لندن: رفض وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس الحديث عن وجود فتور في العلاقات مع واشنطن، قائلاً إن قوة أميركا العسكرية والاقتصادية تعني أنه يتعين على لندن أن تحافظ على شراكة وثيقة مع واشنطن لتحقيق أهدافها. وقد راجت تكهنات بأن رئيس وزراء بريطانيا الجديد جوردون براون يرغب في أن ينأى بحكومته عن الرئيس الأميركي جورد بوش.

وقد أثارت العلاقة الوطيدة التي كانت تربط سلفه توني بلير ببوش، وخاصة حول العراق السخط لدى الكثير من البريطانيين. وسيتوجه براون مع ميليباند الذي عاد للتو من زيارة افغانستان وباكستان الى واشنطن هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع الزعماء الأميركيين للمرة الأولى منذ تولي الإثنين مهامهما قبل نحو شهر.

وقال ميليباند لرويترز quot;شاهدنا في افغانستان ان المساعدة الاميركية اكبر مما قدمته بقية دول العالم مجتمعة وان الجيش الامريكي اكبر مما ارسلته بقية دول العالم مجتمعة..ولذلك اذا اردت ان تقوم بعمل جيد يتعين عليك ان تقوم به معهم.quot; وقال أثناء عودته الى لندن من زيارة لاسلام أباد quot;لدينا قيم مشتركة ومصالح مشتركة.quot;

لكن براون اثار الدهشة في واشنطن الشهر الماضي عندما عين منتقدا بارزا للحرب في العراق وهو مارك مالوتش براون وهو مساعد سابق للامين العام للامم المتحدة في منصب مساعد لوزير الخارجية. واعتبر العديد من المحللين ان هذا التعيين يظهر رغبة براون في ان ينأى عن سياسة بلير الخارجية وان ينتهج مسارا اكثر استقلالية بالنظر الى ان ميليباند كان قد ايد حرب العراق رغم احساسه بعدم الارتياح بشأنها.

وقال ميليباند الذي كان وزيرًا لشؤون المدارس وقت الحرب ثم اصبح وزيرا بدون حقيبة في حكومة بلير انه ايد الحرب رغم التحفظات السابقة له وانه لايوجد جدول اعمال خفي وراء تعيين مارك مالوه. واضاف quot;لا يوجد عضو واحد في الحكومة مناهض لأميركا.quot; وسيجري ميليباند محادثات منفصلة مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الوقت الذي سيجري فيه براون محادثات مع بوش.

ومن المتوقع أن يناقش براون وميليباند خلال محادثاتهما في الولايات المتحدة العراق ودارفور وايران وكوسوفو والشرق الاوسط. وعن المواجهة مع موسكو ولندن بشأن قتل العميل السري الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو في بريطانيا، قال ميليباند انه سيكون من السابق لأوانه تحديد ما هي الخطوة التالية. واضاف quot;موقفنا دائمًا ثابت وهو اننا نريد علاقات طيبة مع روسيا على الصعيدين الثنائي والمتعدد الاطراف ولكن علينا ايضًا ان ندافع عن نزاهة نظامنا القضائي واعتقد ان الروس... يفهمون ذلكquot;.

وطردت بريطانيا أربعة دبلوماسيين روس بعد أن رفضت موسكو تسليم رجل تقول لندن انه المشتبه به الرئيس في هذه الجريمة. وردت موسكو بطرد اربعة دبلوماسيين بريطانيين . ونفى ميليباند اشارات نشرتها صحيفة جارديان البريطانية يوم الخميس لاسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المعزول وأحد قادة حركة حماس بأن لندن عززت علاقاتها مع حماس. وقالquot;لدينا علاقة انسانية وقنصلية وهذه باقية، ولكن لا توجد علاقات سياسيةquot;. واضاف quot;اننا نقف وراء مبادئ المجموعة الرباعيةquot;، مشيرًا إلى مجموعة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وترفض حماس مطالب غربية بالإعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقيات السلام الموقتة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.