقافة التسامح والأخوة والتعاون. وقال إن وقف شلالات الدم تتطلب مشاركة سياسية حقيقية في إدارة الدولة وتعديل الدستور وتأهيل القوات المسلحة وإيقاف الهدر العام للمال وتحقيق إستقلال القضاء وإقامة دولة المؤسسات. ووجه نداء للقوات المسلحة بحفظ أرواح المواطنين وأغراضهم وأموالهم، وناشد المواطنين المتضررين بدورهم بتغيير موقفهم منها والتعاون معها .
وأكد أن العراق لن يتخلى عن العوائل المهجرة إلى الخارج ولن يسمح بإعتبار أفرادها لاجئين، وحرم العراق من كفاءاتهم، وإنما سيكونون مهاجرين حيث سيبذل العراق جهوده لمنع تدويل قضيتهم. وشدد على ضرورة تسوية قضايا المعتقلين من أجل إطلاق سراحهم وإيفاء الحكومة بتعهداتها من خلال إعلان عفو عام يعيد الشباب إلى عوائلهم ويتيح لهم بدء حياتهم الطبيعية .
وناشد الشيعة والسنة في العراق إلى عدم السماح للخلافات المذهبية بينهم بأن تفرقهم وتقودهم إلى إحتراب داخلي مرير مشددًا على ضرورة العودة إلى التسامح وعدم سكوت السنة على الإرهاب وقيام الشيعة بحماية السنة من مليشيات الإرهاب .
الجلبي يعرض على مراجع الشيعة الكبار القانون البديل لإجتثاث البعث
إلى ذلك، قال رئيس المؤتمر الوطني العراقي نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي في مؤتمر صحافي عقب إجتماعه مع السيستاني في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم، إن المرجع دعا إلى إعادة بقية مساجد السنة التي تم الإستيلاء عليها إلى أصحابها. وأشار إلى أنه أطلع المرجععلى التطورات السياسية الراهنة في البلاد، كما بحثها معه.
وأضاف الجلبي وهو رئيس لجنة إجتثاث البعث أنه إلتقى اليوم الأحد والمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في منزله في المدينة القديمة في النجف، وأطلعه على مشروع قانون (المساءلة والعدالة) الذي أعد كبديل لقانون إجتثاث البعث. وأشار خلال المؤتمر الصحافي الذي نقلته فضائية العراقية: quot;أطلعت المرجع الأعلى على مشروع قانون (المساءلة والعدالة) المقدم من قبل رئاستي الجمهورية والوزراء كبديل لقانون إجتثاث البعثquot;. وقال إن السيد السيستاني يتابع الأمور... ومن جملتها هذا الأمر، مشيرًا إلى أن هذا المشروع ليس هو النهائي... وتوجد مشاريع أخرىquot;.
وحول زيارته إلى النجف اليوم، قال الجلبي: quot;تشرفت بزيارة السيد السيستاني وإستمعت إلى توجيهاته وإرشاداته وقد تم بحث القضايا التي تحيط بالعراق بشكل مستفيضquot;.
وفيما يتعلق بخطة quot;فرض القانونquot;، التي يعتبر الجلبي رئيسًا للجنة الحشد الشعبي فيها قال: quot;يجب أن نقول إن العراقيين في بغداد نبذوا العنف ويسعون إلى الإستجابة لخطة فرض القانون وتوحيد بوادر مهمة وعدم الإستسلام للفعل ورد الفعلquot;. وأضاف: quot;هناك تقدم مهم في كثير من مناطق بغداد ومنها إعادة المساجد في مناطق متفرقة من العاصمة وهو ما باركه آية الله السيستاني وسنعمل على تسليم المزيد منها وكذلك مشروع المصالحة الوطنيةquot;. وأكد أن السيستانييهتم بجميع العراقيين لإحلال السلام والتقدم في العراق.
وقام الجلبي بزيارة مماثلة لمكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ومكاتب مراجع الدين البقية آية الله العظمى الشيح محمد اسحق الفياض وآية الله العظمى الشيخ بشير النجفي.
التعليقات