نواكشوط: تجاهل الإنقلابيون الذين يحكمون موريتانيا منذ شهرين الإنذار الذي وجهه اليهم الإتحاد الأفريقي والذي تنتهي مدته منتصف ليل الإثنين، وإستبعدوا تمامًا إعادة الرئيس المخلوع الى السلطة.

ولم تتطرق الإذاعة ولا التلفزيون الى quot;إنذارquot; المنظمة القارية ودعوتها الى إعادة الرئيس المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله الى مهماته في مهلة أقصاها السادس من تشرين الأول تحت طائلة quot;عقوباتquot;. كذلك، تجاهلت الصحف الرسمية التظاهرات المحدودة التي نظمها الأحد أنصار الرئيس المنتخب ديموقراطيًا والتي قمعتها شرطة مكافحة الشغب حتى ساعات الليل في عدد من أحياء وسط العاصمة نواكشوط.

ولم يدل الإنقلابيون الذين يقودهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز بأي تصريح رسمي. لكن رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي جان بينغ أعلن أنه يتوقع وصول وفد أرسله المجلس العسكري الى أديس أبابا الإثنين للتباحث مع الإتحاد الأفريقي.

وقال الناطق بإسم البرلمانيين الموالين للإنقلاب سيدي محمد ولد مهم في تصريح من أهمية الانذار، معتبرًا أن quot;هذا النوعquot; من الضغوط quot;لا يخيف احدًاquot; وquot;لم يحل أبدًا أي مشكلةquot;. وقال النائب الذي ينتمي الى غالبية النواب الداعمين للإنقلاب أن quot;على الحكومة ألا تبالي بكل تلك التهديدات بالعقوبات، وأن تمارس دبلوماسية نشطة لشرح قضيتها العادلة والدفاع عنهاquot;.

وإعتبرت صحيفة quot;بلاديquot; المستقلة أن quot;بعض المبتدئين في السياسةquot; الداعمين للإنقلاب يدفعون المجلس العسكري الى quot;تجاهل موقف المجتمع الدوليquot;. وأضافت الصحيفة أن quot;هؤلاء الموهومين يدعون الى الهزء بالخارج والإنقطاع عنه تمامًا كما فعل الزعيم العراقي، المحبوب صدام حسينquot;. وخلصت الى أن على الإنقلابيين أن quot;يجنبونا غضب القوى العظمىquot;.

وإعتبر مصدر قريب من الإنقلابيين صباح الأحد في تصريح أن التحذير quot;وهمي وعديم النتيجةquot;. وقال quot;ليس المجتمع الدولي من سيتمكن من تنصيب او خلع رئيسquot;، مشددًا على أن لا دروس تتلقاها موريتانيا quot;من دول أفريقية يقودها متعسفونquot;. وأضاف quot;في أي حال، لن يعود الرئيس المنتخب في 2007 الى السلطةquot;، معربًا عن quot;إستيائه الشديدquot; من quot;تقديس شخصًا ليس قديسًاquot; أطاح به الجيش quot;كي لا يضر بأحدquot;.

وفي حال فشل المفاوضات مع الإتحاد الأفريقي فإن العقوبات قد تتمثل في منع الإنقلابيين وداعميهم من السفر او تجميد حساباتهم المالية في الخارج.

لكن دبلوماسيين أفارقة رأوا أن المنظمة تعلق آمالاً على المباحثات المتوقعة بين موريتانيا والإتحاد الأوروبي في بروكسل إعتبارا من منتصف تشرين الأول. وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي في نواكشوط أنه quot;تم بحث فرض عقوباتquot;، من دون quot;أن تنشر أي لائحة سوداءquot;. ولكن تم رفض منح تأشيرة لنائبة موريتانية كانت ترغب في التوجه الى باريس ضمن وفد مساء الاحد.