الياس توما من براغ: تبدأ بولندا اليوم أول محادثات لها مع الولايات المتحدة، بخصوص طلب وضع قاعدة مضادة للصواريخ في أراضيها تكون جزءًا من الدرع الصاروخي الذي تريد الولايات المتحدة إقامته في وسط أوروبا، بشكل مستقل عن أي نظام صاروخي مضاد لحلف الناتو.

وتقول وكالة الأنباء البولندية إن مدير وكالة الدفاع الصاروخية الأميركي الجنرال هنري اوبيرينغ سيجري محادثات اليوم في وارسو مع عدة وزراء وخبراء عسكريين ونواب من المعارضة والإئتلاف الحاكم، وسيشرح لهم نظام عمل الدرع الصاروخي الأميركي الذي يستهدف التصدي للصواريخ البالستية التي يمكن أن تطلق من الشرق الأوسط وتحديدًا من إيران مستقبلاً على أوروبا أو الولايات المتحدة حسب مزاعم الطرف الأميركي.

وتأتي زيارة المسؤول العسكري الأميركي إلى وارسو قبل إعلان الحكومة البولندية رسميًا موقفها من طلب واشنطن منها وضع القاعدة غير أن العديد من مواقف المسؤولين في حكومة ياروسلاف كاتشينسكي تشير إلى أن الطرف البولندي سيوافق بعد إقرانه ذلك بشروط لم يتم تحديدها بعد بشكل دقيق بإستثناء القول إنها يمكن أن تتعلق بمجال تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية لوارسو .

وسيقوم الجنرال الأميركي في الأيام القليلة المقبلة بزيارة مماثلة إلى تشيكيا يعرض فيها أيضًا التصورات الأميركية حول الأمر قبل إنطلاق المحادثات الأميركية ــ التشيكية بشكل رسمي في العاشر من أيار (مايو) المقبل.

ولا تحظى مسألة وضع القاعدة والرادار في بولندا وتشكيا بموافقة سكان البلدين حسب العديد من إستطلاعات الرأي، غير أن قيادات البلدين تبدي رغبة واضحة في الإستجابة للطلب الأميركي بإعتبار أن ذلك حسب تصوراتها يمكن أن يعزز العلاقات بينها وبين واشنطن، ويضفي عليها نوعًا من الخصوصية، كما أن ذلك حسب ما يقول مسؤولوها سيعزز أمنها والأمن الأوروبي.

وكان الجنرال الأميركي، قد أعلن قبل أيام قليلة في حديث لصحيفة ملادا فرونا التشيكية أن تكاليف بناء القاعدة الصاروخية الأميركية في بولونيا والقاعدة الرادارية في تشيكيا مع نفقات تجهيزاتها ستكلف الولايات المتحدة مبلغًا قدره 5و3 مليار دولار منها مليار دولار ستصرف على أعمال البناء للقاعدتين.

وأكد بأنه في حال عدم توصل المحادثات مع الحكومتين البولندية والتشيكية إلى إتفاق فإن الولايات المتحدة تمتلك خطة بديلة تتضمن مناطق أخرى تم إختيارها غير أنها ليست بالمثالية كالأراضي البولندية والتشيكية. وشدد على أن هدف الدرع الصاروخي الأميركي سيكون بالدرجة الأولى الدفاع عن الولايات المتحدة وأوروبا من التهديدات الإيرانية.

واتهم طهران بأنها تعمل على بناء ترسانة من الصواريخ البالستية مؤكدًا أنه لن يفاجئ في حال نجاح إيران خلال عام أو عامين في تجريب صواريخ بالستية بعد أن جربت في تشرين الثاني الماضي صواريخ متوسطة وقصيرة المدى.

وردًا على سؤال أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الإيرانيين سيهاجمون الغرب، أجاب أن التهديد يتألف من شقين الأول المقدرة والثاني النوايا وبالتالي يتوجب الأخذ بإعتبار الطريقة التي يحاول فيها الإيرانيون تجنب الحديث عن برنامجهم النووي، ويحاولون التستر عليه أمام العالم، كما أن المسؤولين في إيران عبروا بكلمات هجومية جدًا عن الولايات المتحدة وإسرائيل.

واعترف أن الصواريخ الإيرانية في الوقت الحاضر لا يمكن لها الوصول إلى الغرب إلا بشكل جزئي، وأنها لا تهدد الولايات المتحدة الآن، وإنما فقط بعض دول الناتو غير أنه توقع أن يتمكن الإيرانيون من وضع أوروبا تحت مرماهم خلال وقت قريب، وأضاف أن أغلب الخبراء يعتقدون أن إيران ستتمكن من إنتاج صواريخ بالستية في وقت أقصاه عام 2015 وأنه يمكن لهذه الصواريخ أن تطال أي دولة في الغرب ومنها الولايات المتحدة ولذلك رأى أن من الضروري بإمكان أن تكون الولايات المتحدة جاهزة لهذا التطور.