فالح الحمــراني من موسكو: حذر رئيس هيئة الأركان الروسية وأحد صانعي القرار العسكري في موسكو، الفريق يوري بالويفسكي من أن نشر عناصر نظام الدفاع المضـاد للصـواريخ الأميركية في أوروبا سيمهد لبدء جولة جديدة من سباق سلاح منفلت.
وقال بايلوفسكي الذي ترأس أيضًا لفترة طويلة مجموعة المفاوضين الروس بمباحثات تقليص الأسلحة مع أميركا، في حديث صحافي نشر اليوم، إنه يعتقد بأن نشر مكونات النظام الدفاعي الأميركي في أوروبا سيكون بداية لجولة جديدة من سباق التسلح. وفسر ظهور الصواريخ والردات المضادة للصواريخ ثانية في أوروبا إلى مضي الولايات المتحدة الأميركية بشكل منهجي ومن جانب واحد تدمير آلالية الدولية في مجال نزع السلاح والرقابة على التسلح، التي جرى تأسيسها على مدى سنوات طويلة في فترة المواجهة الحادة إبان الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين.
وعلى حد تقدير الجنرال الروسي فإن ما يجري الآن لا يعدو غير تهشيم الأنظمة العالميـة للرقابة على التسلح، مشيرًا بذلك الى انسحاب اميركا من معاهدة نظام الدفاع المضـاد للصواريخ، والى أن العقيدة الأميركية الجديدة خفضت من سقف إستخدام الأسلحة النووية وجعلت منها وسيلة ردع سياسية.
وفي إشارة إلى اميركا اعرب بايلوفسكي عن القلق من تنامي خطر ظهور واستخدام الذخيرة النووية ذات الطاقة المحدودة والصواريخ الباليستية العابرة للقارات المزودة برؤوس غير نووية. منوها بوجود خطر فعلي من نشر الاسلحة في الفضاء الكوني وتقويض تام لمعاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ومن صنع أسلحة جديدة.
وفي معرض تعليقه على المباحثات التي تجريها أميركا مع تشيكيا وبولندا بشأن نشر مكونات الصواريخ المضادة للصواريخ في البلدين، أعرب بالويلوفسكي عن أسفه لإرسال اميركا مع كل يوم، المزيد والمزيد من الخبراء للمنطقة لتحديد الأماكن والأزمنة لتنشر فيها في المستقبل المنشآت هناك.