ساعات تجمعهما في مدينة تبوك
الملك عبد الله يلتقي تشيني اليوم
الرياض : عندما يلتقي ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي مع العاهل السعودي الملك عبد الله في مدينة تبوك في صحراء المملكة اليوم السبت سيقوّمان ما إذا كانت سياسة الولايات المتحدة تساعد أم تعرقل الاستقرار في المنطقة.وتأتي زيارة تشيني في أعقاب مؤتمر عقد الأسبوع الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري حيث بدأت واشنطن خطوات اولية لإجراء محادثات مع سوريا وايران.ويقول دبلوماسيون إن توقف تشيني لعدة ساعات فقط في بلدة نائية شمال السعودية لمقابلة الملك عبد الله تظهر رغبة في إنعاش العلاقات التي بدأت تفتر مؤخرا.وقال أحد الدبلوماسيين quot;هذا يحمل قدرا من الاطراء السياسي. يتمتع تشيني بثقل سياسي كممثل شخصي للرئيس (جورج) بوش تفتقر إليه (وزيرة الخارجية كوندوليزا) رايس.quot;وأضاف quot;إنه يتحمل جهدا ليقطع كل هذا الطريق ليتحدث بشأن السياسة الأميركية في المنطقة.. والسعوديون يثنون على ذلك.quot;واضاف quot;الامر الذي سيرغب السعوديون في معرفته هو مدى جدية تفكير الولايات المتحدة في الخيار العسكري ضد إيران.quot;
ويقول محللون ان التوتر تسلل على مدى الاشهر الستة الماضية الى علاقة كانت حجر اساس للنفوذ السياسي والاقتصادي الاميركي في منطقة الخليج العربية التي تتطلع الى واشنطن من أجل الدعم العسكري.
ويقول دبلوماسيون في الرياض إن الملك عبد الله عبر خلال زيارة تشيني للمنطقة في تشرين الثاني / نوفمبر عن غضبه إزاء مصير السنة في القتال الطائفي في العراق وازاء برنامج طهران النووي أيضا.
وقال تشيني ان ايران - التي وصفها بأنها مصدر قلق رئيس للبلدان العربية السنية - ستتصدر محادثاته مع الزعماء العرب.وقال تشيني لقناة فوكس نيوز التلفزيونية يوم الخميس quot;(الايرانيون) بكل وضوح مصدر قلق رئيس ليس فقط للولايات المتحدة وانما أيضا لمعظم أصدقائنا في المنطقة الذين يساورهم القلق عندما يرون حكومة ايرانية تعمل في ما يبدو بطريقة تنطوي على تهديد... لذلك فايران مصدر قلق واسع.quot;
وتنفي ايران أي نية لديها لتطوير أسلحة نووية غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل هددتا بتحرك عسكري اذا لم تفلح الجهود الرامية إلى وقف نشاطها النووي المدني.كما فتحت الرياض قناتها الدبلوماسية الخاصة مع طهران بل واستقبلت الرئيس محمود أحمدي نجاد رغم أنه شخصية لا تحظى بشعبية في الدوائر السياسية السعودية وكذا في وسائل الاعلام السعودية.
كما وصف الملك عبد الله خلال القمة العربية التي عقدت في اذار / مارس الوجود العسكري الاميركي في العراق بأنه quot;احتلال غير مشروعquot;.وقال عمرو حمزاوي الخبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن quot;بدأ الملك عبد الله يقدم نفسه على أنه زعيم عربي مستقل عن الولايات المتحدة.quot;غير أنه أضاف quot;لا تزال الولايات المتحدة والسعودية متقاربتان على الصعيد الاستراتيجي.quot;
وتوسط الملك عبد الله في التوصل إلى اتفاق بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمدعومة من الولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كانت واشنطن تحاول عزلها لرفضها الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن السلاح.
وفي الوقت الذي تواجه فيه الإدارة الأميركية ضغوطا كبيرة في الداخل لسحب أغلب القوات الأميركية من العراق هذا العام أو خلال عام 2008 تريد السعودية وحليفاها العربيان مصر والأردن أن تضغط واشنطن على الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لابرام اتفاق سياسي جديد مع السنة.كما تريد تلك البلدان إعادة كتابة الدستور العراقي وحل الميليشيات الشيعية وإقرار قانون جديد للنفط وضمان دور أكبر بشكل جوهري للسنة في اقتسام جديد للسلطة.
التعليقات