لندن : حذر مراقبون من أن قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي المخصصة لاقليم دارفور بغرب السودان ليس أمامها فرصة تذكر للنجاح دون التوصل إلى اتفاق سلام قوي وانه قد ينتهي بها الأمر الى أن تتحول الى كبش فداء للعنف المتواصل.وربما تكون الإحتمالات أسوأ بالنسبة لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي المخصصة للصومال حيث لا يرى الدبلوماسيون سلاما يمكن الحفاظ عليه.
ووافق السودان في وقت سابق من الشهر الحالي على نشر قوة حفظ سلام مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي قوامها 20 ألف فرد بدارفور لتحل محل بعثة ضعيفة للاتحاد الافريقي يقول مراقبون انها لم تفعل شيئا يذكر لوقف العنف.وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ايمير جونز باري الذي يشارك في صياغة قرار للامم المتحدة يمنح التفويض للقوات المختلطة يوم الاربعاء انه يتوقع الانتهاء من المسودة هذا الأسبوع وقد تطرح للتصويت عليها الاسبوع المقبل.
وكان جونز باري قد صرح في لندن في وقت سابق بأن القوة المختلطة بخلاف مهمة الاتحاد الافريقي ستتمتع بتفويض قوي يكفي لتوفير الحماية للمدنيين.وقال الاسبوع الماضي quot;ثانيا.. سيكون هناك ما يكفي منها لتغطية البلاد وستتوفر لها المعدات والمرونة للتحرك هنا وهناك بسهولة أكبر بكثير.quot;ويقول خبراء دوليون ان نحو 200 ألف شخص قتلوا كما نزح نحو 2.5 مليون خلال الصراع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. وتصف الولايات المتحدة ما يحدث في دارفور بأنه ابادة جماعية وينفي السودان ذلك ويقول ان 9000 شخص فقط قتلوا بسبب الصراع.
ولم يوقع سوى فصيل واحد فقط من فصائل المتمردين بدرافور على اتفاق سلام مع الحكومة تم التوصل اليه قبل نحو عام ويقول موظفو المساعدات ان العنف يتصاعد مجددا وتتزايد معه صعوبة تحديد المسؤول عنه. ويتهم المتمردون وأغلبهم رجال قبائل غير عربية الأصل الحكومة السودانية بتجاهل مناطقهم.وقال مارك مالوك براون الوكيل السابق للامين العام للامم المتحدة quot; هناك هذا التركيز على دخول قوات حفظ سلام لكن ما نحتاجه حقا هو اتفاق سلام لائق...بدونه.. سيكون الامر في غاية الصعوبة.quot;
وسينتشر جنود حفظ السلام وعددهم 20 ألفا في منطقة شاسعة تقارب في مساحتها مساحة فرنسا.وعلى شاكلة المهمة العسكرية للامم المتحدة في جمهورية الكونجو الديمقراطية وهي بلد اخر شاسع يموج بالعنف يحذر محللون من أنه ستكون هناك مناطق تغيب عنها قوات حفظ السلام الى حد كبير ولن يتمتع فيها المدنيون بالحماية بشكل ملائم.وقال فرانسوا جرينيون مدير مشروع أفريقيا التابع للمجموعة الدولية لمعالجة الازمات وهي منظمة بحثية quot;اذا نشرت القوة المختلطة دون التوصل الى اتفاق بين الاطراف فلن تكون قادرة على وقف القتال وستصبح كبش فداء للهجمات على المدنيين.quot;وأضاف أن فرص التدخل الناجح ضئيلة في مواجهة المعارضة من جانب المتمردين ومن جانب الخرطوم التي تواجه اتهامات بدعم ميليشيا شنت حملة من الاغتصاب والقتل.
وتابع أن قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة عندما واجهت متمردين يفتقرون الى التدريب الجيد في سيراليون تمكنت الى حد كبير من وقف الحرب الاهلية غير أن الوضع في دارفور أكثر تعقيدا حيث ستنتشر القوات على مساحة أكبر بكثير كما أن القتال الجاد من جانب قوات الامم المتحدة ليس خيارا.غير أن الارجاء المتوقع لنشر القوات المختلطة قد يكون أمرا جيدا. وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة يوم الاربعاء ان ذلك قد يستغرق ستة أشهر.
وقال جرينيون quot;يمكن الاستفادة من هذه الفترة لتوفير التدابير الضرورية للعودة الى طاولة المفاوضات...القوة ليست مضيعة للوقت.. انها بعيدة عن ذلك.. ولكنها فقط جزء من حل اللغز.quot;وصرح السفير البريطاني في الامم المتحدة بانه يمكن ارساء الاستقرار من خلال انجاز العملية السياسية جنبا الى جنب نشر القوات.وقال باري جونز quot;سيعود الناس الى وطنهم.. يمكن ايجاد بعض النشاط الاقتصادي وقدر من الاوضاع الطبيعية لم نشهدها في دارفور منذ فترة طويلة للغاية.quot; وعندما سئل عما اذا كان حدوث ذلك ممكنا بحلول نهاية هذا العام رد بالايجاب.
والمراقبون أكثر تشاؤما بخصوص احتمالات نجاح عملية حفظ السلام في الصومال الذي شهد فشل مهمة مشتركة للولايات المتحدة والامم المتحدة في التسعينات وحيث تعمل قوات اثيوبية ومهمة وليدة تابعة للاتحاد الافريقي على دعم الحكومة الانتقالية.ويقول دبلوماسيون غربيون انه لا يوجد في الوقت الحالي سلام كي تحافظ عليه قوات حفظ السلام الاوغندية التابعة للاتحاد الافريقي والقوات البوروندية التي ستنضم اليها.
وقال جونز باري quot;الامر يعتمد على مدى قدرة الاتحاد الافريقي على ارساء الاستقرار... ما تنظر فيه ادارة حفظ السلام (التابعة للامم المتحدة هو) خطط الطواريء.quot;وتقول المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ان المجتمع الدولي لا يزال منقسما بشدة بشأن ما يريده بخصوص الصومال وان قوات حفظ السلام التي تدعم الحكومة لا تلقى استقبالا جيدا.وقال جرينيون quot;سيرى سكان جنوب الصومال على نحو متزايد المهمة الافريقية على أنها شريك (في جريمة) لحكومة لا تمثل مصالحهم...يتعين على المجتمع الدولي تحديد ما يريده في نهاية الامر بالنسبة للصومال.quot;
التعليقات