في مناظرة أخيرة غلب عليها الطابع الإقتصادي
أوباما ينتقد بوش.. وماكين لن يكون شبيها له
نيويورك: سيطرت الأزمة المالية والاقتصادية التي تواجه الولايات المتحدة والأسواق العالمية بالإضافة إلى السياسات الداخلية على المناظرة الثالثة والأخيرة التي جرت في مقر جامعة هوفسترا بمدينة نيويورك مساء الأربعاء بين مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة باراك أوباما ومرشح الحزب الجمهوري جون ماكين. وكان السؤال الأول لكلا المرشحين عن الأزمة وعن اقتراح أوباما تخفيض الضرائب، وبدأ جون ماكين في التحدث عن الأزمة التي يعاني منها وول ستريت وأكد أنه يملك خطة قصيرة الأمد من أجل معالجة الأزمة المالية وقال دعونا نقتطع 300 مليار دولار من المبلغ الذي وافق عليه الكونغرس لشراء القروض التي تعاني من مصاعب والمتعلقة بالمساكن كي نتمكن من إبقاء المواطنين في منازلهم.
ثم قال أوباما إنه يتعين التشديد على مساعدة العاملين وتوفير إعفاءات ضريبية للشركات التي توظف العاملين وقال إنه يوافق السناتور ماكين على إعادة التفاوض على القروض المتعلقة بالمنازل وأنه يتعين علينا الاكتفاء ذاتيا في مجال الطاقة.
ثم أورد ماكين أسم شخص نظر إلى خطة أوباما المتعلقة بمساعدة المواطنين عن طريق خفض الضرائب فوجد أنه سيدفع مزيدا من الضرائب بدلا من خفضها طبقا للخطة التي ينادي بها أوباما.
إلا أن أوباما رد على ذلك بقوله إن كلينا نود خفض الضرائب إلا أن ماكين يرغب في خفض الضرائب على الشركات الضخمة التي تجني الكثير من الأرباح مما سيزيد من دخلها ولم يتطرق إلى خفض الضرائب عن المواطن العادي وقال إنه يرغب في توفير الإعفاء الضريبي للطبقة العاملة في المجتمع الأميركي.
وتساءل ماكين عن السبب الذي يتعين علينا فيه زيادة الضرائب وإنه يرغب في مساعدة الشركات عن طريق تخفيض الضرائب عنها.
وأشار أوباما إلى أن تخفيض الضرائب يجب أن يشمل العاملين كي يتمكنوا من إرسال أبنائهم إلى الجامعات وتوفير العيش المناسب لهؤلاء الناس.
وكان السؤال التالي يتعلق بالعجز في ميزانية الحكومة الفيدرالية وكيفية تقليص هذا العجز، فقال أوباما إنه يتعين التصرف بمبلغ الـ 700 مليار دولار بحكمة بحيث تعود بالنفع على الجميع. وأضاف أن ما تنفقه الحكومة من مبالغ طائلة على الرعاية الصحية للمسنين لا تعود في الواقع عليهم بالنفع المطلوب، لذا فإنه علينا أن نستثمر هذه الأموال في مجال الطاقة وفي مجالات أخرى تعود بالنفع على الجميع.
ثم قال ماكين علينا أن نبادر بالاكتفاء ذاتيا في العديد من المجالات مثل الطاقة وبدء التنقيب عن النفط مقابل السواحل الأميركية وقال إنه يعرف كيف يوفر ملايين الدولارات من ميزانية الدفاع ومن الأموال التي تذهب إلى الصين.
أما أوباما فقد أكد أنه يتعين تجميد بعض المشاريع التي تنفق عليها الحكومة ملايين الدولارات ولا تعود بالنفع على أحد. وقال إنه عندما تسلم الرئيس بوش الحكم كان عندنا فائضا في الميزانية أما الآن فإننا غارقون في الديون.
إلا أن ماكين قال إنه ليس الرئيس بوش وإنه سيسلك طريقا يختلف عن الطريق الذي سلكه بوش وإنه سيوازن الميزانية وإن الأميركيين متضررون هذه الأيام وعلينا أن نعمل على كف هذا الضرر عنهم. وذكر أنه صوت ضد المصالح الخاصة وصوت ضد زيادة النفقات.
وقال أوباما إنه صوت في الكونغرس ضد مصالح كثيرة بحيث أصبح ليس محبوبا لدى هذه المجموعات بعكس ماكين. وقال موجها كلامه لماكين إنك أدليت بصوتك إلى صالح كل تشريع طالب به الرئيس بوش ولم يكن في صالح المواطنين.
فرد ماكين إنه لا يسير على الطريق الذي سار عليه بوش.
وكان السؤال التالي عن الحملات الانتخابية التي اتهم فيها كل منهما الآخر بعدم الأمانة والمسؤولية فقال ماكين إن الحملة الانتخابية كانت صعبة وإنه يأسف لكل إعلان سلبي تضمنته الحملة الانتخابية وقال إنه يرغب في حملة انتخابية نظيفة إلا أن السناتور أوباما أنفق من الأموال على حملته الانتخابية ما لم ينفقه أي مرشح من قبله.
وقال أوباما إن ثلثي المواطنين يعتقدون أن الحملة الانتخابية للسناتور ماكين كانت سلبية في معظمها وإن كلا منا يحاول إقناع الناخبين بآرائه وأنه سيكون الرئيس الأصلح للبلاد. وقال إن ماكين قال إنه إذا بقينا نتحدث عن الاقتصاد فإننا سنخسر وعلينا تغيير هذا الموضوع في الوقت الذي تعاني منه الولايات المتحدة من أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وأشار ماكين إن أوباما أنفق من الأموال ما لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة منتقدا كل برنامج أو إقتراح أعلن عنه .
وقال أوباما إن ما حدث خلال حملة ماكين من ترديد كلمة إرهابي وأقتل هذا الإرهابي ولم يقم لا السناتور ماكين أو المرشحة لمنصب نائب الرئيس ساره بالين بالدفاع عنه أو على الأقل نفي تلك الإدعاءات.
إلا أن ماكين قال إنه لم يكن سعيدا كي يسمع مثل تلك العبارات وإنه لن يؤيد أو يقف إلى جانب من أطلقوا مثل تلك العبارات.
ثم قال أوباما إنه يتعين علينا أن نتحدث وأن نناقش بكل جدية جميع المواضيع ولكن دون تعرض أحدنا للآخر .
وعندما ذكر ماكين اسم إيرز وعلاقته بالسناتور أوباما قال إوباما إن معرفته بإيرز الأستاذ اليساري الذي شارك في تفجيرات في داخل الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي تعود إلى أيام الدراسة وإن إيرز ليس له أي علاقة بحملته الانتخابية على الإطلاق.
البيان الختامي للمناظرة
وفي النهاية بدأ ماكين في إلقاء بيانه الختامي في هذه المناظرة، حيث قال إن هذه أوقات صعبة لأميركا وأن البلاد تحتاج الى توجه جديد وأنه يملك سجلا طويلا من العمل النيابي.
وأضاف أنه سيعمل على إصلاح النظام الصحي والتوقف عن هدر المزيد من الأموال الحكومية والحفاظ على أموال دافعي الضرائب ولذلك فإن يريد من الشعب الأميركي دعمه. وأنه خدم أميركا ووضعها أولا طيلة مسيرته السياسية والعسكرية.
من جانبه قال أوباما إنه يشكر السناتور ماكين وأن أميركا تواجه أكبر خطر اقتصادي منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي ولذا فعلى أميركا أن تغير من اتجاهها وأنه يؤمن بأن الأيام القادمة ستكون أكثر إشراقا لو تم تطبيق سياساته ولذا فإن يسأل الشعب الأميركي لدعمه من أجل يعمل بلا كلل أو ملل من أجل المواطن الأميركي.
وفي النهاية ختم بوب شيفر المناظرة بمقولة لأمه تقول فيها: اذهب وصوت، فهذا سيجعلك أكبر وأقوى.
سوا، بي بي سي
التعليقات