في مشروع يشرف عليه المؤرخ د.خالد عزب
توثيق أهم الإغتيالات السياسية في ذاكرة مصر التاريخية
محمد الحمامصي من القاهرة: تُعد قضايا الاغتيالات السياسية واحدة من المشكلات الشائكة التي عانى منها المجتمع المصري على مر تاريخه العريق فقد حفل التاريخ المصري بالعديد من حوادث الاغتيال على اختلاف ظروفها، وأحداثها، ودوافع مرتكبيها. خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الاسكندرية
وقد صرح الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع ذاكرة مصر التاريخية بمكتبة الإسكندرية ، أنه نظرًا لأهمية هذه القضايا وخطورتها خصصت ذاكرة مصر المعاصرة قسمًا يوثق لأهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التي شهدها المجتمع المصري ابتداءً من عام 1910 ذلك العام الذي شهد أول قضية اغتيال في العصر الحديث وهي اغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي باشا، وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981.
وأوضح ممدوح مبروك القائم على قسم الاغتيالات أن هذا القسم يتناول حوادث الاغتيال التي شهدها التاريخ المصري الحديث، حيث نستطيع أن نلم بمثل هذه القضايا من خلال النصوص التي تشرح بالتفصيل ظروف حوادث الاغتيال والأسباب التي أدت إلى ارتكابها وأسماء مرتكبيها، ومن أشهر حوادث الاغتيال التي تعرضت لها ذاكرة مصر المعاصرة حوادث اغتيال رؤساء الوزراء المصريين مثل: بطرس غالي باشا في 20 فبراير 1910 على يد إبراهيم ناصف الورداني، وأحمد ماهر باشا في 24 فبراير 1945 على يد محامي شاب يُدعى محمود العيسوي، ومحمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 على يد عبد المجيد حسن.
وأكد مبروك أن الذاكرة لم تكتفِ بذلك فحسب بل تعرضت أيضًا لأشهر محاولات الاغتيال لأبرز الشخصيات المصرية مثل: الخديوي عباس حلمي الثاني الذي تعرض لمحاولتين، الأولى في مايو 1912 عن طريق شخص يُدعى إمام واكد، والثانية في يوليو 1914 عن طريق شخص آخر يُدعى محمود مظهر. كما تطرقت الذاكرة لحادث اغتيال وزير المالية أمين باشا عثمان في 5 يناير 1946، الحادث الذي اُتُهِم فيه محمد أنور السادات بارتكابه. وتناولت أيضًا اغتيال الشيخ حسن البنا (المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) في 12 فبراير 1949، واغتيال الصحفي والأديب يوسف السباعي في العاصمة القبرصية نيقوسيا في 18 فبراير 1978، وأخيرًا حادث الاغتيال المروع الذي تعرض له الرئيس الراحل محمد أنور السادات يوم احتفاله بذكرى حرب أكتوبر المجيدة عام 1981.
وأشار مبروك أن الذاكرة لم تعتمد في عرضها لقضايا الاغتيالات السياسية على القسم الخاص بالنصوص فحسب بل ضمت أقسامًا أخرى مثل: قسم الصور الذي يحتوي على عدة ألبومات خاصة بجميع الشخصيات التي تعرضت للاغتيال في مختلف مراحل حياتهم بالإضافة إلى صور مرتكبي هذه الحوادث، ومن هذه الألبومات ألبومات صور أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء التي ضمت صورًا شخصية له مع عائلته، وأخرى رسمية خلال مصاحبته للملك فاروق في أحداث ومناسبات مختلفة. كما انفردت الذاكرة بملف فيديو يعرض مراسم جنازة أحمد ماهر باشا، وأهم الانجازات التي حققها خلال فترة توليه رئاسة الوزراء.
ليس هذا فحسب، بل هناك قسم للوثائق، ويحتوي على ملفات قضايا الاغتيال، تم الحصول عليها من المجلس الأعلى للثقافة ومن هذه الملفات ملف قضية اغتيال بطرس غالي باشا، ومحمود فهمي النقراشي، والشيخ حسن البنا، وغيرها. كما يعتبر قسما الأرشيف الصحفي والأغلفة من الأقسام الهامة على ذاكرة مصر المعاصرة في تغطيتها للاغتيالات السياسية، فالأرشيف الصحفي يعرض مجموعة من المقالات التي نُشرت في الصحف والمجلات المختلفة تشرح معلومات هامة وخطيرة عن حوادث الاغتيال، مثل مجموعة المقالات التي نشرت بمناسبة اغتيال أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي. كما يحتوي قسم الأغلفة على أغلفة أعداد المجلات التي صدرت بمناسبة الاغتيال، ومن أبرز هذه الأعداد عدد مجلة المصور الصادر في 2 مارس 1945 بمناسبة اغتيال أحمد ماهر باشا وتصدرت صورته غلاف هذا العدد.
التعليقات