quot;فرسانquot; العامرية وquot;المقاومة الشرعيةquot; يفتحان جبهة حرب جديدة لكسب الرهان
quot;التحالفات الخطرةquot; للقضاء على تنظيم القاعدة في العراق


الغارديان:المقاومة العراقية ضد الاحتلال تجتمع تحت لواء واحد

معد الشمريمندبي:تعددت الأسماء والهدف واحد.. بدأت سياسة تسليح العشائر في المناطق الساخنة، فتشكلت معها بعض الأسماء الجديدة المثيرة للجدل( مجلس إنقاذ الأنبار) و( مجلس الإسناد) و(مجلس الإنقاذ) في ديالى، وبموازاة ذلك بدأت استراتيجية أخرى تخصصت بتسليح التنظيمات والميليشيات المسلحة( ثوار أو فرسان العامرية)، وأخيراً المقاومة الشرعية أو الـ(LRF) في مناطق ديالى مرة أخرى.
الـ(LRF ) وهي الحروف الأولى المختصرة لما أسمتهُ القواتُ الأميركية بـquot;قوات المقاومة الشرعيةquot;، تتكون من مجموعة من المقاتلين المنشقين عن تنظيم القاعدة، وبينهم عدد من المقاتلين من جنسيات عربية مختلفة، وعناصر كانت تقاتل تحت راية quot;الدولة الإسلامية في العراقquot;، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المفصولين من أجهزة الشرطة وعناصر الاستخبارات.


وبحسب تقارير صحافية في الولايات المتحدة؛ فإن القوات الأميركية تنوي من وراء الاستراتيجية الجديدة؛ خلق موازنة بين كفتي الصراع في العراق؛ حيث تشكلت الخطط الأميركية بعد نجاح فكرة تشكيل ما عُرفَ في حينه بـquot;مجلس إنقاذ الأنبارquot; ومن بعده quot;مجلس الإسنادquot; في ديالى. والتشكيلات السابقة نسخة مكررة للسياسة الأميركية الجديدة في مناطق أخرى من العراق: حي العامل، الجهاد، البياع، ومنطقة العامرية التي كانت واحدة من أهم معاقل القاعدة في بغداد، حيث تشكلَت قبل فترة مجموعة مقاتلة عُرفت باسمquot;فرسان العامريةquot; أو مايفضل أن يطلق عناصر ذلك التشكيل على أنفسهم تسميةquot; ثوار العامريةquot;، ويحظى الثوار أو الفرسان، بدعم كامل من القوات الأميركية والقوات الأمنية العراقية المتمركزة في تلك المنطقة، بعد تمكنهم من طرد المؤيدين والحاضنين لتنظيم القاعدة.


صحيح أن الوقت مازال مبكراً على تقويم تجربة الـLRF، ولكن عناصر تشكيل المقاومة الشرعية أو الـ LRF ، أكدوا في تصريحات لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور نجاح التجربة، وإنه لمن المهم جداً أنْ يعود أبناء ديالى للسيطرة على مناطقهم، خاصة وانهم أدرى بشعاب مدينتهم.
تفاصيل أخرى تسربت من الخطط الأمنية الأميركية، تمثلت في تقديم الدعم الخاص لتلك الميليشيات أو التنظيمات المشكلة حديثاً والمسلحة بأسلحة خفيفة، بشكل موقت حتى إكمال انضمام عناصرها للجيش أو الشرطة العراقية بعد إتمامهم دورات تدريبية نظامية.

من جانبه قال قائد عمليات quot;السهم الخاطف الجنرال (مايك بيدنيرك)، إن القوات الأميركية بحاجة ماسة إلى تلك التنظيمات المسلحة الجديدة، خاصة وان الاستخبارات العسكرية تَعد تلك التنظيمات مصدراً مهماً من مصادر توفير المعلومات المفيدة.


الإنتقاد الذي وِجهَ للخطط الأميركية الجديدة، تمثل في الخطر القائم من وراء تسليح تلك الجماعات، والذي قد يعود ليظهر من جديد، مع تغير الولاءات ، فقد تقوم تلك الجماعات المسلحة بالممارسات السابقة للقاعدة نفسها، لتشكل بذلك رأس الحربة في المواجهة ضد القوات الأميركية والعراقية في تلك المناطق المتوترة. كما أن التشكيلات الجديدة المدعومة من القوات العراقية والأميركية، تفضل دائماً التعاون مع الأخيرة، الأمر الذي قد يُنذرُ بمخاطر أخرى في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق. السباق مع الزمن بات في مراحله الأخيرة، بقيادة ثلاثة محاور رئيسة، يحاول كل منها تحقيق نتائج ايجابية على الأرض، قبل الأطراف الأخرى:
المحور الأول: المحور الحكومي، حيث تسعى الحكومة العراقية لعقد اتفاقات وولاءات عشائرية في المناطق الساخنة بعيداً عن تأثير القوات الأميركية، وللتخلص من الأثر الذي قد تتركه الخطط الأميركية في المناطق الساخنة. كما أن الحكومة تسعى إلى إثبات الوجود، وتحقيق النتائج على الأرض، وبالتالي كسب تعاطف وتأييد الجماهير.


المحور الثاني: المحور الأميركي، بشقيه الإدارة الأميركية، وقواتها وأجهزتها الاستخباراتية في العراق، حيث تسعى مُنذ فترة، لكسر شوكة الجماعات المسلحة، والحد من خطورة أو إنهاء الهجمات التي تشنها الميليشيات الطائفية في عدد من المدن العراقية. وقد بدأ هذا المحور سباقاً مع الزمن، لكسب الرهان، وتحقيق النجاح قبل حلول شهر أيلول/سبتمبر المقبل( أيلول الكونغرس)، وهو موعد تقديم تقرير علامات التقدم النهائي في العراق أمام الكونغرس الأميركي.


المحور الثالث: محور التنظيمات المسلحة التي تخوض قتالاً مريراً، لغرض فرض هيمنتها على مناطق التوتر، وبشكل خاص المناطق الغربية من العراق. خطة quot;عقد التحالفات الخطرةquot;، كما أسمتها صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، تُنذرُ بحروب جديدة، بحسب منتقديها، ومن بينهم الحكومة العراقية التي أعلنت صراحة في أكثر من مناسبة، أن تلك التنظيمات بمثابة العدو.. وعلى الرغم من المعارضة الشديدة التي تبديها الحكومة العراقية على الخطط والمشاريع الأميركية الجديدة في تسليح الميليشيات، إلا أنها لا تستطيع فرملة تلك الخطط أو التصدي لها.خلق تشكيلات مسلحة جديدة في المدن والأحياء العراقية، بحجة مقاتلة تنظيم القاعدة، قد يُنذر بكارثة تحرق الأخضر واليابس، وتعلن بداية حقيقية لحرب أهلية، ظل الجميع حتى اللحظة يبرر وينفي أيَ وجود حقيقي لها.