لندن: خصصت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا كبيرا من صفحاتها لمناسبة هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 على الولايات المتحدة الاميركية.

هدنة انتخابية

صحيفة الغارديان كتبت بهذه المناسبة تحت عنوان quot; المرشحان للانتخابات الرئاسية الاميركية يتحدان بمناسبة هجمات سبتمبرquot; ان المرشح الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين وضعا جانبا معاركهما الانتخابية وقاما بزيارة مشتركة لموقع مركز التجارة العالمي الذي دمرته هجمات سبتمبر 2001.

واصدر اوباما بيانا بهذه المناسبة اشار فيه الى ان الولايات المتحدة لن تنسى ضحايا هذه الهجمات، شاكرا الاميركيين الذين يدافعون عن بلادهم داخل اميركا والقوات الاميركية المتمركزة خارجها.

واشار اوباما الى ان المسؤول الرئيسي عن هذه الهجمات اسامة بن لادن ما زال طليقا ويجب القاء القبض عليه وتقديمه للعدالة، داعيا الاميركيين الى اظهار الارادة من اجل quot;دحر شبكات الارهاب والدفاع عن اميركا والقيم الاميركية والسعي من اجل ميلاد جديد للحرية في الداخل وحول العالمquot;.

مخاطر صراع اقليمي

وفي صفحة الرأي كتبت الغارديان ان تكثيف القوات الاميركية علمياتها ضد عناصر القاعدة داخل الاراضي الباكستانية مؤخرا يحمل مخاطر تحول الحرب في افغانستان الى صراع اقليمي ويهدد بتقويض التحالف الدولي الحالي المناهض للارهاب بسبب التوتر بين الولايات المتحدة وباكستان التي تعتبر من اهم جبهات محاربة الارهاب.

وتنقل الصحيفة عن كبير مستشاري الرئيس الاميركي جورج بوش في مجال الاستخبارات الخاصة بالارهاب تيد جيستارو تحليله لوضع تنظيم القاعدة في الوقت الراهن قوله quot;ان بن لادن لا يقوم بادارة عمليات تنظيم القاعدة اليومية بل يقوم باعطاء الارشادات والتوجيهات الاستراتيجية والتكتيكية اضافة لعب دور مصدر الالهام لاعوانهquot;.

اما صحيفة الاندبندنت فقالت، بينما تمر ذكرى هجمات سبتمبر فان اثنين من كبار القادة العسكريين الاميركيين ادليا بتصريحات مثيرة بخصوص مصير حربي العراق وافغانستان.

فالنسبة للعراق اعلن الجنرال ديفيد بتريوس الذي يترك قيادة القوات الاميركية في العراق خلال ايام قليلة انه لن يعلن عن تحقيق الانتصار في العراق ابدا وان المكاسب الامنية الاخيرة يمكن ان تتبدد وان امام القوات الاميركية quot;كفاح طويلquot; لتحقيق الانتصار.

اما بالنسبة لافغانستان فقد صرح رئيس الاركان المشتركة للقوات الاميركية مايك مولن مؤخرا امام الكونغرس بانه لا يعتقد ان قوات بلاده وحلف الناتو تكسب الحرب ضد المسلحين في افغانستان وان الوقت قد بدأ ينفذ.

وتحدثت الصحيفة نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن الصعوبات الجمة التي تواجها واشنطن في مساعيها للتصدي للمتطرفين المسلحين الذين ينشطون في افغانستان وباكستان والذين صعدوا هجماتهم ومن بينها الانتحارية ضد الاهداف والقوات الغربية.

وقالت ان هناك اعتقادا متزيدا في الاوساط الاستخبارية الاميركية ان الاستخبارات وكبار ضباط الجيش الباكستاني ومن بينهم قائد الجيش اشفاق كياني لديهم معلومات مسبقة عن الهجمات الانتحارية التي ينفذها المتطرفون في افغانستان مثل الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الهندية في كابول .

وتضيف الصحيفة انه اذا تأكد هذا الامر فهذا يعني ان الدعم المالي والاسلحة التي قدمتها واشنطن لباكستان باعتباره حليفا في الحرب على المتطرفين الاسلاميين فشل ذريع لسياسة واشنطن في التصدي للارهاب.

تداعيات خطيرة

ومن بين قضايا الشرق الاوسط التي تناولتها الصحف البريطانية مقتل السياسي اللبناني صالح العريضي، احد قيادي الحزب الديمقراطي اللبناني المتحالف مع حزب الله اللبناني.

صحيفة الفاينانشيال تايمز قالت ان لاغتيال العريضي تداعيات خطيرة على الاستقرار السياسي في لبنان لانه جاء بعد يوم فقط من دعوة الرئيس ميشيل سليمان لاطلاق طاولة الحوار الوطني التي ستتناول احد اهم القضايا الخلافية في لبنان وهو التوصل الى استراتيجية دفاعية وطنية وتحديد دور الجيش ومصير االمليشيات المسلحة في لبنان.

وقالت الصحيفة ان ما يميز هذه العملية بعكس كل عمليات الاغتيال السابقة التي شهدها لبنان خلال السنوات القليلة الماضية انها الاولى التي تستهدف شخصية سياسية معارضة ومقربة من سورية.

مصادرة الاراضي الفلسطينية

وفي شأن شرق اوسطي اخر تحدثت الصحيفة عن تقرير منظمة بيتسيلم الاسرائيلية الذي تناول مصادرة السلطات الاسرائيلية والمستوطنينين في الضفة الغربية لاراضي الفلسطينيين ومنعهم من االوصول الى اراضهيم بحجة حماية المستوطينين من هجمات الفلسطينيين.

وقالت الصحفية ان اسرائيل استولت على هذه الاراضي وحولتها الى quot;مناطق امنية خاصةquot; بحجة منع وصول المهاجمين الفلسطينيين الى المستوطنات وهو ما يتناقض مع واقع الحال لان المستوطنين يستغلون هذه الاراضي لاغراضهم الخاصة ويبنون عليها المساكن واقاموا عليها المزارع والبساتين.

quot;استئناف البرنامج النووي العسكريquot;

صحيفة الديلي تلغراف تناولت الملف النووي الايراني وقالت ان ايران احييت خططها لامتلاك اسلحة نووية مستندة الى معلومات ااستخبارية والخبراء المكلفين بمراقبة الانشطة النووية الايرانية.

وقالت ان هؤلاء الخبراء اكتشفوا ان كميات من اليورانيوم المخصب قد اختفت من منشأة اصفهان النووية التي تخضع للمراقية الدولية وهذه الكميات لو تم تخصيبها بدرجة كافية تكفي لصنع ست قنابل نووية.

واضافت الصحيفة ان الاقمار الصناعية الاميركية التي تراقب الانشطة الايرانية قد حددت عددا من المواقع المثيرة للشبهة والتي تجرى فيها انشطة نووية سرية وهي مواقع لم تصرح عنها السلطات الايرانية للمفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا.

وقالت الصحيفة ان هذه التقرير قد زادت من قلق الدول الغربية ازاء امكانية استئناف ايران لبرنامح تسلحها النووي.

وتنقل الصحيفة عن الخبراء في الشأن النووي الايراني ان ما بين 50 الى 60 طنا من اليورانيوم قد ضاع اثره في منشأة اصفهان.

ويرى مسؤولو وكالة الطاقة الذرية الدولية ان الايرانيين قد اخذوا هذه الكمية من اليورانيوم خلال احدى مراحل معالجة اليورانيوم التي لا تخضع لمراقبة مفتشي الوكالة وهذا الامر اضافة ان اكتشاف المواقع المثيرة للريبة قد ادى الى ان تكثف اسرائيل جهودها استعدادا لتوجية ضربة استباقية محتملة للمنشآت النووية الايرانية.