ابوالغيط: المصالحة في العراق تمثل مفتاحا للأمن
نبيل شرف الدين من القاهرة: في مستهل زيارته إلى القاهرة، وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، وصف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الوضع في العراق بأنه قلق وحرج، معتبرا أن شوطا طويلا لا يزال أمام تحقيق المصالحة الوطنية في العراق ، تكون مبنية على نوايا طيبة وعلى إرادة قوية .

وقال الهاشمي إن هناك تغيرات قد تحدث في العراق في المستقبل القريب، مشيرا إلى إرسال الرئيس الأميركي جورج بوش مساعدة مستشار الأمن القومي الأميركي ميغان أوسيلفن للعراق وهي المسؤولة عن الملف العراقي وتملك خبرة واسعة في هذا الشأن، وأضاف الهاشمي أن الرئيس الأميركي رأى في إرسال أوسيلفن دعماً للدبلوماسية الأميركية في العراق في هذه الظروف الحرجة .

ووصف الهاشمي المصالحة الوطنية في العراق بأنها مشروع طيب وكان ينبغي أن تكون صمام أمان لجميع العراقيين بمختلف توجهاتهم، غير أنها لم تحقق المرجو منها خلال فترة قصيرة من الزمن وما زال هناك شوط طويل لتحقيق مصالحة حقيقية مبنية على نوايا طيبة وإرادة قوية .

قضية المعتقلين

من جانبه أكد عمرو موسى اتفاقه مع نائب الرئيس العراقي في أنه لا يزال هناك شوط طويل أمام المصالحة العراقية والعملية السياسية، وفي سياق رده على سؤال حول الملفات الخاصة بالمعتقلين العراقيين الذين لم تثبت ادانتهم حتى الآن ، ولماذا لا زال الاعتقال انتقائيا ؟. قال الهاشمي إن الاتفاق مع الادارة الأميركية كان على أساس أن مشاركتنا في الحكومة العراقية سوف تعمل على انهاء ملف المعتقلين حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2006 .. وهذا لم يتحقق للاسف الشديد .. فالإدارة الأميركية مترددة في الوفاء بالتزامتها في اخلاء سبيل الأبرياء quot;.

وأعرب الهاشمي عن اعتقاده بأن هناك مشكلة قانونية ربما ترقى إلى مستوى الفضيحة اذا بقي آلاف الابرياء في معتقلات بوكا وكوبر وقرب المطار دون أن يطلق سراحهم على عجل .

ومضى الهاشمي قائلاً إن السفير الأميركي في العراق رايان كروكر قدم له تعهدات خلال لقائه منذ يومين بأن هذا الملف سيحظى باهتمامه شخصيا وأنه معني بإطلاق سراح الأبرياء كجزء من مشروع المصالحة العراقية .

وأضاف quot; المشكلة الأخرى أنه لدينا في مشروع المصالحة فقرة تتعلق بالعفو العام هذه الفقرة عطلت حتى اليوم، ولذلك قلت إن أمامنا شوطا كبيرا لتحقيق مصالحة حقيقية في العراقquot; .

وحول كيفية تفعيل البيانين الختاميين الصادرين عن شرم الشيخ إلى واقع عملي بالتعاون مع الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية ، قال الهاشمي quot;ان العهد الدولي تضمن اشارات طيبة تتعلق بالعراق quot; ، غير أنه رأى أن العهد الدولي بحاجة إلى عهد وطني .

الحوار الأميركي ـ الإيراني

أما في ما يتعلق بالحوار الأميركي الايراني بشأن العراق .. أشار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى أنه سبق وأن قال ان الحوار هو الباب الفاعل لتهدئة الامور وحل المشاكل في العراق وليس الصدام العسكري .

وأضاف quot; نحن نتابع هذا الحوار باهتمام ونرجو أن يتواصل لصالح المنطقة quot; ، غير أنه أكد في الوقت ذاته quot; أن موضوع العراق سواء حاضره أو مستقبله ليس شأنا أميركيا ايرانيا فحسب ، فهناك استحقاقات عربية مهمة .. ونحن الآن نتباحث عربيا في هذا الإطار quot;.

وحول أسباب ضعف الوجود العربي الدبلوماسي في العراق ودور الجامعة العربية في هذا الأمر، قال موسى : quot;إن العمل والاهتمام العربي في العراق لا يقتصر على وجود سفارات في بغداد خصوصا في ظل الظروف الأمنية التي يتحسب منها الجميع، لكنه أشار إلى وجود مكتب تمثيلي للجامعة العربية وقائم بالاعمال وتواصل عربي عن طريق هذا المكتب ، بالإضافة إلى العدد الدبلوماسي الموجود في بعض السفارات العربية .

أما رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف فقد اكتفى بالقول إن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور مع مختلف القوى السياسية في العراق، مؤكدا استعداد مصر لدعم العراق للوصول إلى الاستقرار وأن يكون العراق أحد العناصر الفاعلة في أمته العربية، وقال quot;ان هذا ليس بكثير على شعب عانى لفترة طويلةquot;. وأعرب نظيف عن أمله في أن تكون هذه الزيارة حلقة في سلسلة للوصول بالعراق إلى كل ما نتمناه جميعا.