محمد الخامري من صنعاء : في عملية رصد هي الأولى من نوعها في الإطار الاستخباراتي العالمي ، وصفت هيئة الاستخبارات الفرنسية العامة المدارس الإسلامية في اليمن ومنها المدرسة السلفية التي أسسها الشيخ مقبل هادي الوادعي العام 1979م - 1399هـ بمنطقة دمّاج التي تبعد عن مدينة صعده 7 كلم والمعروفة بدار دماج للحديث والعلوم الشرعية بأنها مراكز للتيار الإسلامي المتشدد.

ووفقاً لصحيفة quot;لوفيجارو الفرنسيةquot; فقد أعربت الاستخبارات المركزية في فرنسا عن قلقها من عودة بعض الشباب إلى الجهاد بعدما قُتل طالبان مسلمان quot;بريطاني وفرنسي من أصل جزائريquot; في هجوم شنّه عددٌ من المسلّحين الشيعة quot;أتباع الحوثيquot; على المدرسة المذكورة quot;دار دمّاج للحديثquot; مشيرة إلى أن الاستخبارات الفرنسية وجهت قبيل حادثة مقتل الطالب الفرنسي quot;باتريك فرنكور رافوافيquot; بعدة أيام ، وجهت رسالة إلى إدارة المدرسة السلفية بعنوان quot;دار الحديث .. معهد ديني للتعصب الإسلاميquot;.

وتنوه تلك الرسالة quot;الاستخباريةquot; والمؤلفة من تسع صفحات إلى أنّ اليمن quot;جهة يختارها الشباب القادم من أوروبا ولاسيما فرنسا ، ويعيش هؤلاء الشباب الذين انقطعوا عن كافة التأثير الخارجي وسط أجواء متحفظة تسودها قوانين دينية أكثر تشددًا ، مشيرة إلى 13 بؤرة quot;مدرسةquot; تمثّل هذه المعاهد ومن بينهم دار الحديث الذي وصفته بأنه quot;يعتبر مركزًا إسلاميًا متشددًا يمكن من خلاله بسهولة عودة شبكات جهادية مكونة من شباب أوروبي انقطعوا عن دول المنشأ ، مشيرة إلى اثنين من الفرنسيين الذين لقيا مصرعهما في العراق والذين قالت أنهما قد تخرّجا من نفس المعهد الذي كان يتعلم به quot;باتريك فرنكور رافوافيquot; والذي يضم حوالي خمسة آلاف طالب من بينهم ألف طالب أجنبي.

وكان أتباع الحوثي قاموا مساء الأحد الماضي بهجوم مباغت على معهد دمّاج للعلوم الشرعية أسفر عن مقتل ثلاثة طلاب quot;يمني وفرنسي وبريطانيquot; وجرح عدد آخر من الطلاب اليمنيين بينهم جزائري وليبي كانوا ضمن طلاب المعهد.

وأضافت المصادر أن هذا هو الهجوم الثاني لأتباع الحوثي على معهد دمّاج السلفي الذي يرأسه الشيخ يحيى بن علي الحجوري خليفة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، والذي يعد اكبر معقل للسلفيين باليمن منذ تأسيسه على يد الشيخ الوادعي رحمه الله قبل أكثر من عقدين من الزمن ، حيث تعرض لهجوم مماثل يوم الأربعاء الماضي لكن طلاب المعهد تمكنوا من صده والدفاع عن المعهد وطلابه الذين قيل أنهم من أكثر من 50 جنسية مختلفة.

وأوضحت المصادر أن الحادث وقع عندما مرت دورية من أتباع الحوثي بجوار المعهد وقاموا بالتحرش بحراسة المعهد الذين كانوا مسلحين أيضاً ولكن الحوثيين باغتوهم بقصف عنيف على واجهة احد عنابر السكن في المعهد.

وكانت السلطات اليمنية رحلت مطلع أيلول quot;سبتمبرquot; العام 2005م ما يزيد عن ثمانين طالباً يحملون جنسيات أجنبية مختلفة من الدارسين في معهد دمّاج السلفي المعروف بدار الحديث والذي تأسس العام (1399هـ) تقريبًا على يد الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى بعد أن أفرجت عنه السلطات السعودية بعد ثلاثة أشهر قضاها في السجن بتهمة الاشتراك فيما عُرف حينها بفتنة جهيمان العتيبي الذي استولى على الحرم المكي عام 1979م، وأعلن ظهور المهدي المنتظر.

وكانت السلطات السعودية تتهم حينها الشيخ الوادعي بأنه وراء كتابة بيانات جهيمان، بحجة أن جهيمان كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وهذا ما نفاه الشيخ الوادعي فأطلقوا سراحه.ويقع المعهد في مديرية الصفراء بقرية دمّاج التي تبعد عن مدينة صعدة (7) كيلو متر قدر نصف ساعة بالسيارة ، وقد تخرج من هذا المعهد مراكز كثيرة للسلفيين في اليمن وخارجه.